التجار المسلمين يسيطرون على صناعة اليشم في بكين خلال عهدي مينغ وتشينغ

4 فبراير 2015 /  اشتهرت مدينة بكين بصناعة اليشم خلال عهد أسرتي مينغ وتشينغ الامبراطوريتين، وكانت تعد مركزا وطنيا لتصنيع وتجارة منتجات اليشم ولها تأثيرات في الأسواق الخارجية.

وعُرفت صناعة اليشم في بكين القديمة أيضا باسم صناعة البضائع الحمراء، لتمييزها من صناعة البضائع الصفراء (صناعة الذهب) وصناعة البضائع البيضاء (صناعة الفضة). وكان من أهم أسواق اليشم ببكين في عهد أسرة تشينغ شارع لانغ فانغ لمنتجات اليشم جنوب البوابة الأمامية (بوابة جينغيانغ) وشارع سوق الزهور الشرقي بالقرب من بوابة تشونغون. وكان السوق الأول يخدم كبار الشخصيات والنبلاء بصورة رئيسة، وتباع فيه منتجات اليشم ذات الجودة الأعلى. وأما الأخير فكان أكبر نطاق من الأول ويخدم بشكل عام التجار من أنحاء العالم. وكانت منتجات اليشم التي تباع في شارع سوق الزهور أكثر تنوعا ويمكن تصنيعها في الموقع.

ويُعتقد عموما أن سوق اليشم في حي شارع سوق الزهور كان أساس صناعة اليشم في بكين القديمة ويعتبر أفضل مكان لممارسة أعمال تجارية. وكانت العديد من "الورش الداخلية" موجودة في عدة أزقة بهذا الحي ويديرها صانعون ماهرون. وكانت شهرتهم ومهاراتهم تجذب تجارا من كوريا وتايلاند وغيرها لشراء منتجات اليشم منهم.

وجدير بالذكر أن أكثر من 70% من تجار اليشم في بكين القديمة كانوا مسلمين، وكثيرون منهم تعود أصولهم إلى أسر الحرفيين في آسيا الوسطى. وعلاوة على ذلك، كانوا منضبطين ومتميزين في إدارة الأعمال. وصناعة اليشم كانت معروفة بارتفاع الدخل وحرية التحرك لمَنْ يعملون فيها، واذا تراخى التاجر في ضبط نفسه، فمن السهل أن تستعبده المتعة ويفلس ويخسر أصوله كاملة. وبالاضافة إلى ذلك، كان العمل في صناعة اليشم يحتاج الى المزيد من المال ليتطور سريعا لذلك لا يكمن للعامين في هذا المجال الاستغناء عن الاتصال الوثيق والتعاون مع بعضهم البعض.