تقرير إخباري: الأرجنتين تتعاون مع الصين في مجال تنمية الطاقة النظيفة

بوينس آيريس 15 سبتمبر 2015 / بدأت الأرجنتين ، التي يقدر العجز التجاري للطاقة لديها عند 8 مليار دولار سنويا، تعاونها مع الصين في مجال تنمية الطاقة المتجددة بدءا من الطاقة المائية والنووية إلى الطاقة الريحية والشمسية.

ووفقا لجمعية الطاقة المتجددة في البلاد ، فإنه بحال زادت نسبة استخدام الطاقة المتجددة بمقدار واحد في المائة من إجمالي إمدادات الطاقة في البلاد، فإن ذلك سيؤدي إلى توفير 500 مليون دولار أمريكي يتم إنفاقها على استيراد الطاقة.

الطاقة المائية ستؤمن الطاقة لـ 1.5 مليون وحدة سكنية

ويجري حاليا بناء سدين، سميا باسمي الرئيس نيستور كيرشنر والحاكم خورخي سيبيرنيك، على طول نهر سانتا كروز، على بعد 2750 كيلومترا جنوب بوينس آيريس، وأصبح بالإمكان إنشاء هذين المشروعين بفضل مساعدة مهندسين وآليات من الصين، كجزء من الشراكة المتنامية بين البلدين.

وفي مكان العمل ومحيطه، أصبح من المألوف مشاهدة شاحنات وآليات ورافعات عليها ختم العلامات التجارية الصينية مثل ((ساني)).

ويذكر أن حجم الاستثمار المخطط في بناء السدين يبلغ 4714 مليار دولار أمريكي.

وسيشمل ذلك وصول خبراء ومهندسين صينيين إلى الأرجنتين ، والذين سيقومون بالإشراف على تصميم وتركيب وتشغيل وصيانة الآليات الثقيلة الأساسية في المشروع .

وقال تشي تشينغ، مهندس صيني يعمل في السدين، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "أول آلية ثقيلة تم استيرادها من الصين قد وصلت إلى موقع العمل في 19 أغسطس ، ونقوم حاليا بنصب هذه الآلية وتدريب الفنيين المحليين على استخدامها".

وستصل قريبا المزيد من السفن المحملة بمعدات، وتتضمن معدات صب الخرسانات والمحركات وبوابات السد والتي سيتم جلبها جميعا من الصين في المستقبل القريب.

وسيولد السدان، اللذان من المزمع أن يوفرا 6 آلاف وظيفة بشكل مباشر وألف أخرى بشكل غير مباشر خلال مرحلة البناء، سيولدان ما مقداره 5 آلاف كيلو وات ساعي سنويا، وسيؤمنان إمدادات الطاقة لأكثر من 1.5 مليون وحدة سكنية، وفقا للحكومة الأرجنتينية.

ومن خلال تشغيل المشروعين ، سيتم توفير 1.2 مليار دولار أمريكي يتم إنفاقها على استيراد الوقود، كما سيتم خفض كلفة الكهرباء الصناعية نحو 6 بالمائة، حسبما ذكر معهد بحوث أرجنتيني حول تنمية الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

مضاعفة إنتاج الطاقة النووية

يلعب التعاون في مجال الطاقة النووية مع الصين دورا رئيسيا في ضمان أمن واستقلال الطاقة في الأرجنتين، وفقا لشركة الطاقة النووية المملوكة للدولة الأرجنتينية.

وخلال زيارة الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر إلى الصين في فبراير 2015، وقع البلدان اتفاقية لبناء محطات نووية بشكل مشترك في الأرجنتين.

وتمتلك الأرجنتين حاليا ثلاث محطات نووية تشغيلية بطاقة إجمالية تبلغ 1755 ميغاوات، والتي تستخدم تقنيات من ألمانيا وكندا، فيما ستنتج المحطتان الجديدتان ما مجموعه 1800 ميغاوات، بالتالي فإن قدرة الطاقة النووية للبلاد ستتضاعف.

وبحسب الاتفاقية، فإن الشركة النووية الوطنية الصينية ستتشارك مع شركة الطاقة النووية الأرجنتينية لبناء المفاعلين النوويين، وستساهم الشركة الصينية بالتقنيات والمعدات والخدمات، فيما تقدم الأرجنتين 70 في المائة من التمويل والخدمات اللازمة للمشروع .

وقالت الشركة الوطنية الصينية على موقعها الالكتروني إن هذه ستكون المرة الأولى للصين التي تقوم فيها بتصدير التقنية النووية إلى أمريكا اللاتينية ، وإن الشركة الصينية متفائلة إزاء آفاق صادرات تكنولوجيتها، بفضل مستويات الأمان العالية والتكلفة المنخفضة.

وقال المتحدث باسم الشركة النووية الأرجنتينية "من دون شك، فإن هذه المشاريع النووية التي نقوم بتطويرها مع الصين ستلعب دورا أساسيا في تأمين استقلالنا في مجال الطاقة".

وبالإضافة إلى الطاقة المائية والنووية، فإن الصين تلعب دور مهما في قطاعات الطاقة النظيفة الأخرى مثل الرياح، من خلال تقديم التكنولوجيا والتمويل الأساسيين .

وتعد مزرعة أراوكو الريحية، التي تعتبر أكبر مزرعة ريحية في الأرجنتين، مثالا على محاولة التطوير في مجال الطاقة الريحية بين الصين وأمريكا.

وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت شركة (هايدروتشاينا) الدولية الهندسية الصينية اتفاقا مع الحكومة المحلية لمقاطعة لا ريوجا بقيمة تتجاوز 300 مليار دولار أمريكي من أجل زيادة الاستطاعة المركبة لمزرعة أراوكو الريحية بنحو 104 ميغاوات.

وقال خوان فيرناندو كاربيل، رئيس مزرعة أراوكو الريحية إنه "في الأرجنتين، تعتمد مصفوفة الطاقة بشكل أساسي على مشتقات النفط وبشكل أقل على الطاقة المائية والنووية والناتجة عن الفحم، وهذا يؤدي إلى أن التكلفة النسبية للطاقة تتأرجح بناء على كمية الوقود المتوفرة، وفي حال لم تكن متوفرة لدينا فإننا نحتاج إلى استيرادها ما يعني نزيف مستمر للأموال لتحقيق توازن في المصفوفة".

وأضاف كاربيل إن تجديد هذه المصفوفة من المفترض أن يخفض النزيف في الأموال ويساعد البيئة من خلال التعاون لتجنب انبعاث عاز ثاني أوكسيد الكربون.