القاهرة 10 سبتمبر 2016 /رأى محللون اليوم (السبت)، إن تفشي الفساد والفقر، وتراجع الدولة الوطنية، ورغبة الإسلاميين في الوصول للسلطة، والقضية الفلسطينية، أبرز أسباب انتشار الإرهاب في العالم العربي.
وأوضحوا أن تاريخ الجماعات الإرهابية يؤكد أنها "إلى زوال".
وتمر غدا الأحد الذكرى الـ 15 لأحداث 11 سبتمبر2001، التي تبناها تنظيم (القاعدة) الإرهابي.
وهدد القاعدة أمس في شريط فيديو الولايات المتحدة الأمريكية بتكرار أحداث 11 سبتمبر، طالما استمرت الجرائم الأمريكية ضد المسلمين، حسب قوله.
ويعد القاعدة من أبرز الجماعات الإرهابية في العالم الإسلامي، إلى جانب تنظيم (داعش)، وجماعة (الإخوان المسلمين).
وفي هذا الصدد، عزا أحمد بان الباحث بمركز (النيل للدراسات السياسية)، تعدد الجماعات الإرهابية في العالم العربي إلى أن الإرهاب هو "الابن الشرعي لتفشي الفساد وتراجع الدولة الوطنية في العالم العربي، فأحلام تحقيق العدل والحرية والرفاهية التي لم تتحقق عبر الدولة الوطنية صنعت مناخا مناسبا للجماعات الجهادية والسلفية والإخوانية، التي سعت لجذب أنصارها عبر استدعاء نموذج الخلافة الاسلامية، باعتباره مظهرا لوحدة وقوة وازدهار المسلمين".
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه " منذ نشأة الاخوان المسلمين في عام 1928 بدا أن مقاربة الإسلاميين تربوية تعتمد على التربية والتزكية لاستعادة الدولة الحديثة، قبل أن يتحول مشروعهم لمحاولة الوصول إلى الحكم، عبر الدخول في صدام مع الدولة الوطنية أو تنفيذ انقلابات أو من خلال العمل السياسي".
وتابع إن الرئيس المصري الأسبق أنور السادات فتح أبواب الحركة والحضور أمام الإخوان المسلمين وجماعات العنف، فظهرت جماعات جهادية كالجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد الاسلامي وغيرها في مصر.
وواصل " ومع ظهور المشهد الأفغاني بدأت مقاربة جديدة، وظهرت مجموعات إرهابية كبيرة، أبرزها تنظيم القاعدة في 1998، الذي شغل بؤرة الفعل الجهادي، وكانت قمة عملياته في 11 سبتمبر" بأمريكا.
وزاد " ومع الوقت ظهر تنظيم داعش الذي خرج من مساحة النكاية عبر ترهيب الناس وإرعابهم إلى مساحة التمكين عبر السيطرة على مساحات في العراق وسوريا والاعلان عن دولة الخلافة".
وأوضح أن الإرهاب وصل لذروته أثناء " ثورات الربيع العربي" التي أتاحت فوضى أمنية استغلتها الجماعات الإرهابية.
وعن مستقبل هذه الجماعات، رأى أحمد بان أن مصير هذه الجماعات إلى زوال، مشيرا إلى أن العديد من الجماعات الإرهابية ظهرت على مدار التاريخ لتناهض الدولة الوطنية لكنها فشلت في النهاية.
وأضاف " حتى أن أبو مصعب السوري، الذي كان ينتمى لتنظيم الطليعة الجناح العسكري للإخوان في سوريا، وأصبح منظرا لتنظيم القاعدة، قال في كتابه إنه بعد قراءة تراث الصدام بين الجماعات الجهادية والدول انتهى الصراع بنسف عناصر الجهاد المسلح، وبالتالي طرح فكرة الجهاد الفردي أو ما يسميها البعض بالذئاب المنفردة".
واستبعد أن تكون القضية الفلسطينية أحد أسباب انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تتخذها فقط ذريعة لتنفيذ أجندتها، لكن هذه الجماعات نفسها لم تقدم شيئا لهذه القضية.
لكن علي بكري الباحث في مركز (الأهرام للدراسات السياسية)،
رأى أن " التواجد والاحتلال الأجنبي" لبعض المناطق العربية، مثل الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين سببا في انتشار الارهاب.
وأوضح بكري أن " الكبت السياسي والتضييق على الحريات"، إلى جانب " انتشار الفقر والجهل"، وضعف المؤسسات الدينية والتعليمية وراء ظهور الجماعات الإرهابية.
في حين دعا الدكتور عبدالمقصود الباشا رئيس قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر إلى تطبيق العدل ونشر الثقافة الاسلامية الصحيحة وتطوير المناهج التعليمية لمواجهة الإرهاب. وقال الباشا " انشروا ثقافة العدل، فالعدل من أساسيات مواجهة الإرهاب"، مضيفا " لماذا معظم ثروات العالم في بلادنا (العربية)، ومعظم الفقر في بلادنا أيضا، أليس هذا كاف بنسبة 100 % لانتشار الارهاب؟".
وانتقد وسائل الإعلام العربية بما فيها القنوات الدينية، التي اتهمها بالترويج للإرهاب.
وتساءل الباشا "من أين لتنظيم داعش بالأسلحة، وهو محاصر في مناطق بالعراق وسوريا وليبيا ما لم تكن هناك جهات ودول تموله".