واشنطن 31 مايو 2015 / يتضخم عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بعد مغادرة المزيد من المجندين لبلادهم للانضمام إلى المجموعة ، ما يعني أن المهمة تزداد صعوبة على الولايات المتحدة.
وسيطر تنظيم الدولة على مساحات شائعة من الأراضي في سوريا وشمال العراق في الأشهر الأخيرة. ووجد تقرير أممي في وقت سابق من هذا الشهر أن صفوف جماعات مثل القاعدة والدولة الإسلامية ربما قد زادت بأكثر من 70 بالمئة في الأشهر التسعة الماضية، مع قدوم مقاتلين من نحو 100 دولة مختلفة. ويوجد في الوقت الحالي حوالي 25 ألف من المقاتلين المتشددين الأجانب، وفقا للتقرير.
ويمكن أن يسبب ذلك الكثير من المتاعب للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويهدف إلى دحر التنظيم، ليس لأنه سيكون هناك المزيد من المقاتلين في ساحات القتال بالشرق الأوسط فحسب، ولكن أيضا لأنهم قد يعودون يوما إلى بلدانهم بتدريبات خاصة ويعيثون في الأرض فسادا بتوصيات من التنظيم.
وقال أستاذ العلوم السياسية المساعد بمؤسسة راند كولين بي كلارك لوكالة ((شينخوا))،" أظن أن هذه الزيادة الهائلة في عدد المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا للقتال في صفوف تنظيم الدولة تثير القلق من ناحيتين. أولا، كلما زاد عدد مقاتلي التنظيم، أصبحت المهمة أكثر صعوبة لدحره في ساحة المعركة. إذ تعني الزيادة في عدد المقاتلين القدرة على تغطية المزيد من الأراضي، وبالتالي زيادة القدرة على الابتزاز وفرض الضرائب في هذه المناطق، وتمويل التنظيم وتمكينه من القيام بأنشطته".
وأضاف " ثانيا، كلما زاد عدد المقاتلين الأجانب الذين يسافرون للقتال في صفوف تنظيم الدولة، أصبح عدد الذين من المحتمل أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية أكبر. سيتم الكشف عن الكثير من هؤلاء واحتجازهم، لكن من الممكن أيضا أن يعود بعضهم دون علم وكالات إنفاذ القانون وأجهزة الاستخبارات في الغرب".
وفي الواقع، شهد هذا الشهر أول هجوم مرتبط بالتنظيم على الأرض الأمريكية عندما فتح مسلحان النار على حدث كارتوني في ولاية تكساس الأمريكية.
وما زالت المعلومات بشأن التورط الدقيق للتنظيم محل تحقيق، بيد أن الجماعة المتطرفة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على المسابقة لرسم صور كارتونية تجسد النبي محمد ) ص(. ويعتقد التنظيم أن رسم هذه الصور جريمة تستحق عقاب الموت.
وقال كلارك إنه كلما زادت الأراضي تحت سيطرة تنظيم الدولة، أصبح من السهل على الجماعة أن تستخدم هذه المناطق كملجأ وملاذ آمن لتدريب مقاتليها.
وتهدف حملة الولايات المتحدة الجوية لمنع حدوث أسوأ كابوس لواشنطن، ألا وهو وقوع هجوم إرهابي أخر على الأرض الأمريكية على نفس مستوى وفداحة هجوم 11 سبتمبر 2001 الذي أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص في نيويورك وواشنطن.
وقال واين وايت، النائب السابق لمدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط لوزارة الخارجية الأمريكية، لوكالة ((شينخوا)) ، إنه على الرغم من تزايد عدد الإرهابيين الذين يتدربون على يد تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن عدد الذي عادوا لبلدانهم لم يكن مرتفعا.
ووجد تقرير الأمم المتحدة أيضا أن معظم الدول لم تفعل شيئا يذكر لمنع الجهاديين من السفر إلى سوريا والاتصال بمقاتلي تنظيم الدولة هناك. فمعظم المقاتلين من الذكور وتتراوح أعمارهم ما بين 15 و35 عاما ومدفوعين بالأيدلوجية، بحسب التقرير، الذي أشار أيضا إلى انضمام نساء إلى المسلحين.
في الوقت نفسه انتقد خبراء جدوى الإستراتيجية الأمريكية في العراق بعد سيطرة المتشددين على مدينة الرمادي ما أثار الشكوك إزاء قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تدمير الجماعة المتطرفة.
ووصف البيت الأبيض سقوط الرمادي بالنكسة، إلا أن الخبراء قالوا إن هذا الوصف يقلل من خطورة القضية. علاوة على ذلك، أضافت صور الجنود العراقيين وهم يخلون المنطقة قيمة رمزية ودعائية كبيرة للتنظيم.
وبينما تركز إستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك اوباما على بناء قدرة الجيش العراقي وقصف أهداف التنظيم والمصالحة بين الشيعة والسنة، لم تشهد الأخيرة حتى الآن نجاحا يذكر. وتحاول القوات العراقية الآن استعادة السيطرة على المدينة، إلا أن الخبراء يعتقدون أن هذا الأمر قد يستغرق وقتا طويلا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn