تقرير إخباري: ترقب فلسطيني لوصول حكومة الوفاق إلى قطاع غزة

غزة أول أكتوبر 2017 / تترقب الأوساط الفلسطينية وصول وفد حكومة الوفاق الفلسطينية المقرر غدا (الاثنين) برئاسة رئيسها رامي الحمد الله من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بموجب التفاهمات الأخيرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي رعتها مصر.

وترأس الحمد الله في مكتبه بمدينة رام الله اليوم (الأحد)، اجتماعا وزاريا بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ للاطلاع على تحضيرات توجه الحكومة إلى قطاع غزة.

وقال الحمد الله خلال الاجتماع "ذاهبون غدا إلى قطاع غزة بروح إيجابية وعاقدون العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة وطي صفحة الانقسام ليعود الوطن موحدا بشعبه ومؤسساته".

وأضاف إن توجه الحكومة المقرر إلى غزة "يأتي في سياق الخطوات العملية المبذولة لإنهاء الانقسام ويهدف إلى الاطلاع على أوضاع القطاع ومؤسساته وعقد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي كما هو معتاد".

وأشار إلى أن الحكومة "ستساهم بشكل تدريجي في حل القضايا العالقة التي وقفت في السابق عائقا أمام تنفيذ اتفاقات المصالحة"، مشيرا إلى أنها شكلت ثلاث لجان لملفات المعابر، والوزارات والموظفين، والأمن.

ومن المقرر أن يصل الوفد صباح غد عبر حاجز (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية إلى قطاع غزة.

يأتي ذلك فيما وصل وزير الثقافة في حكومة الوفاق إيهاب بسيسو بعد ظهر اليوم إلى غزة لإتمام ترتيبات استقبال الوفد الحكومي غدا وذلك بعد أن كان وفدان إعلامي وأمني وصلا لنفس الغرض إلى القطاع الخميس الماضي.

وفور وصوله توجه بسيسو إلى مقر وزارة الثقافة في غزة واجتمع مع مسؤوليها.

وستعقد حكومة الوفاق اجتماعها الأسبوعي في غزة بعد غد الثلاثاء وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر العام 2014 عندما كانت عقدت اجتماعها الوحيد في القطاع منذ تشكيلها قبل ذلك بأربعة أشهر.

وقال مصدر حكومي في رام الله لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه جرى إتمام كافة الترتيبات اللازمة لوصول وفد الحكومة إلى قطاع غزة ومباشرة استلام مهامها.

وذكر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الوفد سيضم جميع وزراء الحكومة ووكلائهم ورؤساء الهيئات الحكومية وقيادات من الأجهزة الأمنية.

وحسب المصدر، فإنه من المرجح استمرار تواجد وفد الحكومة في قطاع غزة حتى الخميس المقبل، مع تأكيده أن الحمد الله سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.

وكان الحمد الله أكد الثلاثاء الماضي أن البدء في تسلم حكومة الوفاق مسؤولياتها في غزة "يعني أن تبدأ الحكومة العمل بشكل فعلي شامل دون أي اجتزاء أو انتقاص لكافة مهامها ومسؤولياتها وصلاحياتها وبسط ولايتها القانونية وفقا للقانون الأساسي في جميع القطاعات وفي مختلف المجالات دون استثناء".

ويأتي وصول وفد حكومة الوفاق إلى غزة إثر إعلان حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف العام 2007 في 17 من شهر سبتمبر الماضي حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة ودعوتها الحكومة لتسلم مهامها في القطاع والموافقة على إجراء انتخابات عامة.

وصدر بيان حماس بهذا الخصوص خلال زيارة وفد من قيادتها وآخر من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى القاهرة جرى خلالها مع الجانب المصري بحث جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف العام 2007.

واللجنة الإدارية شكلتها كتلة حماس في المجلس التشريعي قبل عدة أشهر وأعلنت أنها ستظل تعمل ما دام الانقسام (الفلسطيني) قائما وأنها ستنهي عملها حينما تقوم حكومة الوفاق (التي تشكلت بموجب اتفاق فلسطيني منتصف العام 2014) بمهامها تجاه القطاع.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة اليوم عن إتمام أجهزتها الأمنية إجراءاتها في إطار خطتها الأمنية لتأمين قدوم حكومة الوفاق إلى قطاع غزة غدا.

وقال الناطق باسم الوزارة إياد البزم في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إنه "تم نشر عناصر الأجهزة الأمنية والشرطية في الشوارع والمفترقات العامة والأماكن الحيوية والمنشآت والمرافق التي سيصلها الوفد الحكومي في مناطق قطاع غزة كافة لتسهيل تحركات الوفود والشخصيات خلال الأيام القادمة".

وذكر البزم، أن وزارة الداخلية "اتخذت كافة الإجراءات التي من شأنها إنجاح مهمة حكومة الوفاق في قطاع غزة ومنع أي معيقات".

كما أعلن الناطق باسم الداخلية في بيان منفصل، الإفراج عن خمسة أشخاص "كانوا موقوفين على ذمة قضايا متعلقة بالمساس بالأمن الداخلي" وذلك في إطار "تعزيز أجواء المصالحة والتوافق الوطني وضمن تفاهمات لجنة المصالحة المجتمعية".

من جهتها، دعت الشخصيات الفلسطينية المستقلة، إلى تضافر جهود كافة الأطراف الفلسطينية لإنجاح مهمة حكومة الوفاق سعيا لإنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق المصالحة الوطنية.

وقال رئيس تجمع الشخصيات المستقلة منيب المصري خلال مؤتمر صحفي في غزة، إن الأجواء "مبشرة جدا" لضمان نجاح جهود إنهاء الداخلي وتمكن حكومة الوفاق من العمل في القطاع.

وشدد المصري، على الحاجة الملحة لتحقيق المصالحة "لوضع استراتيجية شاملة تستهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء حصار قطاع غزة ومعاناة سكانه".

وفي السياق ذاته، أطلقت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداء دعت فيه إلى المضي في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي تحت شعار (نعم للمصالحة على قاعدة وطنية وديمقراطية).

وحثت الشبكة التي تضم في عضويتها 133 مؤسسة أهلية فلسطينية، على ضرورة إنجاح جهود تحقيق المصالحة والتغلب بالحوار على أي عقبات تعترضها لتوحيد المؤسسات الفلسطينية.

كما عقد في غزة اليوم مؤتمرا شعبيا بهدف دعم تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي نظمه مركز (رؤية للدراسات) وتجمع عائلات فلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في قطاع غزة صالح ناصر خلال المؤتمر، إن تحقيق المصالحة "ضرورة وطنية فلسطينية ومجتمعية".

وحث ناصر حكومة الوفاق، على "وضع خطة طوارئ لإنهاء أزمات قطاع غزة وفي مقدمها فتح معبر رفح (البري مع مصر) وتطويره، وحل مشكلة الكهرباء والماء والصحة والاستشفاء والبيئة في غزة إلى جانب حل مشكلة البطالة والحد من هجرة الشباب".

وسبق أن توصلت فتح وحماس لعدة تفاهمات ثنائية وأخرى في إطار شامل للفصائل الفلسطينية لكنها فشلت في وضع حد عملي للانقسام الداخلي واستعادة الوحدة المنشودة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.