وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية واليابانية، عقدت اللجنة الاستشارية الامنية بين امريكا واليابان ممثلة بوزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر جنبا الى جنب مع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا ووزير الدفاع الياباني الجنرال ناكاتاني(2+2) يوم 27 ابريل الجاري بالتوقيت المحلي،وأعلن الجانبان عن اكتمال تعديل "المبادئ التوجيهية الجديدة للتعاون الدفاعي بين البلدين" . ووفقا للنسخة الجديدة لـ" المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي بين البلدين"، سيعمل الجيش الامريكي وقوات الدفاع الذاتي الياباني على الاستجابة لمهمات الدفاع تتجاوز الاراضي اليابانية الى جميع انحاء العالم، لتحقيق التعاون العسكري " السلس" سواء فى الأحوال العادية أو فى حالات الطوارئ.كما اصدر الجانبان وثيقة مشتركة :"إن المبادئ التوجيهية الجديدة للتعاون الدفاعي بين البلدين ستلعب دورا قياديا في حفظ امن وسلام منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومناطق اخرى."
يمكن ان نرى من محتويات تقارير وسائل الاعلام، ان النسخة الجديدة لـ " المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي بين البلدين" تضمنت آفاق تعاون واسعة جدا، بما في ذلك الدفاع الصاروخي وجمع المعلومات والإنذار المبكر والاستطلاع،وإزالة الألغام والقيام بالحراسة على البحر،وتبادل المعلومات الاستخباراتية فى مجالات الفضاء الخارجي والفضاء الالكتروني وما الى ذلك، كما يمكن ان نصف التعاون العسكري بين امريكا واليابان من المنظور الاستراتيجي شاملا وخطوة جديدة مهمة في تعزيز التحالف الامني بين البلدين ، وكسر القيود على التحالف الامني القائم.وان مثل هذا التحالف الامني ، لا شك انه سيثير قلقا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كما نعلم جميعا،ان التحالف والتعاون الامني بين امريكا واليابان هو نتاج حقبة الحرب الباردة. وتعتبر النسخة الجديدة لـ " المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي " بين امريكا واليابان تعديلا لـ " المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي " التي تم التوقيع عليها عام 1997. قبل 18 عاما، وبعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب الباردة ،تم وضع المبادئ التوجيهية للحفاظ على الوضع الامني في آسيا والمحيط الهادئ والوضع في شبه الجزيرة الكورية، وأدت الخلافات التجارية الى خلق " ازمة ثقة" ما اضر بتعديل " المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي" بين البلدين، وتعزيز التحالف الأمني بين امريكا واليابان،يمكن ان يمتد الى شبه الجزيرة الكورية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
في عام 2011، لقي اقتراح الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتنفيذ استراتيجية اعادة التوازن لمنطقةِ آسيا والمحيط والعودة الى آسيا رد فعل الحكومة اليابانية. وبعد تولي ابي منصبه ،أمر وزارة الدفاع في نهاية عام 2012 بإجراء تعديلات في " المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي".وفي اكتوبر عام 2013، بدأت مجموعة من حكومة الدولتين في "مشاورات أمنية" لإعادة النظر في الآراء وتوصلت إلى توافق بشأن التعديل،ونشر في اكتوبر 2014 تقريرا مرحليا حول التعديلات.ومن اسباب التعديل وفقا لما ذكره مسؤولون ووسائل الاعلام اليابانية،انه على مدى السنوات ال 15 الماضية،شهدت البيئة الامنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تغيرات هائلة،واليابان تنوي منع التهديدات الامنية، والتعامل مع ما يسمى " توسيع الصين البحري" و" تطوير الصواريخ الكورية الشمالية".
وإن تزامن زيارة ابي الى امريكا مع الانتهاء من مراجعة " المبادئ التوجيهية الدفاعية الجديدة" بين امريكا واليابان، مما لا شك فيه، سوف يرفع التحالف الامريكي الياباني الى " تطور جديد"، لخدمة الاحتياجات السياسية الداخلية لاوباما وابي. وتعتبر " المبادئ التوجيهية الدفاعية الجديدة" وسيلة استخدام متبادل بين أمريكا واليابان وتعود بالمنفعة المتبادلة لهما.وبالنسبة لأمريكا،فإن اليابان ملزمة بقيادة عجلة استراتيجية اعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والسيطرة على اتجاه القوة العسكرية اليابانية ،وتخفيف العبء على الجيش الامريكي في الدفاع في آسيا والمحيط الهادئ،فضلا عن تقديم امريكا الدعم لليابان بشان مخطط الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ أو الشراكة عبر المحيط الهادئ ( TPP ) ، وبالنسبة لليابان ، فإن تعزيز الجيش الامريكي التزاماته الامنية في اطار جديد للتحالف الامني يحسن صوت اليابان وموقفها في الشؤون الامنية في اسيا والمحيط الهادئ، وزيادة رفع القيود على قوات الدفاع الذاتي اليابانية في العالم.
المبادئ التوجيهية الجديدة توسع نطاق التعاون الثنائي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الى نطاق عالمي. وتظهر المبادئ التوجيهية الجديدة توسيع دور التعاون الامني بين امريكا واليابان من أسيا والمحيط الهادئ الى نطاق عالمي،وتسعى امريكا لتحويل التحالف الامريكي الياباني الى ركيزة مهمة في استراتيجيتها العالمية فى النصف الأول من القرن 21،وتحقيق السيطرة على أوراسيا من خلال حلف شمال الأطلسي فى أوروبا والتحالف الامريكي الياباني في آسيا والمحيط الهادئ.وتحاول اليابان المشاركة في الشؤون العالمية من خلال التحالف ورفع مكانتها الدولية.
وبلا شك تؤدي المبادئ التوجيهية الدفاعية الجديدة لتعزيز التحالف الامني بين امريكا واليابان الى تفاقم الخوف في دول الجوار في آسيا والمحيط الهادئ،وجعل القضايا الامنية في آسيا والمحيط الهادئ اكثر تعقيدا.ويظهر التطور التاريخي للقضايا الامنية في آسيا والمحيط الهادئ ان الاستقرار والأمن على المدى الطويل في المنطقة يحتاج إلى الحوار والتشاور والتنسيق،وتضمنها آليات أمنية متعددة الاطراف الممثلة فى "منع الصراعات" .ولا يمكن الاعتماد على تحالف بين دول لمجرد استمرار نتائج حقبة الحرب الباردة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn