بعد أن سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم الاجزاء الغربية والشمالية من العراق، أعلن مؤخرا أن هدفه القادم هى المدينة المنورة ومكة المكرمة ،اهم مدينة مقدسة واهم خزان نفط في السعودية. وقد قررت الاخيرة بناء " سور عظيم"، وحفر خندق، بطول 600 ميل، على طول الحدود مع العراق، في محاولة لعزل نفسها عن الفوضى التي تجتاح جيرانها. و كانت السعودية قد اقترحت فكرة بناء " سور عظيم" حدودي عندما اشتدت الحرب الاهلية في العراق في عام 2006، إلا أنه لم يتم بنائه فعليا،لكن مع تزايد نمو تنظيم " الدولة الاسلامية" في العراق اضطرت السعودية الى بدء بنائه في نهاية العام الماضي.
ويعتقد المحللون أن بناء السعودية "سور عظيم " وانتهاج سياسة العزلة المادية قد يحقق تأثيرا معينا، لكن لا يمكن أن يكون له دورا مهما في منع اختراق الارهابيين.وفي الواقع، ليس هذا هو "سور عظيم" الوحيد الذي اختارت السعودية تطويق نفسها به، حيث أقامت المملكة أيضًا حاجزًا على طول أجزاء من حدودها الممتدة على 1100 كلم مع اليمن في الجنوب.
فوز صعب للدفاع السلبي
بنت السعودية " سورا عظيما" في المنطقة الشمالية مركبا من 5 طبقات يشمل أبراج مراقبة و انظمة الرؤية الليلية، رادارات وطائرات هليكوبتر،فضلا عن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى المنطقة الحدودية . ومن المنظور العسكري، بناء "سور عظيم" له معنى ايجابي للتحصينات المحلية، يمكن أن يمنع تسلل عناصر إرهابية مسلحة و نقل تنظيم " الدولة الاسلامية" الاسلحة الثقيلة الى السعودية، وإحباط الهجمات المسلحة. ولكن يعتقد المحللون، أن بناء سور للدفاع ينبغي أن يكون نوعا من العمليات التعويضية بالاضافة الى الاستراتيجية العسكرية النشطة، ولا يمكن تحقيق النصر عن طريق نهج سياسة الدفاع السلبي.
الوقاية من الداخل أهم من الحماية عن الخارج
يعتقد هامل احد محللين معهد الدراسات الامنية في الشرق الاوسط، أن السعودية تتخذ طريقة استخدمت في القرن الـ 19 لحل مشكلة في القرن الـ 21. حيث نعيش اليوم في عصر باتت فيه التبادلات والتواصل من خلال شبكة الانترنيت والهاتف وغيرها من وسائل الاتصال سريع وسهل جدا، كما توفر الطائرات والسفن، القطارات ووسائل النقل الاخرى الراحة التامة لتدفق السريع للافراد، لذا، فإن بناء جدار في منطقة ما لمنع تسلل الارهابيين وسيلة متخلفة.
وفي ظل استمرار تمدد تنظيم " الدولة الاسلامية" في العالم، ووقوع هجمات ارهابية في اوروبا وأماكن اخرى، فإن بناء " سور عظيم" لاحتواء نمو الارهاب، والحماية من هجمات 'ذئب وحيد'اصبح موضوعا وطنيا جديدا في مكافحة الارهاب.وإن السعودية ليست استثناءا، فقد بات التفكير في كيفية وقاية المنزل من تمدد الفكر الارهابي، والحماية من الهجمات الارهابية من الداخل قضية اكثر الحاحا عن قبل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn