تقرير إخبارى: ارتفاع أسعار خراف الاضاحى بمعظم أسواق الخرطوم

الخرطوم 22 سبتمبر 2015 / مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، شهدت أسعار الخراف ارتفاعا ملحوظا بمختلف أسواق الخرطوم، وهو أمر يزيد من الضغوط التى يتعرض لها المواطن جراء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الغلاء.

ويبدى السودانيون تمسكا كبيرا بشعيرة الاضحية من زاويتين دينية واجتماعية، ويحرص الغالبية على شراء الأضحية مهما ارتفع ثمنها.

وفي السياق ذاته، قال عثمان الشيخ التوم، لوكالة أنباء (شينخوا)، " صحيح ان اسعار الاضحية غالية جدا مقارنة مع بالاوضاع الاقتصادية الراهنة وعدم توفر النقود وانخفاض الدخل للشريحة الوسطى من الموظفين والعمال واصحاب الدخل المحدود ".

وأضاف " ولكن ارتفاع الاسعار لا يحول بيننا واقامة شعيرة الاضحية التى ظللننا نحافظ عليها، نحرص على الاضحية من زاوية دينية باعتبارها سنة وافتداء، كما نحرص عليها من زاوية اجتماعية متعلقة بعادة المداومة عليها وادخال الفرحة فى نفوس الاطفال".

من جانبه، ارجع جمال الجيلى محمد بابكر ارتفاع الاسعار إلى قلة المراعى وندرة الامطار هذا العام وكون ان معظم الخراف تأتى من غرب السودان الذى يواجه مشكلات أمنية تزيد من صعوبة الترحيل والنقل وبالتالى ارتفاع تكاليفه مما يؤثر على السعر النهائى للخراف.

ويحمل بابكر المضاربين فى مجال تجارة المواشى مسئولية ارتفاع الاسعار، وقال فى تصريح ل(شينخوا) " إن المضاربين يستغلون موسم عيد الاضحى ، ولا توجد اى ضوابط حكومية لمنع عمليات التضارب التى ارهقت المواطنين".

وكشفت جولة لفريق من وكالة أنباء (شينخوا) فى بعض اسواق المواشى بالخرطوم ان اسعار الخراف تبدأ من 1000 جنيه سودانى (نحو 100 دولار) وتصل حتى 3000 جنيه سودانى (نحو 300 دولار).

وفى محاولة للتغلب على ارتفاع الاسعار ومنعا للمضاربات وجشع التجار، لجأت بعض الشركات الحكومية والسلطات المحلية الى ايجاد اسواق للمواشى باسعار موحدة.

وقال مكى الامير من الشركة السودانية للثروة الحيوانية (انعام) فى تصريح ل(شينخوا) " فكرة الاسواق الموحدة تهدف بالاساس إلى وضع اسعار تكون فى متناول كل الفئات وذلك منعا للمضاربات وجشع التجار ".

وأضاف " هذه الفكرة عمرها عامين، وقد حققت نجاحا كبيرا من خلال تزايد اقبال المواطنين عليها، نحن نأمل ان تتوسع هذه الفكرة وان تدخل معنا جهات حكومية عدة حتى نرفع المعاناة عن كاهل المواطنين ".

وأبان ان الشركة تطرح ثلاثة فئات من الخراف باسعار محددة ، وقال " لدينا ثلاث فئات من الخراف، الخراف الصغيرة وسعرها 1000 جنيه سودانى، والخراف المتوسطة وسعرها 1300 جنيه سودانى، والخراف الكبيرة وسعرها 1500 جنيه سودانى".

وعمدت بعض المؤسسات الحكومية السودانية، وخاصة فى القطاع الحكومى إلى توفير خراف الاضاحى لموظفيها عبر برنامج للبيع بالتقسيط، ولكن الأمر اثار جدلا دينيا حول جواز الاضحية بنظام التقسيط أو الدفع الآجل.

وبعد صدور فتاوى من بعض رجال الدين عن حرمة الاضحية عبر نظام التقسيط، سارعت هيئة علماء السودان إلى اصدار فتوى تجيز تقسيط ثمن الأضاحي للموظفين في المؤسسات والشركات العامة والخاصة، شريطة ان تدفع هذه المؤسسات والشركات ثمن الأضاحي للجهة التي تشتري منها ثم تقوم بإستقطاعها من موظفيها حسب سياسة كل مؤسسة.

وقال بيان صادر من الهيئة أمس (الاثنين) "إن الاضحية سنة في حق المستطيع، اما غير المستطيع فلا تطلب منه، لكن لو كلف نفسه واستدانها صحت اضحيته وقبلت".

وأضاف " لا مانع من أن تتعهد او تدفع بعض المؤسسات والشركات لمن يريد من العاملين فيها للجهة المالكة للخراف باعتباره قرضا حسنا بحيث لا يطالب العامل بأكثر مما دفع كي لا يقع في الربا".