اسطنبول 30 يونيو 2015 / حذر خبراء اليوم (الثلاثاء) من أن أي تدخل عسكري تركي في سوريا سيكون من الخطورة بحيث يجر البلاد إلى حرب في المنطقة الأكثر فوضوية فى العالم.
وقال محللون أمنيون وأكاديميون لوكالة أنباء ((ِشينخوا)) إن الخيارات العسكرية في سوريا لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي ستجعل البلاد هدفا مفتوحا لأي هجمات ارهابية.
وقال أوتون أورهان المحلل الأمني في مركز الدراسات الاستراتيجية بالشرق الأوسط "في حالة تدخل عسكري، ستصبح تركيا هدفا مفتوحا لأي هجوم محتمل لتنظيم الدولة الاسلامية في وقت تمتلك فيه الجماعة الارهابية خلايا نائمة داخل تركيا مستعدة للنشاط."
وفي اشارة إلى هجمات التنظيم في تونس الاسبوع الماضي حيث قتل 39 سائحا، قال المحلل إن التنظيم يمكنه شن هجمات ارهابية بسهولة في تركيا تستهدف المنتجعات السياحية.
ونشرت القوات المسلحة التركية اليوم ما يزيد على 30 مدفع هاوتزر و20 مركبة عسكرية تقل جنودا على طول الحدود، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
ووفقا لوكالة انباء ((دوجان)) المحلية فإن الجنود الاتراك كانوا يحفرون خندقا على طول الحدود لصد تقدم مسلحي التنظيم. ووصل طول الحفرة الى 500 متر.
واصبحت القوات التركية وجها لوجه مع مسلحي التنظيم للمرة الأولى حيث سيطر التنظيم على منطقة بطول 100 كيلومتر على جانب الحدود التركية.
وبدأت تركيا ترفع صوتها لصالح التدخل العسكري في سوريا بعدما استعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السيطرة على بلدة تل أبيض السورية.
وتخشى أنقرة من أن الأكراد الذين يبلغ عددهم 15 مليونا فى تركيا ويقيم أغلبهم مقاطعات الجنوب الشرقي قد ينضمون الى محاول إقامة ولاية كردية.
واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مؤخرا أن تركيا لن تسمح مطلقا بإقامة دولة في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية. واضاف "سنواصل قتالنا فى هذا الصدد بأي ثمن."
وعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعا في انقرة أمس الإثنين لبحث الخيارات العسكرية في سوريا. وقال البيان ان "تركيا ستتخذ اجراءات اضافية ضد الهجمات الارهابية التي تستهدف المدنيين الذين يعيشون في المنطقة."
كما اعرب المجلس عن مخاوفه ازاء المحاولات الكردية لتغيير التركيب السكاني في سوريا بالقرب من الحدود التركية.
بيد أن المحلل أورهان قال إنه من الواضح أن تركيا لن تتورط فى أي عمل عسكري ضد القوات الكردية حيث ان انقرة لا تريد رد فعل من الأكراد.
وقال "علاوة على أن القوات الكردية حققت مكاسب في المنطقة بالدعم الامريكي وانقرة لا تستطيع الدخول في صراع مع السياسات الأمريكية في المنطقة."
ولهذا فإن الجيش التركي يمكنه القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتسليم المنطقة الواقعة تحت حكمه الى قوات المعارضة السورية الصديقة لتركيا.
وتهدف انقرة بتلك الخطة الى قطع اتصال القوات الكردية التي تنوي توحيد مناطق راجوفا جزيرة وكوباني وارفين في سوريا.
وأشار إلى أن تركيا قد تتمكن أولا من اضعاف مراكز تنظيم الدولة الاسلامية بأسلحة طويلة المدى لمساعدة القوات المعارضة السورية الصديقة في السيطرة على المنطقة.
واوضح "ولكن في حالة فشل المعارضة في السيطرة على المنطقة حينها سيكون من المحتمل أن تتورط القوات المسلحة بشكل مباشر في حرب داخل سوريا".
وحثت ميرفي ديميركيران الاكاديمية في ادارة العلاقات الدولية في جامعة بهجي شهر على انه ايا كان الهدف النهائي فيتعين على تركيا ألا تتورط في اي نشاط عسكري في المنطقة بمفردها.
واضافت "يجب ان تلتمس أنقرة التعاون والدعم من مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة والناتو والقوى الدولية."
وحذرت من انه اذا لم يحدث ذلك فإن تورط انقرة في اي عمل عسكري في اكثر المناطق فوضوية، سيكون خطرا للغاية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn