القاهرة 11 سبتمبر 2016 /قبل حلول عيد الأضحى، شعر تاجر المواشي المصري حسن محمد بخيبة أمل كبيرة لعدم بيعه جِمال كما كان يأمل.
ويحتفل المسلمون الذي يشكلون خمس سكان العالم غدا الإثنين بعيد الأضحى، ويستهل القادرون منهم صباحه بذبح أضحية من الأبقار أو الخراف أو الجمال تقربا لله.
محمد الذي تسيطر عائلته على "برقاش"، وهو أكبر سوق لبيع الجمال في محافظة الجيزة، جنوب غرب العاصمة القاهرة، قال إن "الطلب على الجمال هذا العام هو الأقل على مدار سنوات مضت"، مشيرا إلى أن ما نسبته 30 % فقط من جماله قد بيع حتي الآن، رغم أن عيد الأضحى غدا.
وأضاف محمد (24 عاما) بينما يحاول تنظيم جماله في صفوف مستخدما عصا طويلة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا هو موسم البيع بالنسبة لتجار المواشي، إلا أن ارتفاع أسعار الأضاحي، وكذلك الظروف المالية المتدهورة منعت الناس من شراء أضاحي العيد".
وتابع في لهجة يشوبها اليأس والملل، وهو يبحث بعينيه عن زبائن في أكبر سوق للجمال في مصر، " ليست مهمة سهلة أن تقنع زبونا بالشراء في ظل هذه الأوضاع".
معظم الناس يأتون للسؤال عن أسعار الجمال، ثم يترددون في الشراء حينما يعرفون الثمن"، استطرد محمد وهو جالس وسط جماله.
لكن محمد شرح السبب وراء ارتفاع أسعار الجمال، مشيرا إلى أن أعلاف جميع المواشي يتم شراؤها بالدولار من الخارج في دولة يتم فيها استيراد معظم ماشيتها.
وواصل إن "معظم تلك المواشي تستورد من السودان والصومال وغيرها، ويجب أن ندفع الأسعار بالدولار الأمريكي".
ويعاني الاقتصاد المصري منذ ثورة 25 يناير 2011 من وطأة شح الدولار، الذي يمثل العملة الرئيسية للاستيراد، والذي يباع حاليا في البنوك بـ8.87 جنيه مصري، بينما يصل في السوق السوداء إلى أكثر من 12 جنيه.
ويعد تراجع ايرادات الدولة من السياحة والتصدير وتحويلات المصريين العاملين في الخارج أبرز أسباب أزمة الاقتصاد المصري بشكل عام، وأزمة شح الدولار بشكل خاص، في ظل انخفاض الاحتياطي النقدي.
وانخفض الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي من 36 مليار دولار في أوائل 2011 إلى حوالي 17.5 مليار دولار في الوقت الراهن، وهو في جزء كبير منه قروض من الخارج.
وأوضح محمد أن المصريين عادة ما يفضلون شراء الجمال للأضحية لأنها أرخص من الأبقار والجاموس.
واستدرك "لكن هذا العام الجمال ليست رخيصة على الإطلاق.. الجمل في العام الماضي كان يصل سعره إلى سبعة آلاف جنيه بينما ارتفع هذا العام إلى عشرة آلاف".
ويعتاد التجار في سوق برقاش على بيع الآلاف من الجمال المحلية والمستوردة كل يوم، حسب محمد .
وقال مستدعيا بحزن تلك الذكريات "لا يمكن أن تتصور ما كان عليه هذا السوق قبل شهور قليلة، كان من الصعب حتى التحرك وسط جموع البائعين والمشترين".
وليس بعيدا عن محمد، كان طارق سامح من القاهرة يتفاوض على السعر مع بائع آخر حول جمل صغير، ونجحت الصفقة في النهاية.
لكن سامح لم يكن سعيدا بالاتفاق، وقال ل(شينخوا) "لست راضيا عن السعر.. الأسعار كانت أقل بكثير في الموسم الماضي".
وكان سامح وهو شاب في الثلاثينات من عمره، يريد شراء بقرة في بادئ الأمر لكنه تحول لشراء الجمل لأن سعره أقل.
سامح الذي يدير محلا لبيع الهواتف المحمولة قال إنه لايزال يستطيع شراء الأضحية رغم ارتفاع الأسعار، لكنه يرى أن معظم المصريين لن يستطيعوا ذلك بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة.
ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فإن نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء كانت 74.5 في المائة في عام 2000، وأصبحت 74.3 في المائة في عام 2013، مشيرا إلى أن الفجوة بين الإنتاج والمتاح للاستهلاك ارتفعت من 229 ألف طن إلى 333 ألف طن خلال هذه الفترة.
لكن رئيس قطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الدكتور خالد توفيق قال قبل شهور قليلة إن نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء بلغت 60% فقط.
ويأمل سامح بتدخل حكومي لمعالجة ارتفاع الأسعار، قائلا "أتمنى أن تتدخل الحكومة لإيجاد حل مناسب لارتفاع أسعار المواشي".
وتبيع منافذ وزارتي الزراعة والتموين لحوما حمراء مستوردة للمواطنين بأسعار مخفضة، كما تفعل القوات المسلحة الأمر نفسه عبر منافذها الخاصة.
لكن ذلك لم يؤد إلى تراجع أسعار "اللحوم البلدي" التي يقبل عليها غالبية المصريين.