مقابلة: خبير كوبي: بسحب دبلوماسييها وإصدار تحذير من السفر... الولايات المتحدة تبالغ في رد الفعل

هافانا 30 سبتمبر 2017 / مع سحبها لجميع موظفيها غير الضروريين من سفارتها في هافانا وتحذير الأمريكيين "من السفر إلى كوبا"، تبالغ الولايات المتحدة في رد فعلها على قضية صحية مجهولة الهوية ولكنها لا تزال قيد التحقيق، حسبما ذكر خبير سياسي كوبي يوم السبت.

وقال رافائيل هرنانديز خبير العلاقات الكوبية - الأمريكية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأمر الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية "مبالغ فيه ودفاعي".

وذكر هرنانديز أن "سحب الموظفين لأسباب أمنية هو شئ تفعله الولايات المتحدة في أجزاء أخرى من العالم حيث تقع أوبئة أو كوارث طبيعية أو حروب. ونظرا لطبيعة هذه الواقعة، فإن اتخاذ إجراءات قصوى كهذه ليس أمرا مبررا".

وأضاف أن "التحذير من السفر يمكن أن يؤثر على المواطنين الأمريكيين نفسيا ويمنعهم من القدوم إلى كوبا".

جدير بالذكر أن الدولتين استأنفتا رسميا العلاقات فيما بينهما في عام 2015 بعد خمسة عقود من العداء.

ومنذ ذلك الحين، شهدت كوبا ازدهارا في عدد السائحين القادمين من الولايات المتحدة وبلدان أخرى، ازدهارا مدفوعا بذوبان الجليد في العلاقات بينهما مؤخرا.

وفي بيان يحمل عنوانا استفزازي يقول "الإجراءات المتخذة ردا على هجمات تعرض لها موظفو الحكومة الأمريكية في كوبا"، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أن هذه الإجراءات تعود إلى21 موظفا في السفارة يعانون من "مجموعة من الأعراض الجسدية ما فيها شكاوى من متاعب في الأذن وفقدان السمع والدوار والصداع والإرهاق ومشكلات الإدراك وصعوبة النوم".

وسيظل التحذير الدبلوماسي والتحذير من السفر قائما "حتى تتمكن حكومة كوبا من ضمان سلامة دبلوماسيينا" من "الهجمات ذات الطبيعة المجهولة".

ويبدو أن كوبا في حيرة من أمرها بسبب هذه الواقعة الغامضة حيث يتعاون المسؤولون الأمريكيون من البداية مع التحقيقات.

واعترف هرنانديز بأنها "هجمات غريبة جدا"، مضيفا أنه يشك في أن كوبا لديها التكنولوجيا التي تمكنها من فعل أي شيء من هذا القبيل.

وقال "يبدو أنه لا يمكن أن يقوم بذلك سوى شخص يملك تكنولوجيا سرية متطورة جدا وأن أجهزة الاستخبارات هي وحدها القادرة على فعل ذلك، ولا سيما تلك الموجودة في الولايات المتحدة".

وأضاف أن "هذه الحوادث التي تقع لدبلوماسيين يعانون معها من مثل هذه الأعراض الغريبة هي حوادث محددة جدا. فهي ليست معممة ولا تطال جميع السفارات في كوبا ولا حتى جميع الأمريكيين في الجزيرة".

وبالإضافة إلى ذلك، زار 500 ألف أمريكيين آخرين كوبا حتى الآن هذا العام ولم ترد أنباء عن وقوع مشكلات مماثلة.

وردا على الإعلان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، دعت كوبا الولايات المتحدة يوم الجمعة إلى الاحجام عن "تسييس قضية من هذا النوع "وعن اتخاذ "قرارات متسرعة ... لا تستند إلى أدلة أو نتائج حاسمة للتحقيقات".

وذكر هرنانديز، مدير مجلة ((تيماس)) الإخبارية الكوبية الشهيرة، أن رد فعل وزارة الخارجية الأمريكية ربما جاء نتيجة "ضغوط سياسية" من الإدارة المحافظة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تتراجع عن مسار العلاقات الأمريكية - الكوبية منذ توليه مهام منصبه.

وقال إن سحب الموظفين الدبلوماسيين يوجه لطمة للعلاقات الثنائية ولاسيما لكوبا التي تريد مواصلة إحراز تقدم في تطبيع العلاقات مع واشنطن، مشيرا إلى أن "هناك صراع داخل الحكومة الأمريكية بشأن علاقاتها مع كوبا وقضايا أخرى ذات أهمية دولية مثل الوضع في شبه الجزيرة الكورية والاتفاق النووي مع إيران".