الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: الوردة الشامية بدأت تتعافى بعد سنوات من الحرب في سوريا

2017:05:31.09:04    حجم الخط    اطبع

دمشق 30 مايو 2017 /تأثرت زراعة الوردة الشامية الشهيرة في سوريا، بالأزمة التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من ست سنوات، وخفت بريقها بعدما كانت محط اهتمام الكثيرين لأهميتها الاستراتيجية في صناعة العطور والمستخلصات الطبية في العالم ، لكن إصرار المزارعين في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي على الاهتمام بها ورعايتها، جعلها تتعافى من جديد، بعدما تم طرد المسلحين من تلك المناطق ، وبدأت هذه الزراعة تعود تدريجا إلى الواجهة .

وفقدت هذه الوردة الشامية أو الدمشيقة، المتميزة برائحتها الزكية ولونها الجميل، القها في العامين الاولين من بدء الازمة، وتحولت حقول الورود في منطقة المراح بريف دمشق الشمالي الى مسرح للعمليات العسكرية ، وامتنع المزارعون عن الاعتناء بهذه الورود ، بسبب تلك العمليات العسكرية العنيفة ، وانتشار المسلحين في ريف دمشق الشمالي والشمالي الشرقي ، الامر الذي انعكس سلبا على حياة المواطنين الذين يعملون في زراعة الورد الدمشقي.

ولكن بعد أن تم تأمين المنطقة من قبل الجيش السوري على مدى العامين الماضيين، عاد المزارعون لاحياء زراعة تلك الورود من جديد ، الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين.

وتعد قرية المراح، التي تبعد نحو (60 كلم) شرق دمشق، من أشهر القرى التي تزرع هذا النوع من الورود داخل سوريا.

ويذكر المؤرخون أن زراعة الوردة الدمشقية انتقلت إلى العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين ثم إلى أوروبا في العصور الوسطى خلال حرب الفرنجة وأخذت أهميتها وشهرتها وانتشرت في أنحاء العالم لكثرة فوائدها العطرية والطبيبة والتجميلية والغذائية الكبيرة .

وتعد هذه الوردة الأشهر بين الورود في العالم على مدى العصور.

والوردة الشامية أو الدمشقية هي شجيرة عطرية طولها متران، تزرع كل عام بين شهري يناير وفبراير والحصاد يكون في مايو ويونيو.

ويقول المزارعون إن هذه الوردة التي تشتهر برائحتها الخاصة وزيوتها العطرية بدأت تتعافى في مسقط رأسها في منطقة المراح بعد معاناة من الحرب الدامية في سوريا.

وقال مدين بيطار احد المزارعين المسئولين عن زراعة وحصاد الوردة الدمشقية لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (الثلاثاء) إنه قبل اندلاع الازمة تم زراعة الورد الدمشقي في الاراضي الزراعية الي تقدر بحوالي 4 الاف دونم، ولكن نتيجة الازمة التي عصفت بالبلاد تم تقليص الزراعة إلى 2500 دونم .

واضاف "خلال الأزمة، تم إهمال العملية وجفت النباتات وذبلت ، ولكننا منذ سنتين قمنا بتجديد الحقول ، قمنا بزراعة حوالي 2000 إلى 2500 دونم ، ونحن نتوقع أن تكون النتيجة هذا العام بين 30 إلى 40 طنا من الورد الدمشقي في القرية ".

وكانت عائلة بيطار مسئولة إلى حد كبير عن زراعة وحصاد الورد واستخراج ماء الورد وزيته في مصنعهم المؤقت في منزلهم في البلدة وشعار شركتهم هو "إحياء الوردة الدمشقية ".

وقال بيطار ، وهو يسير بين أطفال القرية، الذين كانوا يساعدون في جمع الورود من الفروع الشائكة للشجيرة ، إنه يذهب إلى الحقل كل يوم للإشراف على عملية قطف الوردة.

وتابع يقول "نحن أثناء عملية حصاد الورود اذهب يوميا الى الحقل من الصباح، واشرف على نقلها إلى المصنع ونبدأ صنع المربى ولكن المادة الرئيسية هي ماء الورد، والذي منه نستخلص عدة منتجات ، وأهمها هو زيت الورد".

وقال إنه قبل الحرب، كان شجيرات الورد كبيرة وطويلة وكان طقس جني المحصول جميلا جدا ، وكان الناس يستظلون بفيئها، ولكن الآن أصبحت اقل من واحد متر، بسبب الظروف التي عصفت بالبلاد.

وأضاف بيطار إنه في عامي 2012 و 2013 كانت أسوأ سنوات في عمر زراعة الوردة الشامية، لافتا إلى أنه في عام 2016 ضرب الجفاف المنطقة، مما أثر سلبا أيضا على موسم الورد ، مبينا أن هذا العام افضل.

وأكد بيطار أن السلالة الأصلية من الورد هي من المراح، مضيفا أن هناك طلبا عالميا على هذه السلالة من الورد، وحث على تقنيات جديدة لاستخراج زيت الورد بشكل أكثر كفاءة كما قال إن كل 10 أطنان من الورود ينتج عنها كيلوغرام واحد من زيت الورد الغالي الثمن .

وقال إن جرام زيت الورد يباع فى الولايات المتحدة مقابل 60 دولارا امريكيا، واضاف ان الشركات الاجنبية عرضت عليه 100 دولار امريكى العام الماضى، وذلك بسبب زيادة الطلب عليه من موطنه الأصلي.

واضاف "اننا نبذل جهودا كبيرة لانتاج هذا الورد في جميع انحاء سوريا وخصوصا في ارضها الأصلية في بلدة المراح من اجل تأمين كمية اللازمة من زيت الورد للتصدير، حيث إن هناك طلبا من دول اجنبية عليه لهذا ارتفع سعر الغرام منه "، مبينا أنه لا يواجه اى مشكلة في تسويق هذا المنتج بسبب الطلب العالمي عليه.

وفيما يتعلق بتسويق منتجات هذا الورد، قال شقيقه امين لوكالة (شينخوا) ان " المعارض الدولية التي كان تقام قبل الازمة في سوريا جعلت من السهل عليهم بيع منتجاتهم ".

وأضاف أمين إنه خلال الأزمة توقفت المعارض إلى حد كبير، مما أثر على بيع وتسويق المنتجات، بالإضافة إلى توقف الإنتاج والحصاد لمدة سنتين بسبب الوضع العسكري هناك .

واستدرك قائلا " الان بدأت تلوح بالافق بارقة الامل مع بدء الزراعة ، واقبال الناس على شراء المنتجات المستخلصة من الورد "، مؤكدا أن " زراعة الوردة الشامية بدأت تعود إلى الواجهة وهذا مؤشر إيجابي بالنسبة لنا " .

وتحمل شجيرة الورود الشامية أزهارا عطرية وردية اللون تخرج في عناقيد مشطية المظهر تتفتح أزارها في فصل الربيع وتتراوح أعدادها في المناطق الجافة والبعلية بين 250 إلى 300 برعم تقريبا وبين 1500 و2000 برعم للشجيرات المروية وقد يصل إلى 5000 برعم بينما يتراوح عدد البتلات بين 30 و40 بتلة تقريبا للزهرة الواحدة ويبلغ متوسط وزن الزهرة الواحدة بين 2 إلى 2.5 غرام ويتراوح حجم الشجرة في الزراعة البعلية بين 1 إلى 1.5 متر مكعب وفي الزراعات المروية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×