السيسي يعلن ان مصر ستستضيف المنتدى الاقتصادي العالمي العام المقبل

البحر الميت، الاردن 22 مايو 2015 /اعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الجمعة) ان مصر ستستضيف المنتدى الاقتصادي العالمي في مايو من العام القادم.

وقال السيسي في كلمة في الافتتاح الرسمي للمنتدي الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منتجع البحر الميت غرب عمان اليوم "اعلن عن استضافة مصر للاجتماع القادم للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مايو 2016 في مدينة شرم الشيخ".

وتابع "ادعوكم جميعا الى المشاركة فيه بمزيد من الطموح والتطلع الى المستقبل (..) اتطلع للقائكم مجددا على ارض مصر وارحب بكم ضيوفا اعزاء وشركاء اوفياء لتحقيق مصالح مشتركة تصب في خدمة رفاهية واستقرار شعوبنا".

وكان اخر اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي استضافته مصر في عام 2008.

واكد السيسي الذي تسعى بلاده لتنمية اقتصادها وجذب الاستثمارات الخارجية، ان "مصر حققت تحسنا اقتصاديا ملحوظا خلال الفترة الماضية".

وقال "إن الحكومة المصرية بدأت في تنفيذ برنامج شامل للتنمية حتى عام 2030، يهدف إلى جذب الاستثمارات وتشجيعها للعمل في مناخ آمن ومستقر، ويرتكز على القيام ببرنامج للإصلاح الاقتصادي وتطوير مناخ الاستثمار من خلال مراجعة كافة التشريعات المتعلقة به".

ودعا الرئيس المصري الى الاستثمار في الشباب حتى لا يصبح فريسة للارهاب، قائلا "إن تعزيز دور الشباب لم يعد من قبيل الترف، وانما اضحى ضرورة لا غنى عنها (..) وذلك تلافيا للتداعيات الناجمة عن اهمال هذا القطاع الحيوي من المجتمع وتركه فريسة للتطرف والارهاب".

وقال "إننا في مصر ندرك كدولة غنية بشبابها ضرورة بل وحتمية ان نصنع مستقبل بلادنا ومنطقتنا بدءا من الحاضر، كما نعي ان لدينا نافذة ديموغرافية ممتدة حتى عام 2050 للاستفادة من طاقات وقدرات الشباب في سن العمل خلال تلك الفترة، وهو ما يدفعنا بكل قوة لتنفيذ مشروعات جادة وطموحة للاستفادة من تلك الطاقات".

ورأى ان "الحاضر تصنعه الشعوب وحدها بما لديها من ارادة ووعى.. والمستقبل ملك للشباب ولن يرسم معالمه احد سواه من خلال طموحاته وقدراته".

من ناحية اخرى، قال الرئيس المصري إن "المنطقة العربية تشهد تحولات جذرية وتواجه تحديات جسيمة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية"، داعيا الى "تكاتف جهود المجتمع الدولي" لمواجهتها.

وحذر من "ان يسعى اي طرف من داخل او من خارج المنطقة الى استغلال حالة السيولة التي قد تصاحب مرحلة التحولات بهدف فرض رؤى محددة على دول المنطقة او لاخضاعها لفكر او رأى معين".

واشار السيسي في هذا الصدد الى الخطر الذي واجهته مصر في محاولة "فرض الرأى الواحد"، قائلا "لقد واجهنا في مصر خطر محاولة فرض الرأي الواحد واقصاء كل من يخالفه، واستطاع شعبنا ان ينتصر على تلك المحاولة وان يواجه الترويع والعنف الذي صاحبها بكل شجاعة من اجل تأمين مستقبل الاجيال القادمة في مصـر".

وحذر من ان المنطقة تعايش "اليوم مخاطر مشابهة تستقي افكارها من ذات المصدر، وتسعى من خلال الارهاب الى هدم بنيان الدول وتفتيت الشعوب وتستغل في ذلك الانتماء الديني او المذهبي او العرقي لتجنيد وتعبئة الشباب الذي كان ضحية في مراحل سابقة لضعف الاستثمار في قدراته ومواهبه".

كما حذر من "ان الجمود الفكري الناجم عن التطرف والغلو الديني او المذهبي تزداد حدته جراء اليأس والاحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها".

ودعا الى ضرورة ان تتواكب مع "جهودنا للقضاء على التطرف والارهاب (..) مساع نحو مستقبل تملؤه الحرية والمساواة والتعددية ويخلو من القهر والظلم والاقصاء"، معتبرا "ان تلك المساعي لا يمكن ان تكتمل دون ان تمضي بالتوازي معها خطط مدروسة للقضاء على الفقر تجسد الشق الآخر للحقوق الاساسية للإنسان في منطقتنا".

ويعقد المنتدى للمرة التاسعة في الاردن، ويناقش هذه المرة تحت شعار "إيجاد إطار إقليمي للرخاء والسلام عبر التعاون بين القطاعين العام والخاص" عدة قضايا اقليمية وعالمية، خاصة التحديات والصراعات في المنطقة وتداعياتها على دورها وشعوبها.