بقلم/ الاستاذ تانغ تجي تزان، باحث في مركز الدراسات الدولية التابع لوكالة الانباء شينخوا
ازداد الوضع توترا في اليمن في الآونة الأخيرة ، بعد أن استولت جماعة الحوثيين المسلحة على القصر الرئاسي يوم 19 يناير، ثم اعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد وقت قصير من استقالة حكومة الكفاءات برئاسة خالد محفوظ بحاح. وفي وقت لاحق، وبسبب انهيار المفاوضات، أعلنت جماعة الحوثيين المسلحة يوم 6 فبراير الجاري عن تشكيل دستور من جانب واحد ، قضى بحل البرلمان، وتشكيل مجلس وطني انتقالي، يتولى اختيار مجلس رئاسية ، وتعيين حكومة من الكفاءات، ما زاد من تدهور الوضع في اليمن.
ويعتبر ما أقدمت عليه جماعة الحوثيين المسلحة من خطوات تصعيدية أحادية الجانب انقلابا تاما على النظام السياسي القائم في اليمن، وكسرا للتوازن السياسي بين الفصائل، ما يؤدي الى انقسام اليمن مرة اخرى.
أولا، تعزيز انشطة الانفصاليين في الجنوب
اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ آلاف السنين. وبعد الاحتلال البريطاني للمنطقة الجنوبية في عام 1934،قسم اليمن الى الشمال والجنوب. وفي سبتمبر عام 1962، قام المشير عبد الله السلال قائد " ضباط الاحرار" بالانقلاب على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. وفي نوفمبر 1967، تم الإعلان عن استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني وتأسيس دولة مستقلة. وفي يوم 22 مايو 1990، جاء إعادة تحقيق وحدة اليمن اخيرا، وإنشاء الجمهورية اليمنية. وبعد اربع سنوات، تم تقسيم اليمن مرة اخرى بسبب تكثيف الصراعات والحرب الاهلية بين قادة الجانبين الشمالي والجنوبي. بعد ستة اشهر تم اعادة توحيد اليمن بسبب هزيمة الجيش الجنوبي.ومع ذلك، لم تتوقف " حركة الاستقلال " الجنوب عن الانشطة الانفصالية.وهذه المرة ،وبعد استيلاء جماعة الحوثيين المسلحة على السلطة في جزء الشمالي ، اعلن المسؤول عن اربع محافظات عدن ولحج والضالع وابين في المنطقة الجنوبية بصراحة، عدم تلبية أي تعليمات عسكرية تأتي من صنعاء.
ثانيا، تكثير الصراع بين القبائل السنية والشيعية في الشمال يؤدي إلى التفكك الاجتماعي
اليمن بلد متعدد القبائل وكل قبيلة تعتبر نفسها مملكة مستقلة، حتى ان سلطة القبيلة تطغى على الحكومة المركزية. وتنتمي جماعة الحوثيين الى قبائل الشيعة المسلحة ممثلة في شمال اليمن، كما يقطن المنطقة الشمالية ايضا حاشد اكبر قبيلة سنية وبعض العشائر السنية الاخرى. ومن المتوقع أن لا تستسلم القبائل السنية الى جماعة الحوثيين الشيعة المسلحين. وبالتأكيد سوف يعزز سقوط الحكومة المركزية امراء الحرب في كل مكان، والهيمنة القبلية، وبالتالي تسريع من عملية تقسيم اليمن.
ثالثا، تحول اليمن الى ملعب مباراة بين المذهبين الإسلاميين الكبيرين السنة والشيعة
يعتقد بعض المحللين أن استمرار صعود جماعة الحوثيين المسلحة لا ينفصل مع الدعم الايراني اكبر دولة شيعية. وفي هذا الصدد، لن تجلس السعودية اكبر دولة سنية مكتوفة الايدي، ففي نوفمبر 2009،ارسلت السعودية قوات عسكرية الى شمال اليمن للمشاركة في الحرب ضد جماعة الحوثيين المسلحة. وتعتقد احد وسائل الاعلام البريطانية أن الحرب بين جماعة الحوثيين المسلحة والحكومة المركزية، هي في الحقيقة " حرب بالوكالة" بين السعودية وايران. وهنا ، يمكن أن نتنبأ زيادة تكثيف المباراة بين السعودية وايران.
إن الازمة السياسية الجديدة في اليمن بسبب استيلاء جماعة الحوثيين المسلحة على السلطة، سوف تؤثر بشكل مباشر على استقرار الوضع في الشرق الاوسط والحرب العالمية على الإرهاب. لذا، ينبغي المجتمع الدولي أن يهتم كثيرا بتطورات الوضع في اليمن مستقبلا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn