مقالة خاصة: جولة شي في دول آسيا الوسطى تهدف إلى حماية النظام العالمي فيما بعد الحرب وتعزيز التعاون الاقتصادي

إن الحدث الذي ستسلط عليه الأضواء خلال جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ المقبلة في روسيا وقازاقستان وبيلاروس يتمثل في حضوره للاحتفال الذي يقام بمناسبة إحياء ذكرى يوم النصر في موسكو، إذ إنه يبرهن تصميم الصين على حماية النظام العالمي فيما بعد الحرب العالمية الثانية.

كما سيعمل الرئيس شي على تعميق التعاون القائم على الكسب المتكافئ مع البلدان الثلاثة ودفع بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير قدما فيما يسعى إلى تحقيق التنمية المشتركة إلى جانب مبادرات الحزام الاقتصادي القائمة.

-- تذكر التاريخ وحماية السلام العالمي

وسيحضر شي خلال زيارته المراسم التي ستقام بمناسبة الذكرى الـ70 للهزيمة التي ألحقتها روسيا بألمانيا النازية، ويلتقى محاربين قدامي شاركوا في الحرب العالمية الثانية من روسيا وبيلاروس ، ويزور متحف الدولة البيلاروسي للحرب الوطنية العظمي.

وتوضح مشاركة شي في حدث موسكو والأنشطة ذات الصلة أن الصين تولى اهتماما كبيرا بتذكر تاريخ الحرب العالمية الثانية وحماية النظام العالمي فيما بعد الحرب.

وأشار لي تسي قوه، نائب مدير قسم الدراسات الخاصة بأوروبا وآسيا الوسطي في المعهد الصيني للدراسات الدولية، إلى أنه "من الضرورة بمكان أن نتذكر التاريخ، ونستقى دروسا من مأساة الماضي، ونكتسب قوة من النصر، ونلتزم اليقظة في مواجهة الميل إلى تبييض إنعاش النزعة العسكرية والفاشية".

فقد قدمت الصين وروسيا، باعتبارهما ميداني المعركة الرئيسيين في آسيا وأوروبا، إسهامات هائلة للنصر في الحرب العالمية ضد الفاشية. وقد قرر الجانبان إقامة سلسلة من الأنشطة معا بمناسبة الذكرى الـ70 لهذا النصر.

-- دفع "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" قدما

ومن المقرر أيضا أن تدفع جولة شي المرتقبة تحقيق مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي اقترحتها الصين وتهدف إلى تعزيز الترابط بين شرق ووسط وغرب آسيا وأوروبا.

وذكر سون تشانغ تشي الخبير الروسي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن "بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير سيتيح فرصة جديدة لتعميق التعاون بين الصين والدول الثلاثة وسيدفع التعاون الاقتصادي الإقليمي ليأخذ مظهرا جديدا ذو طبيعة إستراتيجية ومتبادلة المنفعة على نحو أكبر"

وخلال زيارة شي، ستوقع الصين وروسيا سلسلة من اتفاقات التعاون حول برامج رئيسية تتعلق بالطاقة والمال والاستثمار والبنية التحتية وستحدد أيضا الأولوية للتعاون في المرحلة المقبلة.

وعقب روسيا، سيقوم شي بزيارة إلى بيلاروس، وهي أول زيارة لرئيس صيني منذ 14 عاما. وسوف تساعد على تحويل المنطقة الصناعية الصينية - البيلاروسية إلى برنامج طليعي للحزام الاقتصادي، هكذا قال سفير الصين السابق لدي بيلاروس لو قوي تشنغ.

كما سيزور شي قازاقستان حيث اقترح لأول مرة فكرة الحزام الاقتصادي لطريقة الحرير في سبتمبر من عام 2013.

وسوف تتطور مبادرة الحزام جنبا إلى جنب الإستراتيجية التنموية لكل دولة وسيكمل بعضها البعض مثل الممر العابر للمنطقة الأوروآسيوية والذي تقوده روسيا.

ومن جانبه قال نيكيتا ماسيلنيكوف، الخبير الاقتصادي بمعهد التنمية المعاصرة لروسيا، إن هذه المبادرة ستعود بالفائدة على البنى التحتية في المناطق الواقعة بالشرق الأقصى الروسي، ما يجعل من الأهمية بمكان أن تعزز روسيا من تعاونها مع الصين فى إطار الحزام.

وباعتبارها منصة لتعاون اقتصادي مفتوح، من المتوقع أن تصبح مبادرة الحزام بمثابة جسر يربط بين الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي والدائرة الاقتصادية لمنطقة آسيا - الباسيفيك، الأمر الذي يضخ قوة جديدة في تنمية المنطقة.