بكين 9 مارس 2015 / على مدار أسبوعين تعرضت القطع الفنية والمواقع التاريخية الخاصة بحضارة ما بين النهرين القديمة في منطقة نهري دجلة والفرات لتدمير منظم وممنهج على يد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وهو ما يعد بمثابة ضربة للحضارة الإنسانية.
وبث التنظيم يوم الخميس شريط فيديو يظهر فيه أفرادا تابعين له يستخدمون المطارق لتحطيم تماثيل أثرية لاتقدر بثمن داخل متحف الموصل في شمال العراق، واصفين الآثار بأنها أصنام لابد أن يتم تحطيمها.
وتلك التماثيل ضمن الكشوفات الأثرية الحديثة التي تنتمي للامبراطورية الآشورية القديمة. وهي من ضمن أروع قطع الفن الآشوري وجزء من تاريخ العراق العظيم وحضارة ما بين النهرين.
لكن الآن فقد العالم تلك الآثار للأبد.
وفي مدينة النمرود القديمة التي يمتد تاريخها لأكثر من 3 آلاف عام في العراق, حطم المتطرفون التماثيل والآثار التي لا مثيل لها في أطلال العاصمة الآشورية القديمة حيث كانت توجد تماثيل الثيران المجنحة الأثرية والفرسان ذوي اللحي وغيرها من التماثيل المجنحة، وكلها رموز لإمبراطورية ما بين النهرين القديمة ,مهد الحضارة الغربية.
وشعر العالم بأكمله بالصدمة المفجعة لتلك الخسارة. إنها ليست مأساة للتراث الثقافي العراقي فقط وإنما كارثة للحضارة الانسانية.
والأسوأ من ذلك أن هذا الدمار هو أحدث حلقة من حلقات تدمير التراث الثقافي الثري في شتى أنحاء المنطقة الموجودة في نطاق العراق وسوريا التي تضم مناطق متنوعة دينيا وعرقيا تحمل آثار حضارات يرجع تاريخها إلى دولة ما بين النهرين القديمة.
وفي العام الماضي دمر المسلحون مقبرة النبي يونس ومسجد النبي جرجس وكلاهما من المواقع الأثرية المقدسة في الموصل. وفي فبراير ذكر أن المسلحين قاموا بإحراق آلاف الكتب والمخطوطات التي كانت موجودة في مكتبة الموصل.
إن التدمير المنظم لحضارة ما بين النهرين، مهد الحضارة الغربية والأهم من ذلك الجزء الهام من التراث الثقافي المشترك للبشرية, تسبب في صدمة للعالم بأكمله.
ويرجع جذور العديد من التقاليد الثقافية المختلفة في العالم لتلك المنطقة من العالم التي أصبحت عرضة للخطر فى الوقت الراهن.
ومع تدمير هذا التراث الثقافي لم يعد من الممكن للبشر أن يفخروا بثراء الموصل الأثري من الحضارة القديمة وبالتالي اختفت المعرفة والمعلومات التي كانت تمكننا من معرفة أسلافنا والحضارات المبكرة وذهبت أدراج الرياح.
إن التدمير المتعمد للتراث الحضاري العظيم حسبما وصفه سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون يعتبر جريمة حرب. إنه إعتداء بشع ليس فقط على متحف الموصل وإنما على الالتزام العالمي باستخدام الفن لتوحيد الشعوب وتعزيز التفاهم الإنساني.
ويستحق التراث الثقافي المشترك تقدير عالميا من جميع البشر. ومن الواضح للجميع الآن أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي ألحق ضرر بالغا وهائلا بقطع تاريخية لا مثيل لها.
وحان الوقت الآن لإنهاء هذا التخريب الهمجي، فمن المؤلم على وجه التحديد أن يحدث مثل هذا الدمار لحضارة ما بين النهرين التي تعد خلفية بعض "الإنجازات المبكرة" في مجالات الفلك والطب والقانون والتجارة والزراعة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn