كيسنجر يدعو إلى علاقات تعاونية بين الولايات المتحدة والصين

قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر هنا يوم الثلاثاء إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ستكون العلاقات المحددة للعالم خلال القرن الحادي والعشرين، ويتعين على كلا البلدين أن يعملا معا لدفع سلام وتقدم البشرية.

وأشار خلال حديث في منتدى ضم رؤساء جامعات وخبراء في بيوت خبرة من الولايات المتحدة والصين إلى أنه "من الضروري أن نعمل معا لرفع حيوية هذه العلاقات من مشاكل براغماتية وأخرى تحدث بين يوم وآخر، إلى علاقات مفاهيمية ، إلى خلق نمط جديد تنافسي لنظام عالمي يسهم في دفع سلام وتقدم البشرية، كما نفعل الآن في القضايا الحالية."

وأكد على أن أي نزاع بين الصين والولايات المتحدة سيكون كارثيا على كل منهما، وعلى العالم أجمع."

وقال كيسنجر إنه زار الصين أكثر من 100 مرة منذ أول زيارة قبل 46 سنة، وفي كل رحلة يتعلم شيئا معينا، وإن ثقافة الصين متنوعة جدا بحيث لا يمكن توقف التعلم منها.

وأضاف أنه خلال السنوات التي تمكن فيها قادة أمريكيون وصينيون من معرفة وفهم بعضهم البعض جيدا، ارتقت التبادلات الشعبية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة ، لتكون مطلبا أساسيا للنظام العالمي.

وقال هذا الدبلوماسي المخضرم "عندما أقامت الصين والولايات المتحدة أولا علاقاتهما الحالية كان الدافع استراتيجيا تاما وهو الحفاظ على الأمن . واليوم، قد يبحثان عن مفهوم غير أمني ولكنه تعايشي تعاوني سلمي يمكن للبلدين خلاله التعايش جنبا إلى جنب ، وأحيانا يسعى كل منهما لأهداف معينة له، ولكن دمجها جميعا في مفهوم مشترك للضروريات والفرص الحيوية الهامة لعصرنا ."

وقال إن الصين تسعى لتحقيق أهداف المئويتين، وكل من تابع وشهد التنمية الصينية خلال جيل واحد، سيكون متأكدا من أن الصين ستحقق أهدافها.

وأكد "إذا تمكن أحد أن يريني صورة عندما زرت الصين لأول مرة عام 1971، تظهر كيف كانت حالة بكين وبعض المدن الصينية الأخرى حينئذ وحالها اليوم، فربما اعتبر ذلك خيالا ، ولهذا ستتمكن الصين من تحقيق أهدافها."

وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تسعى لربط الصين مع وسط آسيا ثم أوروبا " سيكون لها أهمية واقعية في تحويل مركز جذب العالم من الأطلنطي إلى الباسيفيك."

ومضى يقول إن المبادرة"ستشمل وتربط ثقافات أوروآسيا، وأي منها سيمكنها تقرير أي العلاقات ستسعى إليها في ومع هذه المنطقة، وهذا ينطبق أيضا على الولايات المتحدة."

وقال أيضا "لهذا السبب، حث العديد منا الولايات المتحدة على الانضمام لبنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية عندما اقترحته الصين" ، موضحا أنه في كلا البلدين، هناك مجموعة واسعة من الآراء حول كيفية الدمج المناسب لكل هذه الحقائق والواقعيات، وما إذا كانت هذه القضايا تعالج عبر النزاعات أم التعاون.