رئيس مكتب الاحصاء الوطني الصيني يتحدث لصحيفة الشعب اليومية عن كيفية تحقيق النمو الاقتصادي المطرد

اعلن مكتب الاحصاء الوطني الصيني يوم 15 يوليو الجاري عن البيانات الاقتصادية الرئيسية في النصف الأول من هذا العام، تظهر أن استقرار الاقتصاد الصيني ما زال يتباطأ رغم استقرار النمو فيه .وفي هذا الصدد، اجرت صحيفة الشعب اليومية مقابلة صحفية مع وانغ باو آن، مدير مكتب الاحصاء الوطني للحديث عن كيفية تحقيق النمو الاقتصادي المطرد.

ما هي الصعوبات التي لا يزال يواجهها الاقتصاد الصيني ؟

من المنظور العالمي، يرتفع مستوى عدم اليقين عند تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي. ومؤجرا، انخفض توقع البنك الدولي لنمو اقتصادي عالمي عام 2015 من 3 % الى 2.8 %. وأن اجراءات الحمائية التجارية التي تفاقم مشكلة تباطؤ نمو التجارة العالمية وتراجع التجارة الدولية عموما. وحسب إحصاءات منظمة التجارة العالمية، فإن معدل نمو التجارة الدولية خلال 3 سنوات اقل من معدل نمو الاقتصاد العالمي لثلاث سنوات متواصلة من عام 2012-2014، وفي الربع الاول من عام 2015، بلغ نمو حجم التجارة العالمية 0.7% فقط. وفي ظل هذا الوضع، لم تسلم التجارة الصينية ايضا،وزادت الضغوطات على الصادرات.وخلال النصف الاول من هذا العام، ارتفعت نسبة نمو الصادرات الصينية 0.9 % فقط، ما جعل تحقيق الهدف السنوي صعب للغاية.

من المنظور المحلي، فآلام تعديل الهيكلة الاقتصادي مستمرة، ولم يتم بعد التحويل بين الصناعات القديمة والجديدة، كما اصبحت الفجوة بين مختلف القطاعات والمناطق والصناعات أكثر وضوحا، ولا يزال الضغط على نمو الاقتصاد كبيرا. ولا يزال فائض الطاقة الانتاجية بارزا، والصعوبات الموجهة أمام الشركات بارزة، وتزايد الضغط على النمو المطرد في بعض المناطق والمجالات.

والذي ينبغي الإشارة اليه هو ان الصعوبات والمشاكل هذه كانت نتيجة مخاض لتحولات نمط النمو، التغلب عليها بحاجة الى وقت. وطالما الصين تتعامل جيدا مع العلاقة بين " الاستقرار" و " التنمية"، والإصرار على التنسيق بين السياسة والتطلعات، والإصلاح وتعديلات الهيكل، لخلق وضعا جديدا يزداد فيه الابتكار، فإنها سوف تستطيع بالتأكيد القضاء على المشاكل كلها. 

كيفية تحقيق استقرار واستمرار نمو الاقتصاد الوطني؟

أولا ،من المنظور القصير،يجب ان يلعب الاستثمار دورا رئيسيا. حيث ان استقرار الطلب الكلي مفتاح النمو المطرد ، واستقرار الطلب الكلي بحاجة الى التركيز على الاستثمار. كما ان استقرار الاستثمار لا يقصد به مثل فيضانات الاستثمار سابقا، وإنما ،التركيز على الاستثمارات التي تساهم في تطوير الصناعة وتحسين مستوى المعيشة مثل شبكة انابيب تحت الارض في المناطق الحضرية، حماية البيئة، تحسين معيشة الشعب وغيرها من البنية التحتية لمنع تشكيل جديد مفرط على المدى الطويل. وفي نفس الوقت، يجب تجديد نظام الاستثمار وتحسين فعالة الاستثمار.

ثانيا، من المنظور البعيد الامد ، اعتماد تحول نمط النمو على الابتكار بشكل رئيسي. حيث ان الابتكار لا يمكن اختراق عنق زجاجة التكنولوجيا فحسب، وإنما يمكن ان يخلق احتياجات جديدة. في الماضي، كان دفع اختراق الالات البخارية ظهور الثورة الصناعية، وساهم اكتشاف الكهرباء في انتقال المجتمع البشري الى عصر الكهرباء، وجلبت ثورة الانترنت اليوم نمطا جديدا في الحياة. وكسرت "الانترنت+" حدود قطاعات التجارة والتصنيع والخدمات التقليدية، وتعيد بناء عملية الانتاج والخدمات باستمرار، وتظهر أنماط التجارة الجديدة متواصلا، وتحرز طلبات السوق الجديدة. 

ثالثا ، من آليات الحماية، يعتمد النمو المطرد على الاصلاح في النهاية. و مفتاح الاصلاح هو دفع السوق الى لعب دورا حاسما في تخصيص الموارد. ومن خلال رصد الماضي والحاضر والمستقبل، فإن تعميق الاصلاح بحاجة الى التركيز على أربعة : التحرير الكامل لمراقبة الاسعار، فتح ابواب الصناعة امام الجميع، تسريع وتيرة تحرير الادارة التكنولوجيا. الاسترخاء العميق للشركات المملوكة للدولة.

باختصار، يجب أن يستند النمو المطرد على تعديل الهيكل وتعزيز الاصلاح ، واتخاذ قرارات الاقتصاد الكلي وإجراءات الإصلاح الابتكارية لدفع تحولات نمط النمو وتعزيز الاستقرار الاقتصادي الصين على خط ثابت.