خلفية: القمة العربية .. في الذكرى الـ 70 لانشاء الجامعة العربية.. وحلم الوحدة

شرم الشيخ، مصر 28 مارس 2015 / بدأت بمنتجع شرم الشيخ المصري اليوم (السبت) أعمال الدورة الـ 26 العادية لمؤتمر القمة العربية تحت عنوان "صيانة الأمن القومي العربي" بمناسبة مرور 70 عاما على انشاء جامعة الدول العربية

وجامعة الدول العربية هي منظمة اقليمية تعد من أقدم المنظمات الدولية والاقليمية الموجودة والفاعلة حتى الأن، وتأسست الجامعة العربية في 22 مارس 1945، إذ سبق تأسيسها تأسيس منظمة الأمم المتحدة، وتضم دولا في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولا عربية.

وفى 22 مارس 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبي الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق، وأصبح يوم 22 مارس من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.

وينص ميثاق تأسيس الجامعة العربية على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية.

ويقع المقر الدائم لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، ونقل المقر الدائم من مصر إلى تونس في الفترة من 1979 إلى 1990 خلال فترة المقاطعة العربية لمصر على خلفية توقيع الأخيرة على اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وتضم جامعة الدول العربية 22 دولة وهي مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، السودان، الصومال، جيبوتي، جزر القمر، فلسطين، الأردن، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، السعودية، الكويت، قطر، البحرين، دولة الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان.

وقد تم تجميد مشاركة سوريا باجتماعات الجامعة العربية على مختلف المستويات منذ عام 2012، على خلفية النزاع العسكري والسياسي القائم هناك

ويبلغ المجموع الكلي لمساحة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية نحو 13 مليونا و953 ألفا و41 كيلو مترا مربعا، وتشير إحصاءات عام 2007 إلى أن إجمالى عدد سكان الدول العربية يبلغ 339 مليونا و510 الاف و535 نسمة، وبذلك فإن الوطن العربي يأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد روسيا من حيث المساحة ومجموع سكانها هو الرابع عالميا بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبي، حسب الموقع الالكتروني للقمة العربية.

وتأسست الجامعة العربية بناء على اقتراح من مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء المصري في ذاك الوقت، بعد مشاورات مع عدد من الدول العربية المستقلة حينئذ، وخلال المشاورات التي جرت لتأسيسها وصياغة ميثاقها، اقترح الوفد السوري تسمية رابط الدول العربية ب"الاتحاد العربي"، واقترح الوفد العراقي تسميتها ب"التحالف العربي"، إلا أن الوفد المصري قدم تسمية "الجامعة العربية" لما رأى منها من ملائمة من الناحية اللغوية والسياسية، وتوافقا مع أهداف الدول العربية.

ثم تنقيح الاسم خلال المشاورات ليصير "جامعة الدول العربية"، وعلى ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة.

ويتألف ميثاق الجامعة العربية من ديباجة و20 مادة، وثلاثة ملاحق خاصة الملحق الأول خاص بفلسطين وتضمن اختيار مجلس الجامعة مندوبا عنها "أي عن فلسطين" للمشاركة في أعماله لحين حصولها على الاستقلال، والملحق الثاني خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وبالتالي غير المشتركة في مجلس الجامعة.

اما الملحق الثالث والأخير فهو خاص بتعيين السيد عبد الرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين.

وأشارت الديباجة إلى أن الدول ذات الصلة وافقت على الميثاق بهدف تدعيم العلاقات والوشائج العربية في إطار من احترام الاستقلال والسيادة بما يحقق صالح عموم البلاد العربية.

ومن أهداف الجامعة عند انشائها في عام 1945 التعزيز والتنسيق في البرامج السياسية والبرامج الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، والتوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها، أو النزاعات بين دولها وأطراف ثالثة، وعلاوة على ذلك، فإن الدول التي وقعت على اتفاقِ الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في 13 أبريل 1950 ملزمة على تنسيق تدابير الدفاع العسكري.

كما لعبت الجامعة العربية دورا مهما للنهوض بدور المرأة في المجتمعات العربية، وتعزيز رعاية الطفولة، وتشجيع برامج الشباب والرياضة، والحفاظ على التراث الثقافي العربي، وتعزيز التبادلات الثقافية بين الدول الاعضاء.

وتم كذلك إطلاق حملات لمحو الأمية، وعمليات نسخ للأعمال الفكرية، وترجمة للمصطلحات التقنية الحديثة لاستخدامها داخل الدول الاعضاء، كما تشجع الجامعة اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الجريمة وتعاطي المخدرات، وللتعامل مع القضايا العمالية، ولا سيما بين القوى العربية العاملة في المهجر.

ورغم السنوات الـ 70 من عمر الجامعة العربية فمازالت تواجه صعوبات كبيرة على تحقيق الحلم الذي يراود نحو 350 مليون عربي في الوحدة الشاملة وحرية الانتقال والإقامة والعمل والتملك، وايجاد عملة عربية موحدة، وسوق عربية مشتركة.