تقرير إخباري: العبادي يعلن تحرير محافظة نينوى بالكامل من تنظيم الدولة الإسلامية باستعادة تلعفر

بغداد 31 أغسطس 2017 / أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم (الخميس) السيطرة على كامل محافظة نينوى شمالي العراق باستعادة مدينة تلعفر من تنظيم الدولة الإسلامية بعد معركة دامت أكثر من عشرة أيام.

وقال العبادي وهو القائد العام للقوات المسلحة في بيان صدر عن مكتبه اليوم "ها قد اكتملت الفرحة وتم النصر وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة".

وتابع "أعلن لكم أن تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحررة وعادت إلى أرض الوطن".

وأردف "لقد تحررت تلعفر العزيزة وارتفعت راية العراق مرة أخرى بسواعد المقاتلين العراقيين الأبطال من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والرد السريع وأبناء تلعفر".

وأوضح أنه "تم خلال الأيام الماضية القضاء على إرهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى وعدم السماح لهم بالهرب، وهذا هو موقفنا الثابت والحازم من هؤلاء المجرمين الذين يشكل وجودهم في أي مكان تهديدا لكل شعوب المنطقة والعالم".

وأضاف رئيس الوزراء العراقي "نقول للدواعش المجرمين: أينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس أمامكم غير الموت أو الاستسلام".

وتعهد العبادي بتحرير كل شبر من أرض العراق، قائلا "عهدا منا لكم يا أبناء شعبنا بأننا سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من أرض العراق وصحاريه".

وخلال الأيام الخمسة الأخيرة، خاضت القوات العراقية معركة عنيفة في ناحية العياضية شمال غرب تلعفر وقرى محيطة بها ضد تنظيم الدولة الإسلامية قبل إعلان تحرير تلعفر بالكامل.

وقال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق الركن عبدالأمير يارالله، في بيان اليوم "بحمد الله ونصره تم إكمال تحرير العياضية بالكامل (..) وإكمال تحرير كافة المناطق الكائنة شمال غرب تلعفر".

وأضاف أنه تم أيضا "إكمال تحرير كافة المناطق الكائنة شمال شرق تلعفر (..) وبدعم من قبل أبطال طيران الجيش وقوات التحالف الدولي".

وتابع أنه "بهذا النصر الكبير تنتهي عمليات تحرير تلعفر وإكمال تحرير محافظة نينوى بالكامل".

وكانت القوات العراقية قد بدأت في 20 أغسطس الجاري، بمشاركة الحشد الشعبي وبدعم جوي من الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي عملية عسكرية من خمسة محاور لاستعادة مدينة تلعفر الواقعة على بعد (60 كم) غرب مدينة الموصل.

وتأتي استعادة تلعفر بعد أكثر من شهر ونصف الشهر على الإعلان عن تحرير مدينة الموصل بالكامل من تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلنت السلطات العراقية في العاشر من يوليو استعادة السيطرة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بالكامل بعد نحو تسعة أشهر من المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت نينوى أولى محافظات العراق التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العاشر من يونيو من العام 2014، وامتدت سيطرته منها إلى مناطق أخرى في العراق.

وقاتلت القوات العراقية على مدار 319 يوما ولأكثر من عشرة أشهر "قتالا صعبا وبطوليا" في نينوى لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية، حسب يارالله.

ورأى الخبير الأمني العراقي العميد عبدالله الجبوري، أن لاستعادة مدينة تلعفر الواقعة في منتصف الطريق بين مدينة الموصل والحدود مع سوريا أهمية استراتيجة كبرى.

وقال الجبوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن تلعفر كانت تمثل نقطة تجمع للمسلحين القادمين من سوريا والفارين من المعارك في مدينة الموصل والمناطق المجاورة (..) وبتحريرها تم إبعاد خطر داعش عن عموم محافظة نينوى".

بدوره، قال المحلل السياسي العراقي عبدالعزيز خلف، إن مرحلة ما بعد تحرير نينوى يجب أن تشهد التركيز على ملف الحدود، خصوصا بعد قيام حزب الله اللبناني بنقل المئات من عناصر تنظيم داعش إلى منطقة دير الزور السورية المحاذية للحدود العراقية".

ودعا الحكومة العراقية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى الأراضي العراقية، معتبرا أنهم "يشكلون تهديدا مباشرا للأمن العراقي".

وأبرم حزب الله اللبناني وتنظيم الدولة الإسلامية اتفاقا يقضي بإجلاء مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من مرتفعات القلمون الغربي على الحدود مع لبنان باتجاه المنطقة الشرقية في سوريا، حسب الإعلام الرسمي السوري.

وجاء الإعلان عن الاتفاق الأحد بعد ساعات من إعلان حزب الله والجيش اللبناني كلا على حدة صباح اليوم ذاته وقف إطلاق النار في العمليات الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية على جانبي الحدود في لبنان وسوريا.

وقضى الاتفاق بخروج من تبقى من عناصر داعش في القلمون الغربي باتجاه المنطقة الشرقية في سوريا.

كما قضى بأن يقوم تنظيم الدولة الإسلامية بتسليم أسير وعدد من جثامين عناصر حزب الله، وكشف مصير العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديه.

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الاتفاق نص كذلك على خروج مسلحي داعش من المرتفعات اللبنانية إلى دير الزور في شرق سوريا.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن حافلات تقل مئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم انطلقت الإثنين من منطقة جرود قارة بالقلمون الغربي بريف دمشق باتجاه مدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور الشرقي، على الحدود مع العراق.

ورفض رئيس الوزراء العراقي الثلاثاء، هذا الأمر، قائلا إن "نقل أعداد كبيرة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي إلى المناطق الحدودية مع العراق أمر غير مقبول".