تنشغل بعض الدول بالمفاوضات النووية الجادة للوصول الى اتفاق شامل وحل نهائي للملف النووي الإيراني قبل نهاية شهر يونيو، وتتناهى المخاوف ويزداد القلق لدى البعض الاخر. ونشرت صحيفة «واشنطن الفصلية» مقالا بعنوان" خروج المارد من القمقم"، ودخول منطقة الشرق الاوسط سباق تسلح نووي في المستقبل.
صندوق باندورا
يوم 30 يونيو الجاري موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الايراني
تظهر السعودية اهتمامها بالمنشات النووية والأسلحة النووية، في الوقت الذي ترحب بحذر بالاتفاق النووي الايراني. وأشارت مجلة "تايم" الأمريكية الى ان السعودية تريد الحصول على نفس ما تمتلكه ايران. وان السعودية تسارع وتيرة التنمية النووية المدنية، وتناشد رسميا “ المساواة " في امتلاك القدرة النووية مع إيران. ومنذ وقت ليس ببعيد، وقعت السعودية مع كوريا الجنوبية اتفاق التعاون النووي، ودراسة جدوى بناء محطتين للطاقة النووية مستقبلا، ومن المقرر ان يتم بناء 16 محطة للطاقة النووية في غضون 20 عاما. وبالإضافة الى ذلك، قال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عادل الجبير مؤخرا، انه لا يستبعد احتمالية تصنيع بلاده الأسلحة النووية.
تعارض اسرائيل بشدة الجولة الحالية من المحادثات النووية الايرانية. ومع ذلك، فإن تفكير اسرائيل في ان تمتلك الاسلحة النووية بمفردها هو اجترار وتفكير سلبي. كما لقيت مبادرة عربية لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط معارضة امريكية خلال مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية فى نيويورك عقد مؤخرا. ووفقا لتقارير وسائل الاعلام القطرية، قال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه الشكر لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للجهد الأمريكي الذي بذل للحيلولة دون نجاح المبادرة العربية بشأن فرض حظر التسلح النووي في الشرق الأوسط .
بالإضافة إلى ذلك، اعربت مصر، تركيا ،الأردن وغيرها من الدول الاخرى عن اهتمامها بـ "الاشراك النووي". على سبيل المثال، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تركيا تأمل في ان تلتزم ايران بوعودها وإلا سوف "تتحرك" مستقبلا.
كسر " التوازن"
اثارت محادثات النووية الايرانية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي رغبات أطراف مختلفة في تطوير هذا المجال. لماذا ؟
أشار ين قانغ باحث في معهد دراسات غرب اسيا وافريقيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية إلى ان منطقة الشرق الاوسط ساحة سباق تسلح نووي بين القوى الاربعة ، العرب ، الفرس، الاتراك ، اليهود. مضيفا، أن العرب والأتراك بعيدان كثيرا عن ما يمتلكه اليهود والفرس من قدرات نووية كبيرة.
أشار نائب رئيس معهد العلاقات الدولية والباحث والخبير في شؤون الشرق الأوسط لي شاو شيان الى ان اسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط، وكان " الاخ الاكبر الامريكي" الحامي لها سرا وعلنا لفترة طويلة. وأوقف الردع العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الاوسط خلال سنوات 2006-2008 التطوير النووي في دول المنطقة باستثناء اسرائيل. وبعد تولي باراك اوباما السلطة وتنفيذ " الانكماش الاستراتيجي " في منطقة الشرق الأوسط جعل سباق تسلح نووي ممكن.
تعتقد صحيفة «واشنطن الفصلية» أن المحادثات النووية الايرانية كسرت اخيرا قمقم الحفاظ على " توازن" التطوير النووي في منطقة الشرق الاوسط. ويعتقد بعض المحللين، أن السعودية وبلدان اخرى يشكلون "تحالفا مؤقتا" لمواجهة ايران معا.
مستقبل مجهول
" قد تستخدم ايران الطاقة النووية السلمية في حال نجاح المحادثات النووية الايرانية، وحتى ذلك الوقت، تريد السعودية ومصر هذا الحق ايضا." وأكد لي شاو شيان على ان الاستخدام السلمي للطاقة النووية والبحوث والتطوير في مجال المفاعلات النووية، بما في ذلك الطاقة النووية بوابة الاسلحة النووية. ومن أكثر ما يثير القلق هو ان يؤدي الاستخدام السلمي للطاقة النووية الى منافسة شيطانية وسباق تطوير الاسلحة النووية.
بطبيعة الحال، الوضع لن يكون سيئا للغاية
يعتقد تحليل نشره موقع صحيفة «واشنطن الفصلية» أن السعودية من غير المرجح ان تبدأ البرامج النووية العسكرية، وإنما تعزيز البنية التحتية النووية فقط. وقال ارباتوفو باحث مقيم ورئيس برنامج عدم الانتشار في مركز كارنيغي في موسكو في مقابلة مع صحيفة "انتفاضة نيوز" الاسبانية، أن امريكا لا تزال تحتفظ بالتأثير الكبير على السعودية، وان الاخيرة لا ترغب في ان تكون معزولة، وادعائها بتطوير الاسلحة النووية قد يكون مجرد خدعة وليس برنامجا فعليا.
علاوة على ذلك، لا يزال يحوم المحادثات النووية الايرانية العديد من الشكوك. ويعتقد لي شاو شيان ان المفاوضات النووية الايرانية قد تتأجل مرة اخرى. وقال أستاذ الشؤون الدولية في جامعة بيتسبرغ، مايكل برينر في مقابلة صحفية مع مجلة أخبار التمويل الدولية،" البط المطبوخ يمكن ان يطير ايضا"، ولعل هذا الوصف أكثر ملائمة لتطور المفاوضات النووية الايرانية في مستقبل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn