دبلوماسي صيني يفند آراء أحد الباحثين بشأن حرب صينية قادمة مع آسيا

بروكسل أول مارس 2015 / قال السفير الصيني لدى بلجيكا تشو شينغ في الآونة الأخيرة إنه ليس هناك أي منطق لوضع المصالح الأساسية والتنمية السلمية ضد بعضهما البعض، مفندا بعض آراء أحد الباحثين بشأن ما يسمى بحرب صينية قادمة مع آسيا.

جاءت تصريحات تشو في مناظرة يوم الجمعة الماضي في حفل إطلاق كتاب بعنوان "حرب الصين القادمة مع آسيا" كتبه الباحث البلجيكي جونثان هولسلاج.

وقال "لأن جوهر الكتاب يدور حول ما إذا كانت المصالح الأساسية للصين تتعارض مع فكرة التنمية السلمية، فإنه يجب علينا أولا وقبل كل شيء أن نتحلى بالوضوح حول ماهية المصالح الاساسية للصين."

وأضاف أن الصين لديها تعريف واضح في "الكتاب الأبيض بشأن التنمية السلمية للصين" حول مصالحها الاساسية، وهي في الاساس، "سيادة الدولة والأمن القومي وسلامة اراضيها وإعادة التوحيد الوطني والنظام السياسي الصيني القائم على اساس الدستور والاستقرار الاجتماعي الشامل والمبادئ الاساسية لحماية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. "

واشار إلى أنه لا يمكن لأي دولة بالعالم أن تتهاون في انتهاك دول خارجية لسيادتها أو أمنها أو سلامة اراضيها أو نظامها الدستوري واستقرارها الاجتماعي وإلا فلن تتمكن أي دولة في العالم من تحقيق تنميتها السلمية.

علاوة على ذلك، دحض تشو المزاعم غير المنطقية للباحث بأن نزاعات الصين على الأراضي مع بعض الجيران هي "الخطر الذي سيؤدي إلى اندلاع الحرب."

وأضاف "لأن الاستاذ هولسلاج يدرس التاريخ الدبلوماسي للصين، فيجب عليه أن يعرف أنه في عام 1949 عندما حل الحزب الشيوعي الصيني محل حزب الكومينتانغ باعتباره الحزب الحاكم، كان للصين نزاعات على الاراضي مع جيرانها كافة. واستطاعت الحكومة تسوية الخلافات عبر المفاوضات الدبلوماسية مع 12 جارة من إجمالي 14"، مستطردا إنه "لا يوجد اثبات في التاريخ بأن الصين غير قادرة على حل النزاعات وأنها سيتحتم عليها اللجوء للحرب."

ومضى قائلا "سواء وفقا للحقائق التاريخية أو إنطلاقا من موقف الصين بشأن النزاعات على الأراضي، سيكون من الظالم أن نحكم بأن مصالح الصين الاساسية ستتسبب حتما في اندلاع صراع مع دول الجوار ناهيك عن آسيا."

كما أضاف السفير الصيني أن الوضع في آسيا أكثر سلمية واستقرارا من المناطق الأخرى بالعالم وأن التعاون الاقتصادي بين الصين والدول الآسيوية الأخرى أكثر فاعلية.

وفيما يتعلق بالتحول في نموذج سياسة القوى الكبرى، قال إنه متفائل أكثر من الاستاذ هولسلاج لأن الناس يعيشون في زمن العولمة والتكنولوجيا الفائقة وهو مختلف تماما عن حقبة الحربين العالميتين الاولى والثانية.

واشار "النمط الجديد من العلاقة بين القوى الكبرى والذي اقترحه الرئيس الصيني شي جين بينغ يرسم مسارا يمكن للقوى الصاعدة والقوى القائمة أن يحققا فيه سيناريو مربح للطرفين عبر التعاون. وقد لاقت مبادرات شي جين بينغ موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما."

وخلال النقاش، اعتبر تشو أن عنوان الكتاب "الملفت للنظر" و"المثير" صيغ من أجل أن يحقق الكتاب جذبا أكبر حتى إذا كان العنوان بعيدا عن الحقيقة.

وأشار "ولهذا فإنني سأقترح على الباحث أن يضع علامة استفهام للعنوان عندما يتم طباعته ثانية للطبعة الثانية. ليكون موضوعيا أكثر ويحمل في طياته اتجاها حرا ذي قيمة يجعل قيمته أكبر لدى الباحث."

واجتذب حفل إطلاق الكتاب عشرات الباحثين والمسؤولين من الصين وأوروبا. كما عرض المؤلف كتابه بايجاز خلال الحفل.