تعليق:القطاع المنجمي الصيني يودع "العصر الذهبي"

أجمع المشاركون في المؤتمر الصيني الدولي للقطاع المنجمي 2015، على أن القطاع المنجمي قد ودع عصر الذهبي وبدأ الدخول إلى العصر الجليدي. حيث أشار عدة خبراء إلى تراجع الأسعار الدولية للمواد المنجمية تحت كلفة التنقيب، يوفر فرصة جديدة لخروج القطاع المنجمي الصيني إلى العالم.

وداعا لـ "العشرية الذهبية"

تظهر بيانات المكتب الوطني للإحصاء، تراجع أرباح قطاع المناجم بشكل مستمر منذ سنة 2012، حيث تراجعت في سنة 2013 بـ 17.34%، وتراجعت في سنة 2014 بـ 23%، وسجلت خلال العام الحالي تراجعا بـ 57.3%؛ وداخل بنية أرباح الصناعة النطاقية، مثل التنقيب المنجمي 18.9% في عام 2011، مسجلا تراجعا إلى 5.05% خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام. وفي هذا الصدد، يرى رئيس مجلس إدارة شركة تسيجين للمناجم، تشن جينغ خه، أن شركات المناجم تعيش وضعا بالغ الصعوبة في الوقت الحالي.

ويرى تشن جينغ خه، أن أسعار السلع المنجمية ستستمر خلال السنوات الثلاث أو الخمس القادمة في التذبذب حول المستوى الحالي، ومن المحتمل أن تشهد أسعار بعض السلع تراجعا أكبر. وقد يكون هناك فضاء للإرتفاع مجددا، لكن من المستحيل أن تعود الأسعار إلى مجدها الذي عرفته في "العشرية الذهبية".

"العصر الجليدي" يمكن أن يجلب فرصا جديدة

كم سيستمر العصر الجليدي لأسعار المواد المنجمية؟ وكيف يجب أن تواجه الشركات المنجمية الصينية هذا ركود الأسعار؟ في هذا السياق، يشير مدير معهد بكين للأبحاث الجيولوجية وانغ جين بين، إلى حاجة البشرية المتزايدة للثروات المنجمية، لكن تراجع الطلب العالمي الناجم عن بطء التعافي الإقتصادي أدى إلى فائض في الإنتاج وركود الأسعار على المدى القصير. وبالنظر على المدى الطويل، ستعود السلع المنجمية إلى الإرتفاع مجددا، وسيظل القطاع المنجمي يتمتع بآفاق كبيرة للنمو.

"تتميز الأسواق الأجنبية بفرص أكثر من السوق المحلية، كما شهدت قيمة السلع المنجمية الدولية تقلصا أكبر من السوق الصينية، لذا، بالنظر من زاوية الإستيراد، أصبحت الفرص أكبر بالنسبة للصين." ويرى رئيس مجلس إدارة شركة بكين الدولية للمناجم ليو يوي تشوان، أن أسعار السلع المنجمية الدولية قد دخلت نقطة الركود، وتشهد القيمة السوقية للعديد من الشركات الدولية للمناجم تراجعا حادا، وإنقطاعا في سلسلة التمويل، وحاجة محلة للإستثمارات الأجنبية، مايوفر فرصا جيدة للشركات الصينية للإستثمار في الخارج.

من جهة ثانية، يرى تشن جينغ خه، أن الدول الواقعة على "الحزام والطريق" ودول جنوب شرق آسيا والهند وغيرها من الدول الناشئة، ستصبح مركزا هاما للطلب على السلع المنجمية مع تقدم حركة التصنيع في هذه الدول؛ ومع التعافي التدريجي للإقتصاديات الغربية، سيشهد الطلب على المواد المنجمية زيادة ملحوظة. ومع تقدم بناء "الحزام والطريق"، ستتضاعف جهود الشركات الصينية في المشاركة في الأسواق الدولية للقطاع المنجمي، وستصبح إحدى القوى الهامة في هذه السوق، ماقد يتسبب في تغيير خارطة السوق المنجمية العالمية في المستقبل.