8 ابريل 2015/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قام صحفي صيني قبل 20 سنة بدراسة أغطية الطاولات الملونة صينية الصنع في السوق الأوروبية. وحينها أخبره أحد المسوقين الفرنسيين أنه كلما ظهر في باريس تصميم غطاء طاولة جديد، تتم طباعة هذا التصميم ثم إرساله للمصنعين في الصين، وخلال شهر واحد فقط تظهر أغطية الطاولة الجديدة المصنوعة في الصين في السوق الفرنسية.
بعد 20 سنة مضت، بدأت سلع أغطية الطاولات وغيرها من السلع المشابهة في السوق الأوروبية تصنع من الفيتنام والهند، وقد رأى الصحفي لدى زيارته للبرازيل مؤخرا وجود أغطيات طاولات مصنوعة في البيرو. لكن، سرعة تأقلم الصناعة الصينية مع تغيرات السوق لم تتراجع، وهذا يتجسد على مستوى السلع الجديدة مثل عصاى التصوير الذاتي. وقد ذكر له أحد التجار: "عصي التصوير الذاتي في البرازيل، إذا لم نقل أن حصتها تمثل 100% من السوق الصينية، فهي تمثل 99% على الأقل."
يمكننا القول إن حساسية الصناعة الصينية لـ"التغيرات المناخية " في السوق الدولية لاتزال مرهفة، تماما مثلما كانت قبل 20 سنة. حيث لا تزال الصناعة الصينية تركز" على صناعة السلع الرائجة في الأسواق". ومهما بلغت المسافات، تتمكن الصناعة الصينية دائما من التأقلم مع السوق، وإستغلال الإتصالات ووسائل النقل الحديثة، لتمكين الزبائن في مختلف أنحاء العالم من الحصول على السلع التي يحبذونها.
السرعة تحتوي على الإبتكار. في السابق كانت الصناعة الصينية تعتمد على التقليد، وفي الوقت الحالي أصبحت قوة تجر الإستهلاك، فهذا النوع من إكسسوارات الهواتف قد يدخل الأسواق في ذات الوقت مع ذاك الهاتف ، وتطوير هذه السلع الكمالية أدى إلى تحفيز الطلب، كما حسّن ووسع وظائف السلع الرئيسية.
السرعة تعزز الحجم. إن مواكبة تيار الإستهلاك، هو العامل الذي جعل منتجات صنع في الصين تصبح أكثر فأكثر ثراءا، وجعل قدرات التصنيع أكثر فأكثر قوة. مثلا، تحتوي عصى التصوير الذاتي على غلاف بلاستيكي، أنبوب حديدي، غلاف هاتف وتقنية البلوتوث، وغيرها من الإكسسوارات، ورغم أن هذه الإكسسورات لاتعد كثيرة، لكن العديد من الدول لايمكنها أن تعتمد على شركاتها المحلية في تصنيعها. لذا، فإن تقدم منتجات صنع في الصين مع التيار العالمي، والقيام بذلك على نطاق واسع ومنظومة متكاملة.
يتميز مستوى المواكبة لمنتجات صنع في الصين، بتقدمها المستمر وبقوة أسسها. وحتى في ظل تحول النمط الإقتصادي، وتصاعد حصة الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي، لايزال قطاع منتجات صنع في الصين إحدى المحركات الرئيسية للتنمية الصينية. ولا تزال نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي أعلى بكثير من بقية الدول الناشئة.
ما تختلف فيه الصين عن الأسواق الناشئة الأخرى، هو التقدم المستمر والمتصاعد لقطاع منتجات صنع في الصين. وقد قامت وزارة التجارة والصناعة الهندية في نوفمبر 2011 بإصدار "السياسة الوطنية للتصنيع"، حيث تخطط الهند إلى الإنطلاق من إدارة قطاع التصنيع، السياسات التجارية، تنمية الشركات الصغرى والمتوسطة والإبتكار التقني وغيرها من الجوانب لدفع تنمية قطاع الصناعة. وتتطلع الهند إلى أن تبلغ مساهمة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي مابين 16% و25% بحلول عام 2022. لكن يبدو في الوقت الحالي أنه من الصعب تحقيق هذا الهدف.
ماهو السبب؟ يعود السبب إلى أن هذه الدول عملت بسرعة عمياء على تطوير قطاع الخدمات خلال السنوات السابقة، حيث قامت بالقفز على تراتبية الصناعات، دون أن تضع أسسا صلبة للتصنيع، ولم تنتبه إلى هذه المشكلة إلا أثناء تراجع الإنتعاش الإقتصادي. لكن، إعادة بناء قطاع التصنيع، يحتاج إلى الإنطلاق من الطبقة التحتية، أي المداخيل المتدنية والقيام بالمعالجة فقط؛ أما الإنطلاق من الوسط العلوي، فيصطدم بنقص اليد العاملة التقنية اللازمتان. وفي هذا المستوى، تتمتع منتجات صنع في الصين بأفضلية كبيرة.
قطاع التصنيع يمثل سندا كبيرا وأساسا متينا للإقتصاد القومي، وهو من يقرر حجم النفس الكافي الذي تحتاجه أي دولة لدفع التنمية. وبالتوازي مع ضرورة توسيع حصة قطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي، يجب عدم تخفيض مستوى الإبتكار والتطوير على مستوى قطاع التصنيع. وإذا أردنا أن نجعل من قطاع التصنيع رأس قطار التنمية الصينية، علينا أن نضيف بإستمرار إلى هذا الرأس قوى إبتكار جديدة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn