تواصل الاشتباكات لليوم الثاني في صبراتة غرب طرابلس وتعثر إجلاء مدنيين عالقين

طرابلس 18 سبتمبر 2017 / تجددت الاشتباكات بين مجموعتين مسلحتين مواليتين لحكومة الوفاق الوطني الليبية اليوم (الإثنين) بعد توقفها لساعات في مدينة صبراتة الساحلية غرب العاصمة طرابلس، ما أعاق عملية إجلاء مدنيين عالقين، حسب مصادر أمنية وطبية.

وتدور هذه الاشتباكات بين عناصر غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وعناصر الكتيبة 48 المعروفة بكتيبة "أنس الدباشي" التابعة للمجلس العسكري في صبراتة.

ونالت هذه الكتيبة شرعيتها من وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني قبل خمسة أشهر.

واندلعت الاشتباكات أمس الأحد على خلفية مقتل أحد عناصر الكتيبة 48 وإصابة اثنين اخرين برصاص عناصر غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لدى مرورهم على حاجز أمني على متن سيارة معتمة بدون لوحات وعدم امتثالهم لأوامر بالتوقف، ما دفع عناصر الغرفة لإطلاق النار على السيارة.

وعقب الحادث، هاجم عناصر الكتيبة 48 مواقع وحواجز عسكرية لغرفة العمليات، ما أدى إلى توسع رقعة الاشتباكات لتشمل وسط مدينة صبراتة بالكامل.

وأسفرت الاشتباكات الأحد عن سقوط خمسة قتلى وثمانية جرحى من الجانبين.

وصباح اليوم توقفت الاشتباكات لثلاث ساعات استجابة لطلب من الهلال الأحمر الليبي لإجلاء مدنيين عالقين في مناطق الاشتباكات، لكنها سرعان ما تجددت إثر إطلاق نار كثيف من عناصر الكتيبة 48، ما أدى إلى فشل عملية الإجلاء، حسب مصدر بمديرية أمن صبراتة.

وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم إن "غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة الإسلامية استجابت لطلب الهلال الأحمر بوقف إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات بدءا من العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (8:00 بتوقيت غرينتش) لإجلاء عائلات عالقة وسط مدينة صبراتة".

وتابع "أن عملية الإجلاء توقفت بعد مرور ساعتين من بدئها جراء تعرض عناصر غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر الكتيبة 48".

وأضاف إن إطلاق النار "أسفر عن سقوط قتيل وستة جرحى من عناصر الغرفة".

وكان الهلال الأحمر الليبي قد وجه نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس باستعداده إخلاء العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات، لكن عملية الإخلاء لم تفلح اليوم.

وقال مدير مستشفى صبراتة الحكومي هشام الفقيه، اليوم إن المستشفى "يعاني نقصا حادا في كافة الاحتياجات الطبية"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية (وال).

وناشد الفقيه حكومة الوفاق الليبية، ومنظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الإنسانية سرعة التدخل لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفى.

وتعرض المستشفي الحكومي في صبراتة، بحسب الفقيه، "لعدة مقذوفات نتيجة حدة الاشتباكات المسلحة" في صبراتة الواقعة على بعد (70 كلم) غرب طرابلس.

وأسس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في صبراتة في مارس من العام 2016، ويتكون معظم عناصرها من أفراد عسكريين نظاميين.

وتنحصر مهمة هذه القوات في ملاحقة ورصد أي تحركات لتنظيم الدولة الإسلامية في صبراتة وضواحيها.

وتعارض الكتيبة 48 عمل قوات الغرفة في صبراتة، وتتهمها بالارتباط بعلاقة مباشرة مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الذي لا يحظى بتأييد جميع سرايا وكتائب المجلس العسكري في صبراتة.