سوروس: أمريكا لن تكسب شيئا يذكر إذا تعاملت مع الصين بالمعادلة الصفرية

واشنطن 18 يونيو 2015 / قال قطب الاستثمار الأمريكي جورج سوروس في مقالة ستنشر قريبا إن الولايات المتحدة لن تكسب شيئا بل ستخسر كثيرا إذا تعاملت في علاقتها مع الصين بالمعادلة الصفرية بدلا من بناء "شراكة استراتيجية" مع الصين من أجل المنفعة المتبادلة.

وكتب سوروس في المقالة التي ستنشر في إصدار التاسع من يوليو المقبل لمجلة ((نيويورك ريفيو أوف بوكس)) النصف شهرية "بمعنى أن الولايات المتحدة لديها القليل من سلطة المساومة. بإمكانها بالطبع عرقلة تقدم الصين لكن ذلك سيكون خطيرا للغاية."

ويلاحظ سوروس أن هناك "اضطرابا عالميا" في عالم اليوم حيث تتقيح الصراعات المحلية وتتكاثر وتفقد مؤسسات بريتون وودز التي تقودها الولايات المتحدة - صندوق النقد الدولي والبنك الدولي - احتكارها. وتحت قيادة الصين تنشأ مجموعة من المؤسسات الموازية.

ويقول سوروس إن مسار التاريخ المستقبلي سيعتمد بشكل كبير على كيف ستتعامل الصين مع تحولها الاقتصادي من النمو الذي يقوده الاستثمار والتصدير وكيف سترد الولايات المتحدة على ذلك لكن "إقامة شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والصين قد يحول دون التحول إلى كتلتي قوة ربما تنخرطان في صراع عسكري."

وينتقد سوروس الكتلة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة "لقصر نظرها" برفض التخلي عن السيطرة التي عفا عليها الزمن على حقوق التصويت في صندوق النقد الدولي وعدم الرغبة في الاسراع بإصلاح سلة حقوق السحب الخاصة لتشمل العملة الصينية (الرنمينبي).

ويحذر سوروس من أن السياسة الأمريكية قد تؤدي إلى إخفاق إصلاحات الصين الموجهة نحو السوق وقد تجبر الصين على الانحياز إلى روسيا ماليا وسياسيا وعسكريا. وقال سوروس إنه إذا تصاعد الصراع إلى مواجهة عسكرية مع أحد حلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان فسيكون حينا "من غير المبالغة قول إننا سنكون على شفا حرب عالمية ثالثة."

لكنه يقول إن ذلك يمكن تجنبه إذا سعت الولايات المتحدة إلى التوصل لتفاهم مع الصين حول بناء شراكة استراتيجية وتوسيع التعاون المتبادل من مجالات الطاقة وحتى المالية والاقتصاد مشيرا إلى الاتفاق الصيني الأمريكي حول التعامل مع تغير المناخ والذي جرى التوصل إليه في نوفمبر الماضي كمثال ناجح.

ويكتب سوروس "لكل من الولايات المتحدة والصين مصلحة حيوية في التوصل لتفاهم لأن البديل بغيض للغاية." وأضاف أن منافع اتفاق نهائي بين الصين والولايات المتحدة قد تكون بعيدة المدى.

ويقول قطب الاستثمار إنه بينما يظل التنافس بين الصين والولايات المتحدة "لا مفر منه" يجب أن يبقى داخل الحدود التي تستبعد استخدام القوة العسكرية.

ويقول سوروس إن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين والولايات المتحدة لن تكون سهلة بسبب النظام السياسي المختلف بشكل أساسي وآراء العالم لكن واشنطن ينبغي أن "تقوم بمحاولة حقيقية لإقامة" مثل هذه الشراكة مع الصين.

ويضيف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تطوير استراتيجية ثنائية تقدم حوافز للتعاون وموانع تجعل المساومة واحدة بواحدة أقل جذبا.

وفي الختام يشير سوروس إلى أن إدارة أوباما على خطأ في دفع الكونجرس الأمريكي لمنح تفويض سريع بشأن مفاوضات التجارة من أجل إقرار الشراكة عبر الباسيفيك والشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي.

ويقول إنه لأن هذه الاتفاقات التجارية تستبعد الصين فقد ينظر إليها على انها تحالفات مناهضة للصين وتمثل "تهديدا واضحا" للصين ومن ثم ستقضي على آفاق بناء الولايات المتحدة لشراكة استراتيجية مع الصين.