بيروت 30 يونيو 2017 /حذر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، اليوم (الجمعة) من أن التنظيمات الإرهابية ستسعى للجوء إلى لبنان بعد سقوطها في سوريا، وذلك بعد ساعات من إقدام خمسة انتحاريين على تفجير أنفسهم خلال مداهمات للجيش في مخيمين للاجئين السوريين في بلدة عرسال الحدودية.
وقال عون في كلمة خلال زيارة لمديرية قوى الأمن الداخلي اليوم "نحن الآن سنعيش مرحلة صعبة بعد سقوط التنظيمات الإرهابية في سوريا لأن عناصرها قد تسعى للجوء إلى لبنان، وهو أمر يستدعي السهر كثيرا للحؤول دونه".
وتأتي تصريحات عون بعد ساعات من إعلان الجيش اللبناني عن إصابة سبعة عسكريين بعدما أقدم خمسة انتحاريين على تفجير أنفسهم وإلقاء قنابل خلال مداهمات نفذها فجر اليوم في مخيمي "النور" و"القارية" في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في منطقة البقاع الشمالي شرقي البلاد.
وذكر بيان لقيادة الجيش أنه "أثناء قيام قوة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة، ما أدى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة".
وأضاف البيان أنه "في وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين كما فجر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدة للتفجير عمل الخبير العسكري على تفجيرها فورا في أمكنتها".
وأوضح البيان أنه "خلال قيام قوة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية التابع للنازحين السوريين في المنطقة نفسها أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات، ما أدى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة".
وذكر البيان أن "وحدات الجيش تستمر بعمليات الدهم والتفتيش بحثا عن وجود إرهابيين آخرين وأسلحة ومتفجرات".
وفي بيان لاحق، قال الجيش إنه في "أثناء مداهمة مخيم النور أقدم أحد الانتحاريين على تفجير نفسه وسط أفراد عائلة نازحة، ما أدى إلى وفاة فتاة تنتمي إلى هذه العائلة".
وقالت قناة ((الجديد)) إن عملية الجيش في المخيمين أسفرت عن "توقيف 400 شخص، بينهم 8 من أخطر المطلوبين".
وهنأ الرئيس اللبناني في كلمته الجيش بنجاح العملية، قائلا "قبل أن آتي إليكم هذا الصباح، أفادني قائد الجيش بعملية نوعية قامت بها قوة من الفوج المجوقل وكانت عملية خطرة للغاية (..) نحن نهنئ الجيش على نجاح هذه العملية".
ورأى أن هذه العملية تشكل "جزءا من أزمة النزوح السوري إلى لبنان، كونها مرتبطة بأمن مخيمات النزوح التي باتت تتحول إلى معسكرات".
وكان انتحاري أقدم في شهر مايو الماضي على تفجير نفسه لدى إلقاء الجيش اللبناني القبض عليه في عرسال.
وتضم بلدة عرسال عددا كبيرا من مخيمات النازحين السوريين البالغ عددهم في البلدة قرابة 70 الفا.
وتقيم جماعات مسلحة تابعة لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنظيم الدولة الاسلامية تحصينات في مرتفعات عرسال وبلدات لبنانية حدودية مع سوريا منذ قرابة ثلاثة أعوام.
ويخوض الجيش اللبناني من حين إلى آخر مواجهات مع هذه الجماعات ويقصف مواقعها منذ خوضه معارك ضدها إثر هجوم على مراكزه في عرسال في أغسطس من العام 2014.