مقابلة: الصين تعمل كميسر للتنمية المستدامة العالمية

الأمم المتحدة 13 أغسطس 2015 / يعترف على نطاق واسع بأن الصين تقدم دعمها للدول المحتاجة لذلك من أجل تعزيز التنمية المستدامة العالمية، هكذا قال وو هونغ بو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.

وصرح وو في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "عندما زرت أثيوبيا لحضور المؤتمر الدولي الثالث للتمويل من أجل التنمية، شاهدت الصين وهي تقوم بإنشاء خط سكك حديدية في هذا البلد الحبيس يؤدى إلى ميناء جيبوتي"، مضيفا "لقد أعجبني ذلك كثيرا".

وأشار وو، أثناء حديثه عن تجربته في أثيوبيا، إلى أن الصين تساعد أيضا هذا البلد في إقامة عدد من مشروعات البني التحتية مثل بناء طريق سريع ومحطات لطاقة الرياح، كما تقوم بإنشاء سكك حديدية خفيفة في المناطق الحضرية، وهو ما قدم دعما جوهريا للبلاد .

وقال "إنها مشروعات شائعة جدا في الصين، ولكنها جميعا جديدة بالنسبة لهذا البلد الأفريقي"، مضيفا أن وجود الصين في أثيوبيا مجرد جزء من إسهاماتها للتنمية المستدامة العالمية تحت إطار التعاون بين دول الجنوب.

وذكر وو أن الصين ستواصل مساعدة الدول النامية الأخرى في حدود قدرتها، مقترحا أن تواصل الصين التعاون معها لتحقيق عملية تصنيع مستدامة وشاملة.

وأوضح أن الصين تمر حاليا بعملية تحويل صناعي ولديها قدرة إنتاجية فائضة، ومن ثم هناك قدر وافر من الفرص السانحة للصين وغيرها من الدول النامية ولا سيما الدول الأفريقية للتعاون من أجل الارتقاء بالمستويات الصناعية.

وأضاف "لقد شهدنا الكثير من النماذج على التعاون القائم على الكسب المتكافئ"، مضيفا "أننا نتلقى ترحيبا من الدول النامية".

وأصر على أن قوة دفع تطوير التعاون بين دول الجنوب مازالت قوية، ولكنه أكد على أنه بغض النظر عن نجاح التعاون بين دول الجنوب، فإن الدول المتقدمة مازالت تتحمل المسؤولية الرئيسية تجاه مساعدة الدول النامية في تنميتها.

وذكر أن "التعاون بين الشمال والجنوب هو الاتجاه الرئيسي للشراكات العالمية في الوقت الحاضر"، لافتا إلى أن "التعاون بين دول الجنوب ليس سوى مكمل في هذا الصدد".

-- ممارس للتنمية المستدامة

وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، تشارك الصين بفعالية في جهود التنمية المستدامة العالمية وتعتبر ذلك التزاما جادا، هكذا قال وو.

وعند أخذ القضاء على الفقر كمثال على ذلك، قد قدمت الصين إسهاما هاما حيث ساهمت بنسبة الثلثين في خفض عدد سكان العالم الذين يعيشون في فقر مدقع.

ووفقا لتقرير نشرته وزارة الشؤون الخارجية الصينية ومكتب الأمم المتحدة في الصين معا، حققت الصين هدف الأمم المتحدة المتمثل في خفض نسبة الفقراء إلى النصف قبل الموعد المحدد. وخفضت عدد الفقراء في البلاد بواقع 439 مليون، أي من 689 مليون في عام 1990 إلى 250 مليون في عام 2011.

كما أفاد التقرير الخاص بتنفيذ الصين للأهداف الإنمائية للألفية (2000 - 2015) بأن البلاد أوفت بالفعل بأهداف الأمم المتحدة المتعلق بخفض معدل الوفيات بين من هم دون الخامسة بواقع الثلثين وخفضت نسبة وفيات الأمهات بواقع ثلاثة أرباع .

وقال "إنها مؤشرات هامة لقياس التنمية، ويمكن أيضا اعتبارها إسهامات من الصين للمجتمع الدولي في مجال التنمية".

ومن المقرر اعتماد أجندة تنمية مستدامة جديدة في سبتمبر من العام الجاري لتحل محل الأهداف الإنمائية للألفية لترشد التنمية العالمية في السنوات الـ15المقبلة. وهي أجندة تقوم بشكل أساسي بإعادة تحديد الطريقة التي سيعمل بها العالم معا للقضاء على الفقر ودفع الرخاء ومكافحة تغير المناخ.

وفيما يتعلق بمكافحة تغير المناخ، قال وو إن الصين أحرزت تقدما في مجال الطاقة المستدامة بما في ذلك طاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة. كما وعدت البلاد ببذل قصار جهدها لتحقيق إسهاماتها المحددة على المستوى الوطني في وقت مبكر.

ووفقا للإسهامات المحددة على المستوى الوطني في الصين، وهي خطة عمل قدمت إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، ذكرت البلاد أنها تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للوحدة من إجمالي الناتج المحلي بواقع 60 في المائة لتصل إلى 65 في المائة من مستوى عام 2005 وذلك بحلول عام 2030.

وذكر وو "أعتقد أن الصين لم تتعهد فقط بمكافحة تغير المناخ، وإنما اتخذت أيضا إجراءات للوفاء بوعودها"، مضيفا "أظن أن هذا سيعزز المفاوضات العالمية بشأن تغير المناخ".