أسوأ جفاف منذ 115 عاما يهدد قطاع الزراعة في كوبا

هافانا 24 أغسطس 2015 / تتعرض الزراعة في كوبا لتهديد من أسوأ جفاف يضرب منطقة البحر الكاريبي منذ أكثر من قرن، وهو ما يعرض خطط الجزيرة الرامية إلى تحقيق استقلالها الغذائي الذي طال انتظاره للخطر.

وتنفق الحكومة حاليا حوالي ملياري دولار أمريكي لاستيراد 80 في المائة من الضروريات الغذائية للوفاء بمطالب مواطنيها البالغ عددهم 11.2 مليون نسمة حيث يدعو الرئيس راؤول كاسترو الكوبيين إلى إنتاج كل شيء يمكن حصده في البلاد.

ومنذ عام 2008، سلمت إدارة كاسترو أكثر من مليون هكتار من الأراضي الحكومية غير المستغلة إلى أكثر من 70 ألف مزارع جديد فيما خففت من اللوائح والقواعد المتعلقة بمنح القروض المصرفية والتجارة الحرة للأغذية .

بيد أن هذه الخطط معرضة الآن للخطر من جفاف شديد يجتاح حاليا الحوض الكاريبي برمته. ويعصف هذا الجفاف، الذي يعده أسوأ جفاف في المنطقة منذ 115 عاما، يعصف على نحو خاص بكوبا.

فقد تسبب نقص هطول الأمطار في كوبا، وهو أمر يزداد سوءا خلال الأشهر المقبلة، تسبب في تدمير آلاف الهكتارات من محاصيل قصب السكر والخضراوات من بين محاصيل أخرى. كما اضطر الحكومة إلى إمداد أكثر من مليون شخص بالمياه.

وسلطت مذكرة صدرت مؤخرا عن الهيئة الوطنية للدفاع المدني الضوء على أن مصادر المياه الجوفية انخفضت مقارنة بالأشهر السابقة فيما يزيد ارتفاع درجة الحرارة من معدل التبخر في الخزانات. وسجلت كوبا درجات حرارة مرتفعة ارتفاعا قياسيا خلال 10 أيام في يوليو وحده.

ومن ناحية أخرى، تنبأ معهد الأرصاد الجوية الكوبي بأن يستمر الجفاف بقية عام 2015، يتزامن معه نشاط إعصاري منخفض. ومن المرجح أن يؤثر ذلك على توافر المياه لموسم الجفاف التالي الذي سيبدأ في نوفمبر.

واتفق خبراء الأرصاد الجوية الكوبيون والأجانب في أن الجفاف الحالي نتج إلى حد كبير عن التأثيرات المجمعة لتغير المناخ وظاهرة النينو/التذبذب الجنوبي.

وتعاني دول أخرى بمنطقة الكاريبي تحت نفس الجفاف.

فقد أصبحت الخزانات الرئيسية في جامايكا دون نصف قدرتها، وتبين أن الوضع الأشد خطورة قائم في جنوب وشرق البلاد.

وفي هايتي، تم تسجيل نقص في المياه في جميع الإدارات العشر، حيث تضررت مئات الآلاف من الأسر المعتمدة على الزراعة.

وحذرت الهيئة الوطنية لمراقبة المياه في جمهورية الدومنيكان من أن مستوى المياه في خزانات البلاد ينخفض بشكل مطرد، ما يضطر الحكومة إلى تطبيق إجراءات تقنين صارمة.

وتفيد هيئة مراقبة الجفاف الأمريكية بأن 29 من أصل 34 بلدية في بورتوريكو تعاني من حالة جفاف شديد، فيما قد تواجه ولاية فلوريدا إجراءات تقنين إذا ما استمر الجفاف.