مسئول عربي: تشكيل قوة عربية موحدة قد يحتاح إلى وقت للاجابة على اسئلة كثيرة

شرم الشيخ، مصر 25 مارس / أكد الامين العام المساعد للجامعة العربية للشئون السياسية السفير فاضل جواد أن تشكيل قوة عربية موحدة أمر مهم جدا ولكنه يتطلب الاجابة على اسئلة كثيرة قبل الشروع في تشكيلها، وهو ما يحتاح إلى مزيد من الوقت.

وقال جواد لوكالة أنباء (شينخوا) إن هناك العديد من التساؤلات التي يجب الاجابة عليها حتى يتم تشكيل القوة العربية الموحدة، مثل هل تتدخل بدون طلب من الدولة أو بطلب منها، قوام القوة، ومن يقودها، من يمولها، الدول التي ستدخل فيها ، فرص نجاحها في دخولها بمعركة مع الإرهاب أو مع قوى أخرى.

واضاف " كل هذه الأسئلة لازالت تبحث عن اجابة ولم يتفق عليها حتى الأن، وكلها أمور حقيقة لابد وأن تبحث بشكل صريح وموضوعي بين الدول العربية من أجل التوصل إلى شيء فعال.

واشار إلى وجود مجلس السلم والأمن العربي غبر نفعل، وكذلك اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتابع قائلا "فإذا أردنا تفعيل الإتفاقية الأخيرة فعلا بأن تكون كل الدول العربية متضامنة عندما يحصل اعتداء على اي دولة منها، فلا بد أن نخرج بشيء قابل للتنفيذ والتطبيق .

وشدد على أهمية أن تجري المناقشات حول هذا الموضوع بدون أية حساسية أو شكوك في تشكيل هذه القوة، أو أهدافها.

واردف قائلا "انا شخصيا أجد أن هذه القوة العربية مهمة جدا، خاصة في الوقت الراهن، كما أن هناك كيانات سبقتنا لذلك، و الاتحاد الافريقي ليس أفضل من الجامعة العربية ليكون لها قوة شبيهه بقوة الاتحاد الافريقي التي تدخلت في مواقع وحصلت على نتائج مميزة، بل ان لدينا أيضا تجربة في مجلس التعاون الخليجي، ممثلة في درع الجزيرة والتي أستخدمت في بضع حالات، وبالتالي فمن الممكن للتجربة بأن تطبق".

وأوضح أن موضوع القوة العربية الموحدة لم يطرح على اجتماع المندوبين الدائمين نظرا لخطورته، وأنه حتى الأن لم تتقدم اي دولة بأفكار حوله، وأنه ربما يطرح في جلسة خاصة لوزراء الخارجية العرب، قبل عرضه على القمة للحديث فيه باستفاضة وتعمق.

وأشار جواد إلى أن موضوع انشاء قوة عربية موحدة كان قد طرح سابقا من أكثر من دولة بينها العراق ، وكلف مجلس الجامعة العربية الأمين العام بتقديم دراسة وتوصيات الى مؤتمر القمة فيما يتعلق بموضوع مكافحة الإرهاب.

ولفت إلى أن مصر انضمت الى الداعين لانشاء هذه القوة بعد جريمة القتل البشعة للمصريين في ليبيا على يد تنظيم داعش، إضافة لما تشهده سيناء ومناطق أخرى في مصر، ما دفع الرئيس المصري للتدخل بقوة لتصبح هذه القوة مسعى مصري إضافة إلى كونها مسعى الدول العربية، وهو ما أعطاها قوة وزخم أكبر كونها صادرة من رئيس أكبر دولة عربية.

وتشهد سيناء مواجهات دامية عنيفة بين قوات الجيش المصري ومسلمين متشددين أبرزهم تنظيم أنصار بيت المقدس منذ الاطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

ويتعرض الكثير من المواقع في أنحاء مختلفة من مصر لعمليات تفجير خاصة المواقع الأمنية، وشبكات ومحولات الكهرباء، ومكاتب وشركات المحمول والاتصالات ومحطات وخطوط السكك الحديدية ووسائل النقل العام (الاتوبيسات).

وفيما يتعلق بالوضع في اليمن أشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون السياسية أن "اليمن شهد عدد من الاتفاقات من بينها المبادرة الخليجية، وصولا لاتفاق السلم والشراكة، لكن جرى ما جرى ورأينا الحوثيين وقد خرجوا على هذا الاتفاق حتى أصبحنا اليوم في مأزق في اليمن، وهو وجود حكومة شرعية خارج العاصمة في عدن وقوة عسكرية ومدنية في صنعاء .

ولفت إلى أن مجلس الجامعة العربية سيوجه رسالة شديدة اللهجة إلى الحوثيين، مشيرا إلى أن مشروع القرار المطروح حول اليمن يتضمن إدانة شديدة اللهجة إلى الحوثيين مع اعتبارهم انقلابيين على الشرعية الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، مطالبا الكل بالتكاتف لإيجاد حل وفق ما تم الاتفاق عليه في مبادرة مجلس التعاون "اتفاق السلم والشراكة".

ونوه جواد إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيشارك في أعمال القمة العربية، وسيطرح رؤية كاملة وبالتفصيل حول ما يمر به اليمن الآن، وذلك تأكيدا على انه الرئيس الشرعي المنتخب

وحول توقعاته للقمة العربية المقرر أن تعقد يومي 28 و29 مارس الجاري، قال جواد "نتوقع أن تكون قمة شرم الشيخ قمة استثنائية، وقمة قرارات فعلية وفعالة".

واوضح أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بهذه القمة، وأنه بدأ في إجراء اتصالات موسعة مع القادة العرب بغرض إنجاحها والخروج بمواقف قوية تجاه القضايا الخطيرة التي تواجه المنطقة العربية.

ونوه إلى أن القادة العرب سيبحثون خلال اجتماعهم بمنتجع شرم الشيخ المصري، الأوضاع التي تمر بها الأمة العربية، خاصة ما يجري في سوريا وليبيا واليمن وموضوعات الإرهاب الذي تعاني منه الأمة العربية والعالم أجمع لاسيما تنظيم " داعش".

وتابع أنه سيجري كذلك مناقشة موضوع الأمن القومي العربي، واستراتيجية الأمن العربي ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك كما سبق الاشارة اليه مناقشة تشكيل قوة عسكرية " قوة حفظ سلام وتدخل"

وبدأت الاثنين الاجتماعات التحضيرية للاعداد للقمة العربية والتي تعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري يومي السبت والأحد المقبلين، على مستوى كبار المسئولين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة العربية، وعلى مستوى المندوبين الدائمين أمس الثلاثاء.

ويعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية غدا الخميس لاعداد الصيغة النهائية لمشروعات القرارات قبل رفعها الى القمة.