أعلن البيت الأبيض الأمريكي يوم 31 عن إفراج الإدارة الأمريكية عن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر كانت قد علقت في أكتوبر عام 2013، وقد رفع الحصار على إرسال طائرات مقاتلة من طراز اف 16 وصواريخ "هاربون"، ودبابات M1A1، وغيرها من العتاد إلى مصر. وفي وقت نفسه، تستمر في مطالبة البيت الأبيض بتقديم 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا إلى مصر. فهل هناك أي اعتبارات إستراتيجية وراء إفراج أمريكا عن المساعدات العسكرية السنوية لمصر؟ وهل هذا سوف يؤثر على الوضع في الشرق الأوسط؟
العلاقات المصرية ـ الروسية الوثيقة يقلق أمريكا
أوقفت أمريكا جزءا من مساعدات عسكرية مقررة لمصر سنويا في أكتوبر عام 2013 تعاطفا مع الرئيس محمد مرسي الذي عزل من قبل الجيش المصري. ولكن،بعد عام من التشغيل واتجاه الأوضاع نحو الاستقرار في مصر،لقي نظام عبد الفتاح السيسي موافقة أساسية من أمريكا.
كما أن أهم إستراتيجية ينبغي التفكير فيها هي روسيا. وقد اثر حجب أمريكا مساعداتها العسكرية عن مصر على العلاقات بين البلدين، في حين تتجه العلاقات العسكرية بين روسيا ومصر نحو الأحسن وتبادل قادة البلدين الزيارات العام الماضي، وتم توقيع اتفاقية التعاون العسكري. ويعتقد الخبير العسكري الصيني وان باو فانغ، أن الخوف الأمريكي من تأثير العلاقات الوثيقة بين مصر وروسيا على إستراتيجيتها في الشرق الأوسط خلف إفراجها عن المساعدات العسكرية لمصر.
أمريكا غير قادرة على المحافظة على الاستقرار في الشرق الأوسط والسماح لمصر أن تتعامل مع الفوضى أولا
يعتقد وان باو فانغ أن قرار أمريكا الإفراج عن المساعدات العسكرية لمصر له علاقة كبيرة مع الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط. حيث أن لمصر أهمية كبيرة في إستراتيجية في الشرق الأوسط ، والدولة الرائدة في العالم العربي. الآن، بالإضافة إلى محاربة تنظيم " الدولة الإسلامية "، فإن الوضع في سوريا وليبيا متوتر جدا وخاصة ما يشهده اليمن خلال الفترة الأخيرة. وقد قررت الدول العربية خلال القمة العربية المنعقدة مؤخرا تشكيل " قوة عربية مشتركة". وبالإضافة إلى السعودية فإن مصر سوف تلعب دورا مهما في هذا التحالف.
أمريكا لم تعد تمتلك القدرة كما في الماضي، ولا تستطيع اليوم إرسال مئات الآلاف من القوات إلى منطقة الشرق الأوسط للقتال والحرب والحفاظ على استقرار المنطقة .مما جعل الدول العربية تعتمد اليوم على نفسها للعب دور اكبر في المنطقة، كما أن أقوى الدول العربية هي السعودية والأخرى مصر. السعودية حليف مقرب لأمريكا. وفي ظل الفوضى في اليمن ، تأمل السعودية وغيرها من الدول العربية في أن ترفع أمريكا الحضر العسكري واستئناف المساعدات العسكرية لمصر. وفي هذا السياق، اتخذت أمريكا هذا القرار.
القوات البرية المصرية قوية وسوف يكون لها دور حاسم في الوضع في اليمن
دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يوم 1 ابريل الجاري قوات التحالف بقيادة السعودية إرسال قوات برية إلى اليمن. وتعتبر القوات البرية المصرية من أهم القوات المشاركة في التحالف. ويعتقد وان باو فانغ أن إفراج أمريكا عن المساعدات العسكرية لمصر سوف يعزز القدرة القتالية في الجيش المصري، وسوف تلعب دورا حاسما إذا ما قررت الدول العربية شن عمليات عسكرية برية في اليمن.
مصر اليوم بين تعزيز التعاون مع السعودية وغيرها من الدول العربية الأخرى من ناحية ، وتحسين العلاقات مع أمريكا من ناحية أخرى. وسوف يدفع استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية شاملة لمصر الأسلحة والمعدات وتدريب الموظفين وغيرها من المجالات الأخرى نحو أفضل.
يحتمل أن تلعب القوات البرية المصرية دورا حاسما إذا ما قررت الدولة العربية خوض حرب برية في اليمن . لأنه لا يمكن مقارنة القوات القتالية للسعودية ودول خليجية أخرى مع القوة العسكرية المصرية. ويمتلك الجيش المصري بعض القوة القتالية، ولكنها غنية بالخبرة القتالية. وهذا ما تراه أمريكا أيضا، لذلك تتخذ ألان تدابير ملموسة لتحسين العلاقات العسكرية مع مصر، ومساعدة العالم العربي للخروج من الأزمة اليمنية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn