وانغ يي: الصين تلتزم بإقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالتعاون القائم على الكسب المتكافئ

موسكو 9 أبريل 2015 / صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا خلال زيارته الرسمية لروسيا، بأن الصين تلتزم بإقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالتعاون القائم على الكسب المتكافيء .

وذكر وانغ يي لقناة ((روسيا 24)) التليفزيونية في موسكو يوم الثلاثاء أن "الصين لن تتبع المسار القديم الذي سلكته القوى القائمة. وهي على استعداد للعمل مع الدول بما فيها روسيا لتعزيز إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالتعاون والنتائج القائمة على الكسب المتكافئ، وليس المواجهة والتنافس في معادلة صفرية".

وأضاف وانغ أن الشراكة التعاونية الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا قدمت خبرات مفيدة للارتباط بين الدول الكبرى، وهو ما يعد بمثابة ممارسة ناجحة جارية للعلاقات الدولية.

ولدى حديثه عن إصلاحات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لفت وانغ إلى أن البيئة الدولية شهدت تغييرات كبيرة منذ تأسيس الهيئة العالمية قبل 70 عاما. وتتطلب هذه التغييرات من الأمم المتحدة تحسين بناء القدرة من أجل الوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة على نحو أفضل.

وذكر وانغ أن "الصين تدعم التمثيل الأقوى للدول النامية بما في ذلك الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم في الأمم المتحدة... وتدعو إلى حزمة إصلاحات يتفق عليها جميع الأعضاء من خلال المشاورات للتوصل إلى توافق نهائي".

وأكد أن الصين تعارض فرض تنفيذ خطط غير حكيمة أو تحديد أي موعد نهائي لعملية الإصلاح ، إذ إنهما أمران لن يصبا في صالح التنمية الصحية لعملية الإصلاح والتضامن داخل الأمم المتحدة.

وعند سؤاله عما إذا كان بنك التنمية الذي أسسته دول مجموعة بريكس سيمثل تحديا للأنظمة الاقتصادية والمالية القائمة، قال وانغ يي إن تحقيق تعاون أوثق بين دول بريكس، التي تعد لاعبة إيجابية في النظم الاقتصادية والمالية الدولية الحالية، لا يهدف إلى قلب الأنظمة القائمة أو إدخال أية قواعد جديدة.

وأضاف أن المبادرة تقوم على أساس احتياجات دول بريكس حيث لا تستطيع الآليات القائمة أن تلبي تماما طلبها الكبير لرأس المال، كما تعد المبادرة أداة مكملة مفيدة للنظام المالي العالمي الحالي.

من ناحية أخرى، أشار وانغ إلى أن هناك حاجة حقيقية إلى إصلاح النظام المالي العالمي الحالي والنهوض به ليواكب العصر، وهو أمر لا يتطلب فقط مراعاة الأوضاع الجديدة المتعلقة بالاقتصاد العالمي وتوازن القوى العالمي، وإنما يتطلب أيضا احترام الأماني المشروعة للاقتصادات الناشئة في الاضطلاع بدور أكبر في الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وفيما يتعلق بالتبادلات الاقتصادية بين الصين وروسيا، قال وزير الخارجية إن بكين وموسكو تتبعان مبدأ التعاون على قدم المساواة بما يحقق المنفعة المتبادلة مع تحقيق نتائج تقوم على الكسب المتكافئ، داعيا الجانبين إلى تدعيم تعاونهما في المجالات التقليدية مثل الطاقة فيما توسعان التبادلات الثنائية في مجال التكنولوجيات الفائقة وخلق مساحة جديدة للتعاون.

كما أكد وزير الخارجية الصيني مجددا موقف الصين تجاه الأزمة الأوكرانية ، قائلا إن الصين تؤمن دوما بالتسوية السياسية للأزمة ويسر بكين أن ترى تنفيذ أجزاء من اتفاق مينسك الجديد.

ودعا وانغ إلى ضرورة إقامة التوازن بين مختلف المناطق والمجموعات في أوكرانيا مع أخذ مصالحها المشروعة الخاصة في الاعتبار ، فضلا عن تحقيق توازن في علاقات أوكرانيا مع روسيا والاتحاد الأوروبي.

وفي معرض تعليقه على العلاقات الصينية - الأمريكية ، ذكر وانغ أن الصين اقترحت إقامة نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى مع الولايات المتحدة، يركز على عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتنمية المشتركة من خلال التعاون القائم على الكسب المتكافئ.

وقال وانغ إن "تقدما قد تحقق في الارتباط الصيني- الأمريكي ، ولكن لازالت هناك فجوات بين الجانبين. ونقترح إذابة الخلافات عبر الحوار بطريقة بناءة، أما بالنسبة للخلافات التي لا يمكن حلها على الفور، فمن الأفضل وضعها تحت السيطرة حتى لا نجعلها تعرقل التنمية السلمية للعلاقات الثنائية".