الصين تفكر في تحسين هيكل صناعة الفحم وسط تراجع إنتاج القطاع

بكين 31 يناير 2015 /تعرضت صناعة الفحم الصينية لموسم ركود مع تسجيل إجمالي حجم الإنتاج في القطاع تراجعا قياسيا في عام 2014 . ويسعى القطاع والحكومة سويا للارتقاء بالهيكل الصناعي وإيجاد اتجاه نمو جديد وسط "وضع النمو الطبيعي الجديد" للاقتصاد الصيني.

وذكر تقرير صناعي أصدرته الجمعية الوطنية للفحم يوم الخميس أن حجم إنتاج الفحم في عام 2014 انخفض بنسبة 2.5 في المائة مسجلا أول تراجع منذ عام 2000 .

وبحسب الجمعية، فقد تعرضت أكثر من 70 في المائة من شركات قطاع الفحم لخسائر في العام المنصرم .

وأشار جيانغ تشي مين، نائب رئيس الجمعية، إلى أن الطلب الضعيف والطاقة المفرطة وأسعار الواردات الرخيصة أدت إلى تفاقم المشاكل في القطاع ، مع أن طاقة إنتاج الفحم في الصين تجاوزت 4 مليارات طن مع مليار طن آخر قيد البناء .

وفي هذا الصدد، لم تحمل وكالة فيتش، وهي مؤسسة دولية للتصنيف الائتماني ، أي أمل في حدوث تحسن ملحوظ وفعال في أسعار الفحم هذا العام ، إذ أن استثمارات قدرة الإنتاج الكبيرة لسنوات الطفرة السابقة لم تعالج كلها بعد، بينما يستمر الطلب المحلي في التراجع.

ووصفت الوكالة عام 2014 بأنه عام صعب لصناع الفحم في الصين، مع تراجع الأسعار بحوالي 20 في المائة.

وفي الوقت نفسه، وصل مخزون الفحم لدى المناجم إلى حوالي 87 مليون طن بزيادة 2.6 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، بينما كان الأمر الأسوأ هو أن 95 مليون طن من الفحم تكدست في محطات توليد الطاقة وانتظرت الإحراق ، وذلك بزيادة 17 في المائة عن السنة السابقة، كما سجلت شركات الفحم الرئيسية أرباحا بـ110 مليارات يوان ( 18 مليار دولار أمريكي) في الشهور الـ11 الأولى عام 2014 ، بانخفاض 44.4 في المائة.

وفي السياق ذاته أشار تشانغ هونغ، وهو محلل ونائب سكرتير الجمعية الوطنية للفحم ، إلى أن الصداع الناتج عن العرض المفرط لن يزول في وقت قريب، وسيتحمل القطاع كله ضغوطا كبيرة في العام الجاري.

وذكر تشانغ أن " الطلب يتباطأ، ولم تُعالج طاقة الإنتاج المفرطة بعد، كما ستتصدر القيود البيئية بشكل دائم عناوين الصحف في ظل تحويل البلاد حاليا نمط النمو الاقتصادي ".

الجدير بالذكر أن الحكومة سعت إلى تطوير طاقات متجددة أكثر على حساب الفحم على المدى الطويل، ومن المقرر أن ينخفض حجم استهلاك الفحم الحراري.

وتمتلك الصين ثالث أكبر مخزون من الفحم في العالم بينما تفتقر للنفط والغاز. كما استهلكت الصين باعتبارها أكبر مستهلك للفحم في العالم حوالي إجمالي ما استهلكته بقية دول العالم . ويشكل الفحم قرابة 70 في المائة من الطاقات في الصين ، لتصبح النسبة أعلى بكثير من الرقم المسجل في الدول المتقدمة التي تستخدم الطاقات النظيفة مثل النفط والغاز الطبيعي .

وفي هذا الصدد، ستواجه الصين وضع النمو الاقتصادي الطبيعي الجديد والتعديل الهيكلي في عام 2015 . كما ستعدل الدولة إجمالي حجم استهلاك الطاقة وتخفض معدل استهلاك الفحم وتحسن هيكل الطاقة، ومن المتوقع ان يواجه حجم الطلب على الفحم مزيدا من الانخفاض .

وأشار تشانغ هونغ إلى أن قطاع الفحم سيواجه مراحل متتالية تتمثل في خفض نمو الطلب، ومعالجة طاقة الإنتاج والمخزونات المفرطة ، والاهتمام بحماية البيئة ، والتركيز على تغيير الهيكل الصناعي وتحويل نمط النمو .

ورأى تشانغ ضرورة تحسين الهيكل الصناعي في القطاع ، كما من الضروري ان يحفز تحويل نمط نمو القطاع من زيادة سرعة وحجم الإنتاج فقط إلى الارتقاء بنوعيته والفعالية ، كما ينبغي تحويل القطاع من إنتاج وبيع الفحم الخام إلى بيع منتجات الفحم التجارية الجاهزة والنظيفة، علاوة على حفز بناء نظام المعاملات لسوق الفحم.

وأشار جيانغ تشي مين، رئيس الجمعية، إلى أن الأفق المستقبلي لصناعة الفحم الصينية سيصبح واسعا بعد فترة من التعديل الصناعي .

وقال جيانغ إن وضع الفحم لن يتغير كأداة رئيسية للطاقة في البلاد خلال فترة قصيرة، ومن المتوقع أن تستقبل أساليب تطوير واستخدام الفحم تقدما كبيرا بالتماشي مع وضع النمو الاقتصادي الطبيعي الجديد والطلب الجديد على ثورة الطاقات في البلاد ".