مقالة خاصة: مفاهيم جديدة تحسن تنمية الصين الاقتصادية

بكين 8 أغسطس 2017 / قال الاقتصاديون إن الاقتصاد الصيني قد تحسن في كل من النمو والهيكلة، مسترشدا (يُقصد الاقتصاد الصيني) بمفاهيم التنمية الخمسة للابتكار والتنسيق والتخضير والانفتاح والشمول.

وقال شينغ تشي هونغ المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاء : "خلال السنوات الخمس الماضية حققت الصين نتائج هائلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الالتزام بهذه المفاهيم الجديدة".

وأحرزت البلاد تقدما في الإصلاحات وتكييفها مع "النمو الطبيعي الجديد" لمعدلات نمو منخفضة ومتوازنة ومستدامة.

من مقلد إلى مبتكر

وانتقلت الصين إلى وضع الابتكار في صميم إستراتيجية التنمية الجديدة، حيث كان ينظر لها على أنها مقلد مخصص لإنتاج كميات هائلة من البضائع الرخيصة والمنخفضة الجودة، لتتحول إلى مصدر للمنتجات والأفكار الإبداعية .

وحظيت التكنولوجيا الصينية باهتمام عالمي، بداية من الأقمار الصناعية الكمية إلى الدراجات المشتركة ومحافظ الدفع الالكتروني عبر المحمول.

وقال لي يون لونغ، الأستاذ في مدرسة الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، "إن الابتكار لعب دورا أكبر في قيادة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ".

وصعدت الصين في قائمة أكبر 25 اقتصادا مبتكرا في العالم حيث ارتفعت ثلاث مستويات من المركز الـ25 إلى الـ 22، وفقا لمؤشر ابتكار رئيسي صدر في يونيو من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية وجامعة كورنيل وشركة إنسياد.

وتصدرت الصين عدد من التصنيفات الفرعية منها حجم السوق المحلي والموارد البشرية وبراءات الاختراع حسب المنشأ وصادرات التكنولوجيا الفائقة، والتصميم الصناعي حسب المنشأ.

ويعمل صانعو السياسة بتوجيه الاقتصاد نحو مسار نمو يحركه الابتكار ويشجع موجة ريادة الأعمال ويشرع إجراءات إصلاحية في مجال البحث والتطوير وتطبيق خطط "انترنت بلاس" و"صنع في الصين 2025".

وتم إنفاق 1.57 تريليون يوان ( أكثر من 230 مليار دولار أمريكي) على البحث والتطوير في 2016 بعد زيادة سنوية مزدوجة الرقم على مدار الخمس سنوات الماضية. ما جعل الصين ثاني أكبر منفق على البحث والتطوير بعد الولايات المتحدة.

النمو الأخضر

وبعد سنوات من النمو السريع جلبت الضباب الدخاني وتلوث التربة، تحولت الصين بسرعة من هاجس الناتج المحلي الإجمالي لفلسفة النمو المتوازن الذي يضع مزيدا من التركيز على البيئة.

وتم توجيه المزيد من الطاقة إلى تنظيف الاقتصاد الذي كان مدعوما منذ فترة طويلة بتلوث الصناعات الثقيلة. وفرضت قواعد أكثر صرامة على كل من المصانع والمسؤولين، وشدد العقوبات على المخالفات.

وأعلنت وزارة حماية البيئة يوم الاثنين عن جولة جديدة من عمليات التفتيش على جهود حماية البيئة المحلية التي تشمل ثمان مناطق على مستوى المقاطعات وهي الأخيرة في الحملة الوطنية ضد التلوث.

وخلال عمليات التفتيش العام الماضي تم مسائلة حوالي 6500 مسؤول عن الإهمال أو سوء الممارسة. لتصبح التنمية الايكولوجية مهمة رئيسية في الخطة الشاملة للبلاد وأكدت في الوثائق الرسمية الرئيسية والاجتماعات رفيعة المستوى في السنوات الأخيرة.

انفتاح أوسع على العالم

وتعمل الصين على تسارع عملية فتح أسواقها المالية لتحفيز النمو الاقتصادي ورفع القدرة التنافسية للقطاع المالي والمشاركة بنشاط في السوق العالمية.

وتمكن المستثمرين الأجانب من الوصول بشكل مباشر إلى سوق السندات بالدولار الأمريكي في المناطق الداخلية والذي يبلغ 10 تريليونات مع أطلاق ربط سوق السندات مع هونغ كونغ في يوليو الماضي.

وتأتي هذه الخطوة بعد إنشاء برامج الربط بين بورصات المناطق الداخلية الصينية وهونغ كونغ.

قال دونغ يوبينغ من معهد المالية والبنوك في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية : "إن ربط السندات بساعد على تدويل السوق المالية في المناطق الداخلية ويعد قوة دافعة للانفتاح المالي".

بالإضافة إلى ذلك، كان إدخال البنوك الأجنبية إلى السوق المحلية ومحاولات المؤسسات المالية الصينية الخروج للعالمية تعد أيضا خطوة ايجابية في تطوير القطاع المالي وبناء سوق رأس مال حر ومفتوح.