عمان 8 فبراير 2015 / اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بأن المنطقة وشعوبها تقود حرباً ضد التنظيمات الإرهابية، بهدف حماية الدين الإسلامي الحنيف والقيم والمبادىء الإنسانية، ما يتطلب تكثيف جهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية في سبيل ذلك.
جاء ذلك خلال لقاء موسع، اليوم (الأحد)، مع الأمير تشارلز، أمير ويلز، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، ضمن جولة له في المنطقة حضره كبار المسؤولين ، جرى استعراض مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا الجهود المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، التي تهدد الأمن والسلم العالميين.
وقال بيان للديوان الملكي الاردني إن الملك عبد الله الثاني والأمير تشارلز اعربا ، خلال لقاء ثنائي جرى في قصر الحسينية، عن اعتزازهما بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجية بين الأردن والمملكة المتحدة، ومتانتها في مختلف المجالات.
وتم التأكيد على الاهتمام المشترك بتوطيد العلاقات بين الأردن ومؤسسة تشارلز الخيرية، وبما يحقق المصالح المشتركة ويوسع مجالات التعاون.
من جانبه، أعرب الأمير تشارلز عن تعازيه ومواساته للملك والشعب الأردني باستشهاد الطيار معاذ الكساسبة، شهيد الوطن مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الأردن في هذه الظروف، ودعمه ومساندته لجهود المملكة في التصدي لخطر الإرهاب.
كما جرى، خلال اللقاء، بحث مساعي تحقيق السلام في المنطقة، ومستجدات الوضع على الساحة السورية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين.
وفيما يتعلق بأزمة اللجوء السوري، استعرض الملك عبد الله الثاني الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن في التعامل مع هذه الأزمة، وما تقدمه المملكة من خدمات إنسانية وإغاثية للاجئين السوريين بشكل يفوق إمكاناتها ومواردها المحدودة، ما يتطلب تكثيف المجتمع الدولي لدعمه للأردن وقدراته في هذا المجال.
وثمن الدعم الذي تقدمه بريطانيا والمشاريع التي تنفذها مؤسسة تشارلز الخيرية في سبيل تمكين المملكة من الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئين السوريين.
من جهته، أعرب الأمير تشارلز عن تقديره للدور الكبير الذي يبذله الأردن، في التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة، وما يقدمه من خدمات للاجئين السوريين على أراضيه.
يشار إلى أن عددا من المؤسسات الأردنية ترتبط مع مؤسسة تشارلز الخيرية بمذكرات تفاهم، بما يمثل مظلة لتبادل الخبرات والمعرفة، وتنفيذ عدد من مشاريع القيادة وريادة الأعمال لدى الشباب.
على صعيد متصل حضر الملك عبد الله الثاني والأمير تشارلز، بعد المباحثات، جانبا من اجتماع ضم عدداً من كبار القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم، تم خلاله التأكيد على أهمية الحوار بين الديانات في ترسيخ القواسم المشتركة وقيم التسامح والتآخي بين مختلف الأديان والشعوب.
كما شدد المشاركون، في الاجتماع، على أهمية الدفاع عن الصورة السمحة للدين الإسلامي، وحمايته من تنظيم داعش الإرهابي، "خوارج هذا العصر"، الذين يشوهون الدين بتصرفاتهم وأفعالهم الهمجية اللاإنسانية، والتي لا تمت إلى الإسلام بصلة، جملة وتفصيلاً.
وأكد العاهل الاردني ، خلال الاجتماع، أهمية مواجهة التحديات التي تعترض سبل تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، من خلال تكثيف التعاون والعمل بين مختلف أتباع الأديان لمواجهة خطر الإرهاب.
وشدد على أن حادثة استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة "توحدنا بشكل أقوى، لأن الحرب التي نشنها تهدف لحماية ديننا، وقيمنا ومبادئنا الإنسانية".
بدوره، قال الأمير تشارلز " لطالما قدرت الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن لإيجاد طرق عملية ليكون التراحم والتعاطف والمحبة الأساس في التعامل بين أتباع الأديان".
وأضاف "أود أن أعبر أيضاً عن تقديري للشعب الأردني، الذين وفروا ملجأً آمناً للهاربين من العنف والاضطهاد، الأمر الذي منحهم أملاً بالمستقبل. كما أن لقاء اليوم يثبت للعالم بأن القيم المشتركة بيننا هي أعظم بكثير من الفوارق".
يشار الى ان المملكة المتحدة اعلنت عن تقديم 100 مليون جنيه استرليني إضافية دعما للدول المستضيفة للاجئين السوريين، ومن بينها الأردن، لتمكينها من القيام بواجباتها لتوفير بيئة آمنة لهم.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn