مقابلة: اليونيسكو تعول على دور صيني لإعادة إعمار المواقع التراثية المدمرة في نيبال

قال ممثل اليون يسكو لدى نيبال كريستيان مانهارت إن الوضع في المواقع التراثية المدمرة بسبب الزلزال" خطير" ومساعدة الصين قد تلعب دورا كبيرا في عملية الإحياء.

وقال مانهارت في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) يوم الأربعاء إن المواقع التاريخية في كاتمندو في حالة خطيرة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد بقوة 7.9 درجة في 25 أبريل، مؤكدا أن الزلزال "دمر 80 بالمئة من المعابد في ميدان كاتمندو دوربار ونصف المعابد في ميدان باتان دوربار ونصف المعابد في باختابور دوربار، والوضع في سوايامبهوناث خطير أيضا".

وبالنسبة لمواقع التراث العالمي السبعة في وادي كاتمندو، قال مانهارت إن " 5 منها تعرضت لأضرار جسيمة وواحد تعرض لأضرار متوسطة وواحد بحالة جيدة".

وأوضح مانهارت انه تواصل مع خبير زلازل من جامعة طوكيو باليابان. وقال الخبير له إن الزلزال أحدث العديد من الشروخ العميقة في التربة في الكثير من المواقع. وبمجرد أن يحل موسم المطر ستتدفق المياه في موقع سويامبهونواث الذي يقع على مرتفع وبالتالي قد تحدث إنهيارات ارضية.

وردا على سؤال عن الوقت والكلفة المحتملين لترميم تلك الآثار، قال ممثل اليونيسكو إنه من الصعب جدا تقدير ذلك نظرا لعدم إجراء تقييم شامل حتى الآن في البلاد. وتابع قوله لوكالة ((شينخوا))، " كل ما قمنا به الآن هو تقييم سريع للخسائر، وليس لعملية الإحياء، لأنها تأتي في المرحلة الثانية، وقبل ذلك لابد من أن نقوم بعمليات تقوية طارئة لهذه المباني التي لا زالت قائمة قبل أن تنهار. وبعد ذلك سنقوم بإعداد تقارير دقيقة عن كل أثر لإعادة إعماره، وستتضمن هذه الوثائق الميزانيات. واعتقد انها ستصل تكلفتها الى عشرات أو مئات الملايين من الدولارات"، مضيفا انه من الصعب جدا تحديد ذلك الآن.

وقال مانهارت إن نيبال تعد واحدة من أفقر الدول في العالم وتحتاج الى الكثير من الأموال من أجل إعادة إعمار هذه الآثار، حيث توجد مئات بل آلاف من المعابد في الدولة تحتاج الى إعادة بناء.

ويقوم مكتب مانهارت الآن بتنسيق الجهود من المنظمات المعنية والمتخصصين وفرق الإغاثة التي تعمل في مواقع التراث المدمرة. كما قام فريق من علماء الآثار يتبع اليونيسكو بإعداد تقييم للخسائر وخطط إحياء طارئة لتلك المباني.

وقال مانهارت إن جمع التمويل أمر مهم للغاية للإحياء ، مشيرا الى أن مكتبه تلقى 50 ألف دولار أمريكي من شخص متبرع من هونغ كونغ الصينية من أجل عملية التقوية و70 ألف دولار من صندوق التراث، مشيرا الى أنه طلب أيضا تمويلا من الأمم المتحدة.

وأكد مانهارت أهمية المساعدة الدولية لإعادة بناء تلك المواقع الآثرية، مؤكدا أن الصين يمكن أن تلعب دورا مهما في المشروع. " الصين يمكنها أن توفر مساعدة هائلة لأنها لديها الخبرة بشأن الزلازل والانهيارات الأرضية، لذلك يمكن للصين أن تقدم الاختصاصيين والفرق والمعدات للعمل معنا في عملية التمتين الطارئة".

كما دعا المدن والشركات الصينية الى التبرع من أجل تمويل إعادة الإعمار وهو شئ وصفه بأنه سيكون مفيدا.

يذكر أن الزلزال أسفر عن وفاة أكثر من 7 آلاف شخص وأتى على عدد كبير جدا من المواقع التاريخية المهمة في وادي كاتمندو.