في وقت انشغل فيه العالم بأكمله بتمجيد السلام الذي جلبه الانتصار في الحرب العالمية الثانية قبل 70 عاما، مارس العم سام هوايته في الخروج عن النص بتنافر آجش ومقلق يوم السبت بشن هجوم حاقد على النمو العسكري سلمي المنحي للصين.
وفي تقريرها السنوي المرسل للكونغرس بشأن الجيش الصيني، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية (البنتاغون) بأصابع الاتهام للصين عن أعمال الاستصلاح المشروعة في بحر الصين الجنوبي، مضخمة من نظرية التهديد الصيني في برامج الفضاء والانترنت.
وكما هو متوقع، تجاهلت الوثيقة عن جهل متعمد مبادرات بكين الهادفة والمستمرة لتعزيز الحوار العسكري مع واشنطن ودفع عجلة السلام مع الشركاء الإقليميين وتعزيز شفافية وضعها العسكري للعالم.
وحفل التقرير بهجمات غير عقلانية ومبتذلة ومبالغات متعمدة بشأن التنمية العسكرية الصينية والتي أكدت الصين مرارا طبيعتها الدفاعية.
بالإضافة إلى ذلك، في محاولة سافرة لدق إسفين بين الصين ودول آسيوية أخري، تناقضت الورقة السنوية مع تعهد الولايات المتحدة بعدم الانحياز لطرف في نزاعات بحر الصين الجنوبي.
ولا يبدو هذا سوى مرآة لجنون العظمة المتنامي لواشنطن إزاء التفاعلات المزدهرة للصين مع الدول الأخرى والقلق البديهي من تقويض هيمنتها.
والعم سام الذي يبدو متعجرفا أكثر من أي وقت مضي يجب أن يتذكر انه دائما القوة العسكرية رقم واحد في العالم ومجرم الهجمات الالكترونية والتنصت.
وهو الذي شيد القواعد العسكرية في جميع أنحاء العالم ودفع ميزانيته العسكرية إلى 612 مليار دولار في عام 2014 وأجرى تدريبات مع الحلفاء لترويع الدول الذي يراها معادية.
وثبت أن هذه الجهود لا تأتي إلا بنتائج عكسية بل وشجعت بعض حلفائها المثيرين للمشكلات على إثارة توترات إقليمية متكررة وشكوكا واسعة النطاق في نية واشنطن الحقيقية وراء إستراتيجية " محور آسيا".
ولو أنها تعني حقا بدفع العلاقات الثنائية والثقة المتبادلة مع الصين، كما كرر الرئيس باراك اوباما، فإنه يتعين على واشنطن أن تعرف أن الوقت قد حان لوقف تلك المحاولات غير المجدية في التدخل في الشؤون الداخلية للصين أو زرع الشقاق بين الصين والمطالبين الآخرين في بحر الصين الجنوبي.
وفيما يتعلق بالشفافية العسكرية، فيتعين على واشنطن أن تبذل جهودا مساوية على الأقل مع الصين في توضيح الزيادات الكبيرة في ميزانيتها العسكرية والتي تضاعفت منذ إعلان اوباما خطة " محور آسيا".
وفي خضم الاحتفالات العالمية بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، يبدو الخيار الأكثر عقلانية لاوباما هو محاكاة حكمة إدارة روزفلت التي شجعت الصين على الاضطلاع بدور أكبر في التعهدات الإقليمية والأمنية العالمية.
وفي الذكرى الـ70 للانتصار في الحرب التي حاربت فيها الصين والولايات المتحدة جنبا إلى جنب من أجل قضية نبيلة، فمن المستحسن للغاية أن يرسل اوباما رسالة واضحة تحمل إجراءات حقيقية تبجل وتحمل تلك الروح.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn