الدوحة 2 أغسطس 2015 / تشهد الدوحة حراكا دبلوماسيا مكثفا اليوم (الأحد) وغدا لبحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط في ظل أجواء إقليمية متوترة.
ويتعلق هذا الحراك بمجموعة الأزمات الإقليمية المفتوحة على كل الاحتمالات والتي تفرض نفسها على صناع القرار الإقليمي والعالمي وتؤثر على السلم والأمن الدوليين وعلى رأسها محاربة التنظيمات الإرهابية وتزايد حدة الأعمال الطائفية والصراع الدائر في سوريا واليمن والمخاوف الخليجية من انعكاسات الاتفاق النووي الإيراني على مستقبل المنطقة.
وفي هذا الاطار ، وصل الى العاصمة القطرية وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي فيما يصل لاحقا وزيرا خارجية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وعقب وصولهم ، عقد الوزراء الخليجيون اجتماعا تنسيقيا مغلقا مساء اليوم تمهيدا لاجتماعهم المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المقرر غدا الاثنين، دون ان يصدر عن الاجتماع أي بيان أو معلومات.
وتستضيف الدوحة غدا الى جانب اجتماع وزراء خارجية التعاون وكيري، محادثات ثنائية بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي سيرجي لافروف يعقبها مؤتمران صحفيان يجمعان وزير الخارجية القطري خالد العطية مع كيري ولافروف كل على حدة.
وصرح كيري في وقت سابق لوسائل إعلام خليجية بأنه سيطلع نظراءه في مجلس التعاون الخليجي على "كافة تفاصيل الاتفاق النووي" بالإضافة إلى التنسيق معهم حول استراتيجية لـ "صد تحركات إيران غير المشروعة في المنطقة".
كما ذكر خلال إفادة له أمام مجلس العلاقات الدولية في نيويورك الشهر الماضي ان محادثاته ستتركز على مسألة ضمان أمن المنطقة ومحاربة الإرهاب والحيلولة دون تمويل المتطرفين، مشيرا الى انه سيعقد خلال زيارته للدوحة لقاء مع نظيره الروسي سيرجي لافروف يتناول "تصرفات إيران والتطورات في سوريا".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس السبت ان لافروف سيعقد اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير خلال زيارة عمل لقطر يومي الثاني والثالث من أغسطس الجاري سيجتمع خلالها أيضا بالأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية القطري خالد العطية.
وبحسب الخارجية الروسية، تأتي زيارة لافروف لبحث قضايا التسوية السلمية في سوريا واليمن وليبيا مع التركيز على مهمة توحيد الجهود الدولية لإيجاد حلول مقبولة من الجميع للأزمات في هذه البلدان، وبحث التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والاستقرار في منطقة الخليج والعلاقات الثنائية بين روسيا وقطر.
وقالت الكاتبة والباحثة في شؤون الخليج أروى سلام لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن حراك الدوحة يهدف الى تهدئة الأجواء وإزالة التوتر وتقريب وجهات النظر وتعزيز الثقة بين مختلف الأطراف الإقليمية عبر قطر التي ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي والمعروفة بدورها الإقليمي النشط وبراجماتية دبلوماسيتها وقدرتها على استيعاب أزمات المنطقة من خلال لعب دور الوسيط المحايد.
وأضافت سلام ان "المشهد الإقليمي معقد فالعلاقات بين دول المنطقة متوترة وزاد الطين بلة التوتر الأخير في العلاقات بين إيران والبحرين، والحرب بالوكالة على أشدها في سوريا واليمن، وداعش ما زال يتمدد ودخلت تركيا على خط المواجهة، ثم هناك المخاوف من الاتفاق النووي الإيراني والدور الإقليمي الجديد لطهران بعده".
واعتبر المحلل السياسي عادل نعمان ان الاجتماع الخليجي الأمريكي يأتي لتعزيز الثقة "فهناك أزمة ثقة بين الجانبين حاليا والخطوات التي اتخذها الامريكيون سابقا لطمأنة حلفائهم الخليجيين عبر وضع خطوط حمراء لإيران ووجود 35 ألفا من القوات الامريكية في المنطقة والتعهد ببناء القدرات الدفاعية لدولهم لم تنجح في تبديد شكوكهم بل زادتها".
واستطرد نعمان القول ان الضمانات التي قدمها الأمريكيون في قمة "كامب ديفيد" لم تكن كافية للخليجيين فلم تحدد بوضوح الخطوات التي ستتخذ لمواجهة "نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة" وهي مصدر القلق الرئيسي لهم من الاتفاق النووي الذي يتخوفون من انه سيمكن إيران من زيادة نفوذها وفرض أجندتها بعد رفع العقوبات.
بالتالي يرى ان الوزراء الخليجيين سيطرحون بوضوح مخاوفهم وموقفهم من كل قضايا وملفات المنطقة الساخنة ومطالبهم بضمانات واضحة.
وبالنسبة للاجتماع الثلاثي السعودي الأمريكي الروسي فقد استبقه وزير الخارجية السعودي بزيارات الى كل من قطر والإمارات، واعتبر كل من سلام ونعمان انها تأتي في اطار التنسيق المشترك للمواقف في ظل حضور دبلوماسي أمريكي وروسي في المنطقة.
وتوقعا ان يكون هذا الاجتماع مفصليا فقد يسفر عن تسوية سلمية للأزمة السورية تضمن بقاء نظام الرئيس بشار الأسد لفترة بهدف مواجهة خطر تنظيم الدولة الاسلامية والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي باتت تهدد السلم والأمن الدوليين، وكذا تسوية للأزمة في اليمن تكون مقبولة سعوديا بصفتها معنية هناك ولدى بقية الأطراف.
وخلصا الى ان نتائج هذه الاجتماعات ستكون حاسمة بالنسبة للسياسات والاستراتيجيات التي ستنتهجها دول الخليج، لا سيما السعودية، على ضوء التفاهمات التي ستتمخض عنها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn