مسؤول امريكي: واشنطن ملتزمة بأمن الخليج وبرنامج إيران النووي سيبقى تحت المراقبة

الدوحة اول يونيو 2015 / جدد كولن كال مستشار الأمن القومي لدى نائب الرئيس الأمريكي اليوم (الاثنين) التأكيد على التزام بلاده بأمن الدول الخليجية ومواجهة أي تهديدات طارئة لها، مشددا على ان برنامج ايران النووي سيبقى تحت مراقبة المجتمع الدولي.

وقال كال في جلسة عامة ضمن فعاليات الدورة الـ 12 لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي التي انطلقت اليوم بالدوحة "التزامنا بتعزيز أمن شركائنا في الخليج أمر تم حسمه، إلى جانب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة ومواجهة التهديدات الطارئة".

وأضاف انه "في حال تعرضت دول الخليج لتهديد فإن الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها وهي ملتزمة بذلك".

وتحدث المسؤول الامريكي عن إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل مع إيران بشأن الملف النووي وتأثيرات اتفاق مماثل على الاستقرار الإقليمي، مؤكدا ان البرنامج النووي الإيراني والتصرفات الإيرانية ستبقى تحت مراقبة المجتمع الدولي.

وذكر ان "هناك اهتماما كبيرا في دول مجلس التعاون الخليجي بالإجراءات التي تتخذها إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذه ستكون فرصة على حد سواء لمراجعة وضع المفاوضات فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، ولكن أيضا لمراجعة جهودنا للتصدي لتلك الأعمال التي تزعزع الاستقرار في بلدان مختلفة في جميع أنحاء المنطقة".

وتطرق كال الى عمق التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

وقال في هذا الصدد إن "من بين القضايا العسكرية التي نناقشها مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي نظم الإنذار المبكر ودمج الدفاعات الجوية والصاروخية وسبل تحسين الأمن البحري وتحسين حماية البنية التحتية ومواجهة الهجمات الإلكترونية عبر الإنترنت وتوسيع التعاون الاستخباراتي ومواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، إضافة إلى الاتفاق على مزيد من التدريبات العسكرية المشتركة والمناورات".

وابرمت دول 5+1، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، مع إيران في الثاني من أبريل الماضي اتفاق إطار قبل التوصل لاتفاق نهائي محتمل في 30 يونيو الجاري يستهدف قطع الطريق أمام صنع إيران قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات تدريجيا.

وتشعر دول الخليج بالقلق مما تعتبره تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة وتخشى ان تمتلك ايران في نهاية المطاف القنبلة النووية مع رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها، وتتهم إيران بتأجيج النزاعات في المنطقة عبر حلفائها المحليين في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

كما تشعر ان الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالمنطقة التي أضحت ساحة صراعات وتسعى الى ضمان أمني أفضل من الولايات المتحدة وسط تلك التهديدات.

وقد سعى الرئيس الامريكي باراك اوباما إلى طمأنة قادة دول الخليج الشهر الماضي في كامب ديفيد، حيث أعلن استعداد بلاده للعمل مع دول الخليج "لردع ومواجهة" اي تهديد خارجي لسلامة أراضيها.

وفي الشأن السوري، قال كال "إن الرئيس باراك اوباما وزعماء دول الخليج العربية سيبحثون الاستراتيجيات الخاصة بسوريا"، مؤكدا أن البيت الأبيض لا يمانع من تقييم خيار فرض منطقة حظر طيران للمساعدة في إنهاء الصراع السوري.

لكنه استدرك القول ان "هذا الإجراء لا ينظر إليه باعتباره وسيلة ناجعة للتعامل مع القتال في المناطق الحضرية".

وبخصوص استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، قال المسؤول الامريكي ان البيت الأبيض لم يتحقق بشكل مستقل من تقارير جديدة عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

وتابع ان الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي للتحقيق في تقارير عن استخدام غاز الكلور في قنابل لها تأثير اسلحة كيميائية هناك.

وحول الملف الفلسطيني، أفاد كال بأن الولايات المتحدة ما زالت مقتنعة بأن حل الدولتين الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل، يعد الحل الامثل لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.

وعبر عن اعتقاده بأن "حل الدولتين هو أيضا الأفضل لأمن إسرائيل على المدى الطويل".

ويبحث منتدى أمريكا والعالم الإسلامي لهذا العام جملة من القضايا بينها الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة والشرق الأوسط والتعددية في العالم الإسلامي ودور إيران في المنطقة وإنهاء الحروب وعودة الانحياز الاستراتيجي في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لمواجهة التطرف العنيف.