كابول 10 يوليو 2015 / أنعشت أول محادثات مباشرة بين وفد الحكومة الأفغانية وممثلي طالبان في باكستان الآمال في عودة السلام والحياة الطبيعية إلى أفغانستان التي مزقتها الحرب.
وصرح المحلل السياسي غفور جاويد لشبكة ((تولو نيوز)) الإخبارية المحلية "أظن أن المحادثات التمهيدية ستعطى دفعة أكبر لعملية السلام وتعزز المصالحة الوطنية. إنها المرة الأولى التي يشارك فيها ممثلون عن طالبان وشبكة حقاني في محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية".
فقد عقدت محادثات السلام ، التي طال انتظارها منذ انهيار نظام طالبان في أواخر عام 2001، في بلدة موري الباكستانية ذات المناظر الطبيعية الخلابة والواقعة بالقرب من إسلام أباد يوم الثلاثاء واتفق الجانبان على عقد الجولة الثانية من المحادثات بعد شهر رمضان المعظم.
وقام وفد من أربعة أفراد برئاسة نائب وزير الخارجية الأفغاني حكمت خليل قرضاي بتمثيل الحكومة الأفغانية في المحادثات.
وفي نفس اليوم، صرح الرئيس الأفغاني أشرف غني لوسائل الإعلام بأن مفاوضات السلام التمهيدية ستناقش ثلاث قضايا رئيسية وهي سبل تحويل الاجتماع إلى عملية مستمرة، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة، وإعداد قائمة من القضايا الهامة لإدراجها في أجندة الجولة القادمة من مفاوضات السلام .
وخلال اجتماع مع خبراء سياسيين ومحللين وشخصيات إعلامية من أفغانستان، قال غني إن دول المنطقة والعالم وكذا جماعة طالبان أدركوا أن قوات الأمن الأفغانية لا تقهر، ومن ثم ستشارك الحكومة الأفغانية في المفاوضات إنطلاقا من موقف أقوى.
بيد أن ذبيح الله مجاهد، الذي يعلن نفسه متحدثا باسم طالبان، أعرب عن جهله بانعقاد محادثات السلام. وذكر أنه سيتواصل مع وسائل الإعلام إذا ما تلقى معلومات عن المحادثات مع الحكومة الأفغانية .
وقال جاويد إنه يأمل هو وأبناء وطنه في أن تصبح المحادثات التمهيدية بمثابة أساس لمواصلة المفاوضات التي قد تنتج عن تحقيق سلام دائم في البلاد .
وعندما سئل عن سبب عدم توصل الجانبين إلى اتفاق لتطبيق وقف لإطلاق النار، ذكر جاويد أن ما حدث هو مجرد محادثات تمهيدية ويمكن تناول قضية وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية في الجولة المقبلة من المحادثات.
وتابع جاويد قائلا "بما أن الحكومة الأفغانية وطالبان اتفقتا على مواصلة المحادثات، فإنه سيلزم إتاحة مزيد من الوقت لهما للتوصل إلى اتفاق فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وسيتم قطعا بحث وقف إطلاق النار في الجولة الثانية المقبلة من المحادثات".
بيد أن بعض المحللين المحليين اختلفوا مع وجهة نظر جاويد.
فقد صرح المحلل الأفغاني مير أحمد جوياندا في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الخميس قائلا "لست متفائلا للغاية إزاء نتيجة المحادثات التمهيدية بين طالبان والحكومة، ويرجع ذلك ببساطة إلى أن ممثلي طالبان لدى المحادثات مسؤولين ثانويين وليس قادتهم".
وذكر جوياندا، وهو خبير اتصالات وأبحاث، إذا كانت طالبان صادقة، لأرسلت كبار قادتها إلى المحادثات.
وقال جوياندا أن ظهور تنظيم (داعش) ربما دفع طالبان إلى الموافقة على المحادثات التمهيدية مع الحكومة. وذكر أن طالبان أدركت أن بعض أكثر أعضائها تشددا تحولوا إلى داعش.
وأشار جوياندا إلى أنه في الوقت الذي تعقد فيه طالبان محادثات تمهيدية مع الحكومة، قامت بتنفيذ هجمات انتحارية في أنحاء مختلفة من البلاد ، الأمر الذي جعل مصداقيتها تجاه العمل من أجل إحلال السلام موضع شك.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn