واشنطن 25 مايو 2015 / عندما خرج مايكل بريلو ضابط الشرطة الأبيض في كليفلاند من قاعة المحكمة يوم السبت دون أي إدانة لضلوعه في حادث إطلاق النار الذي وقع عام 2012 وارتكبه 13 ضباط ضد سائقين أعزلين من ذوى البشرة السمراء، يدب في نفسك حتما إحساس غريب أشبه بمشاهدة مسلسل تليفزيوني فظيع ذي حبكة روائية متكررة تقريبا.
وداخل قاعة المحكمة، بكى بريلو على ما يبدو إنطلاقا من إحساسه بأن عبئا ثقيلا أزيح عن صدره وعانق محاميه الذي وصف المقاضاة بأنها "قاسية". أما خارج القاعة ، فقد صرخ أقارب الضحيتين تيموثي روسيل (43 عاما) وماليسا ويليامز (20 عاما) يأسا وغضبا ، واشتعلت المظاهرات مرة أخرى.
ردد المتظاهرون عبارات مثل "لا عدالة ، لا أمان"، بينما لوحوا بقبضة أيديهم أمام الشرطة المجهزة بمعدات مكافحة الشغب.
ومنذ مقتل المراهق الأعزل ذي البشرة السمراء مايكل بريلو على يد ضابط الشرطة الأبيض دارين ويلسون في الصيف الماضي في مدينة فيرغسون بولاية ميسورى، ظلت عبارة "لا عدالة ، لا أمان" تدوى باستمرار في المظاهرات في أنحاء مدن الولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي في بالتيمور بولاية ميريلاند عقب مقتل فريدي غراي، الشاب الأسمر البشرة الذي توفي أثناء احتجاز الشرطة له وهو في الـ25 ربيعا، سأل مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) المتظاهرين عما يعنيه هذا الشعار بنسبة لهم.
"نريد تغييرا. ليس تغييرات صغيرة، وإنما تغييرات جذرية في نظام العدالة الجنائية"، هكذا قال أحد طلاب جامعة توسون في بالتيمور. وأضاف "أشعر كما لو كان (نظام العدالة الجنائية) يتلاعب بنا، إذ أن قيمة حياتنا لا تساوى على ما يبدو قيمة حياتهم (البيض)".
وبعد أقل من شهر من التعجب مما يحدث، أصدرت مارشيا فودج عضو الكونغرس عن ولاية أوهايو، وهي أيضا أمريكية من أصول أفريقية، بيانا شديد اللهجة بعد وقت قصير من إعلان المحكمة تبرئة بريلو من جميع الاتهامات الموجهة إليه، قالت فيه إن التبرئة تعد بمثابة "نكسة مذهلة على الطريق المؤدي إلى العدالة" للقتيل وللمواطنين في كليفلاند.
وقالت "اليوم أبلغنا -- مرة أخرى-- بأن حياتنا لا قيمة لها".
وخلصت فيه إلى أن "القرار قد لا يكون ما نريد ولكن مسيرتنا نحو العدالة ستستمر. ومازال أمامنا طريق طويل علينا أن نقطعه لتحقيق المساواة العرقية والعدالة في أوهايو، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ".
وكما حدث في مقتل براون الذي تلقى 12 رصاصة من ويلسون، ومقتل إريك غارنر البائع المتجول بنيويورك الذي قيل أنه توفي نتيجة قيام الضابط الأبيض دانيل بانتاليو بتضييق الخناق على رقبته في يوليو الماضي، فإن مقتل روسيل وويليامز وتبرئة بريلو محكوم عليهما بالغوص في بحر الغموض قريبا حيث ستظهر في مكان آخر حالات جديدة من وحشية الشرطة ستنتهى على الأرجح دون توجيه اتهام أو إصدار حكم بالإدانة للضباط البيض.
وبحسب تقرير تحليلي صدر عن صحيفة ((واشنطن بوست)) اليومية الأمريكية وباحثين من جامعة بولينغ غرين الحكومية في شهر أبريل، فقد وُجه الاتهام لـ54 شرطيا فقط في آلاف من حوادث القتل على يد الشرطة منذ عام 2005.
ولا توجد قاعدة بيانات عن حوادث إطلاق النار التي تورطت فيها الشرطة لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي للولايات المتحدة لا يطلب من أقسام الشرطة في أنحاء البلاد إبلاغ هذه النوعية من الحوادث.
وقال تحليل الصحيفة إنه " حتى في أشد الحالات، لم يتم إدانة غالبية الضباط الذين تم تسوية حالاتهم"، بالرغم من وجود علامات لا تقبل الشك مثل" إطلاق الرصاص على ظهر الضحية، أو تسجيل فيديو للواقعة، أو شهادة إدانة من ضباط آخرين، أو مزاعم تستر".
وقال فيليب ستينسون، وهو باحث شارك في التحليل، إن توجيه الاتهام لضابط في حادث إطلاق النار مميت، "يتطلب شيئا ظاهرا جدا لا يمكن تبريره بشكل عقلاني،" وفقا للصحيفة.
وأبرز مثال مؤخرا على هذا النوعية من الحوادث ما حدث في نورث شارلستون في ساوث كارولينا في 7 أبريل الماضي عندما صور أحد المارة الشرطي الأبيض مايكل سلاغر وهو يطلق النار على رجل أسود أعزل.
وكما ظهر في الفيديو أطلق سلاغر النار 8 رصاصات على ظهر واتر سكوت عندما حاول الأخير الهرب.
وبالرغم من توقيف سلاغر بتهمة القتل العمد في نفس يوم تسليم الفيديو، إلا أن رائحة التقاعس في محاكمته فاحت بعد ذلك، إذ لم يتم تحديد موعد مثوله الأول أمام هيئة المحكمة.
وقال بول باتلر، المدعي الفدرالي السابق للمراسلين عقب توقيف سلاغر في أبريل، إن "ضباط الشرطة يعرفون جيدا أنهم لن يعاقبوا على الأرجح إذا استخدموا القوة المفرطة ضد المدنيين"، مضيفا أنهم "لو أدركوا أن هناك فرصة حقيقية للتحقيق أو المحاكمة، فهذا سيكون رادعا" .
ولسوء الحظ، لم يظهر الرادع بعد وسوف يستمر مسلسل القتل الغريب على يد الشرطة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn