تقرير إخباري: البرلمان العربي يدعو لحرب شاملة على الإرهاب وتعزيز التعاون العربي في مكافحته

القاهرة 5 يوليو 2017 / دعا البرلمان العربي في اجتماع اليوم (الأربعاء)، إلى "حرب شاملة" على الإرهاب ، وشدد على ضرورة تعزيز التعاون العربي في هذا المجال.

وطالب البرلمان العربي خلال الاجتماع الذي عقد بمقر الجامعة العربية في القاهرة، بضرورة التعجيل بمراجعة الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب من قبل مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب بما يتناسب مع التطورات على الساحة العربية.

وأكد أن هذه الاتفاقية توفر الأساس القانوني لتعاون عربي فعال لمكافحة الإرهاب على كل الأصعدة، كما تقدم أحكاما متفقا عليها في شأن الجريمة الإرهابية.

وقال إن الإرهاب " أصبح شاملاً في العديد من دول العالم، ويهدد الفكر والعقيدة والإقتصاد والحياة الاجتماعية للشعوب، لذلك فإن الحرب عليه يجب أن تكون شاملة، وليس فقط الجوانب العسكرية والأمنية بل تمتد لتشمل تجديد الخطاب الديني وتطوير التعليم والثقافة ونشر الفكر الوسطي وتطوير وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي المختلفة وتنظيم دور الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية والمسجد والكنيسة وغيرها من الوسائل".

وأضاف إن " العالم يعيش اليوم، ومنذ سنوات ليست بالقليلة، موجة طاحنة من الإرهاب لم يشهدها على مر العصور.. ويظل الإرهاب هو الأكثر خطورة والتحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع الدولي بأسره لأنه ينال من كيانات الدول ذاتها ويقوض أسس الدول الوطنية ومؤسساتها الشرعية ويهدد كل مخططات التنمية ويضرب في مقتل كل عناصر الحداثة والتقدم، ويريد صانعوه ومنفذوه العودة بالعالم الى العصور المظلمة".

وأوضح أن " الأمة العربية لها النصيب الأوفر من ظهور وانتشار المنظمات الإرهابية، وكذلك الحجم الأكبر من الخسائر البشرية والمادية والإجتماعية واستغلال الستار الديني والإثني والعرقي والمذهبي لإرتكاب فظائع في حق الإنسانية كلها، مثل ما يجري في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها".

ورأى أنه " إذا كان الإحتلال الإسرائيلي للوطن الفلسطيني بكل ممارساته الوحشية قد بذر بذرة العنف في الوطن العربي، فلا شك أن عام 2011 وما شهده من ثورات الربيع العربي، وما واكبها من فوضى وانهيار في مؤسسات دول عربية، قد خلق المناخ الملائم لإنتشار الإرهاب وتنظيماته الهدامة في سائر ربوع الوطن العربي".

وأشار البرلمان العربي إلى أن الإرهاب طال دول العالم قاطبة، ولم تعد هناك دولة بمنأى عنه، ما خلق ظواهر سلبية خطيرة لعل أبرزها الإسلاموفوبيا.

وتابع إن " الإرهاب جريمة منظمة تتعدد أطرافها.. ولم يكن ليقوى ويستشري بهذا الشكل دون دعم وتسليح وتدريب وتمويل من دول أو منظمات لتنفيذ أجندة مشبوهة".

وشدد على أن " الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح إنما من يمول ويدرب ويسلح ويأوي بل ويعالج المصابين منهم ويقدم كل المساندة السياسية والإعلامية لهم".

وهنأ البرلمان العربي الشعب العراقي بكافة مكوناته، بالانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي، وتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، لينهي بذلك دولة الخلافة المزعومة وصفحة مظلمة في تاريخ هذا البلد.

ودعا إلى استثمار هذا النصر في خلق المزيد من الانسجام والوئام الوطني وإنهاء التوترات الطائفية والسياسية واستيعاب الجميع في العملية السياسية وجعل مصلحة العراق العليا هي الأساس في مواقفهم.

كما دعا إلى الإسراع في وضع الخطط العملية من أجل إعادة النازحين العراقيين إلى مناطقهم وبيوتهم وتأهيل البنى التحتية الخدمية والعمل على تعويضهم عن خسائرهم، وحث الدول على المساعدة في إعمار وبناء المناطق التي تضررت من الحرب على " داعش".

وأكد أن النصر الكبير الذي تحقق في العراق على تنظيم "داعش" الإرهابي وتحرير المدن والمناطق التي كانت تحت قبضة الإرهابيين، عزز الأمن القومي العربي.

وشدد البرلمان العربي على وقوفه ضد تقسيم العراق، ورفض أية إجراءات من شأنها أن تمس وحدته وسلامة أراضيه وحرصه على وحدة هذا البلد الشقيق.

وأوضح أنه سيتصدى بكل الوسائل لمحاولات النيل من وحدة العراق الإقليمية واستقلاله، داعيا الشعب العراقي إلى الحفاظ على وحدة بلدهم وتدعيم ذلك بالحوار والتفاهم، رافضا كافة التدخلات في شؤونه السياسية من أية دولة أياً كانت.

وحث العراقيين على المباشرة بالمصالحة المجتمعية من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والاجتماعية بغية تثبيت الأمن والاستقرار، والشروع في تسوية وطنية عادلة.