مقالة خاصة: من "صنع في الصين" الى "شيدته الصين", ازدهار صناعة السكك الحديدية الصينية

 بكين 26 فبراير 2015 /على مدار العقدين الماضيين, نعم المواطنون خارج الصين بحياة يومية اكثر سهولة بفضل المنتجات الرخيصة ذات الجودة التي تحمل شعار "صنع في الصين". وستتوطد تلك المشاعر اكثر حيث من المقرر ان تجعل مشروعات السكك الحديدية التي تحمل شعار "شيدتها الصين", ارتياد وسائل المواصلات العامة تجربة اكثر راحة في العديد من الدول.

مشروعات سكك حديدية كبرى أقامتها الصين بالخارج في 2014, اكتمل بناء اول مشروع للسكك الحديدية فائقة السرعة تقيمه شركات صينية خارج الصين, في تركيا. ويربط الخط الذي يبلغ طوله 533 كيلومترا, بسرعة تصل الى 250 كيلومتر في الساعة, العاصمة التركية انقرة باكثر مدن البلاد اكتظاظا بالسكان اسطنبول. وخلال العام نفسه, أضيفت اللمسات الاخيرة على مشروع سكك حديدية بطول 1344 كيلومترا يمر عبر ارجاء انجولا في قارة افريقيا وبدأ تشغيله. ويتميز الخط الذي اقامته شركة الصين لبناء السكك الحديدية, بأعلى سرعة للسفر في البلاد كما يمثل ممرا اقتصاديا هاما هناك. وأبرمت الصين في مايو اتفاقا لبناء خط سكك حديدية بقيمة 3.8 مليار دولار يربط بين مدينتي مومباسا ونيروبي الكينيتين كمرحلة اولى من الخط الذي سيربط عند اكماله اوغندا ورواندا وبوروندي وجنوب السودان. وبموجب الاتفاق, سيقدم اكسيم بانك الصيني 90 بالمئة من تكلفة المشروع الذي سيحل محل خط بني خلال عصر الاستعمار البريطاني قبل عقود وبطول 609.3 كيلومتر فيما ستمول كينيا النسبة الباقية. كما شهدت نيجيريا واثيوبيا تقدما مطردا في مشروعات السكك الحديدية التي اقامتها شركات صينية. وعند اكمال تنفيذها. ستكون تلك السكك الحديدية عمودا فقريا لمنظومة المواصلات العامة المحلية ومكونا رئيسيا للنمو. والى جانب دورها الريادي في بناء مشروعات السكك الحديدية في دول مختلفة, صنعت صناعة السكك الحديدية الصينية اسما اكثر بروزا في سوق القطارات. فالقطارات التي صنعتها الصين تدور على طريق "ميتر" للركاب في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس منذ ثلاثة اشهر تقريبا. وقالت الرئيسة الارجنتينية كريستينا فيرنانديز عند دخول الدفعة الاولى من القطارات الالكترونية البالغ عددها 12 من اصل 30 والتي صنعتها شركة سي اس ار لصناعة القطارات البارزة في الصين, الخدمة في نوفمبر "فخورون للغاية بأن الركاب يحظون بالاحترام مجددا اثناء تنقلهم داخل الارجنتين". وسيكون هناك 709 قطارات تصنعها الصين تعمل في بيونس ايرس وتنقل ملايين الاشخاص في المدينة والمدن المجاورة لها, عند اكتمال المشروع. كما ستعمل القطارات التي صنعتها الصين في مقدونيا بأوروبا التي ابرمت اتفاقا مع الصين في يونيو لشراء 6 اساطيل عربات من القطارات فائقة السرعة.

دبلوماسية السكك الحديدية الفائقة السرعة أصبح تعزيز صناعة السكك الحديدية الصينية في الخارج مهمة مضافة للدبلوماسية الصينية مؤخرا كما بدا في جهود رئيس مجلس الدولة (رئيس مجلس الوزراء ) لي كه تشيانغ الشاملة خلال زياراته الخارجية العديدة لإلقاء الضوء على تكنولوجيا السكك الحديدية فائقة السرعة التي تتمتع بها البلاد. فخلال زيارته لتايلاند في اكتوبر 2013, تناقلت وسائل الاعلام حول العالم كلمة لي التي القاها امام البرلمان التايلاندي وركزت العديد منها على "ترويج المبيعات" نيابة عن صناعة السكك الحديدية الصينية التي تطمح لإبرام اتفاقات أعمال بالخارج. وبعد ذلك شهر عندما ألقى كلمة امام منتدى بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا في بوخارست, أكد الزعيم الصيني ايضا على ميزات المعدات والتكنولوجيا التي تتمتع بها السكك الحديدية الصينية. وفي مايو 2014, قال لي خلال كلمته التي ألقاها بمقر الاتحاد الافريقي في اثيوبيا إن الصين ستشارك بفاعلية في مشروعات البنية الاساسية في القارة وستقيم مركزا للبحوث في السكك الحديدية فائقة السرعة هناك. وفي يونيو 2014, عندما قام بزيارة بريطانيا, قال رئيس مجلس الدولة الصيني إنه يتعين على البلدين تعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة النووية ومشروعات السكك الحديدية الفائقة السرعة.

التعاون ذو المنفعة المتبادلة يقول مراقبون إن السكك الحديدية فائقة السرعة اصبحت بالفعل جزءا هاما من الدبلوماسية الصينية التي قد تترك إرثا يقارن بدبلوماسية بينج بونج ودبلوماسية الباندا خلال العقود الماضية. وان اقامة سكك حديدية بالخارج وتصدير تكنولوجياتها ومعداتها هو وضع مربح لكل من الصين وشركائها الاجانب لأن ذلك التعاون سوف يسهل مساعي الصين للارتقاء باقتصادها الوطني وسيسمح في الوقت ذاته للدول الشركاء بالتمتع بكل منافع تلك المشروعات بتكلفة اقل.