بكين 26 يناير 2015 / ربما يكون الرئيس الامريكي باراك اوباما أحد أهم الضيوف الذين يحضرون العرض العسكري الذي اقيم بمناسبة يوم الجمهورية في الهند, إلا انه من غير المتوقع ان يؤثر تواجده هناك هذه المرة بدرجة كبيرة على العلاقات الصينية الهندية القائمة منذ فترة طويلة.
وفي حين ذهب كثيرون بعيدا بتفسير تواجده هناك باعتباره رمزا لعلاقات صداقة أوثق بين واشنطن ونيودلهي, تمادت قلة, ممن تسيطر على عقولهم الاوهام المبالغ فيها بحدوث"مواجهة لا يمكن تجنبها" بين الصين والولايات المتحدة, لتتكهن بالاثار الضمنية لزيارة اوباما على العلاقات بين الصين والهند.
ويقولون ان الولايات المتحدة تريد ان تجعل نفسها فى وضع افضل فى ابرام الصفقات مع الصين بكسب ود الهند.
وكما ان الامر يعود للهنود ليقرروا اذا ما كانت مثل تلك الاراء تبدو اطراء او اهانة, فالاغلب ان الامر يعود للجارتين الاسيويتين لتقرير مصير علاقاتهما الثنائية.
بالفعل هناك خلافات بين الصين والهند, ابرزها يتعلق بنزاعاتهما الحدودية.
الا انه بعيدا عن اعلان الصين المتكرر عزمها تسوية النزاعات الحدودية مع الهند سلميا خلال وقت مبكر, هناك قضايا اخرى ربما تشير الى نمو العلاقات بين بكين ونيودلهي, كان اخرها الاحتفالات المشتركة بالعام الجديد التي اقامها الجانبان على منطقة حدودية في اول ايام العام.
وشهد العام 2014 التبادلات الاكثر تواترا للزيارات رفيعة المستوى بين الجارتين منذ 60 عاما تقريبا, كان على رأسها زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للهند في منتصف سبتمبر.
وارتفعت الامال بشأن العلاقات الثنائية في مايو 2013 عندما زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الهند في اولى محطات جولته الخارجية الاولى منذ توليه منصبه.
وتجمع بين اكبر بلدين من حيث الكثافة السكانية وايضا اكبر اقتصادين صاعدين في العالم، رغم خلافاتهما, مصالح متبادلة بطرق عديدة مختلفة ما يجعلهما شريكين طبيعيين في العديد من المجالات المختلفة.
وتتمتع الصين التى توصف بانها اكبر مصنع فى العالم والهند التى تعتبر اكبر مقدم للخدمات عالميا, بامكانات اقتصادية ضخمة للتعاون في مجالات الاستثمار والخدمات المالية والتكنولوجيا المتطورة.
والصين والهند عضوان في كتلة البريكس التي تضم خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا, ولذا بامكانهما التعاون والتنسيق عن قرب داخل اطر العمل الاقليمى لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية وبذل الجهود المشتركة ليكون هناك قول اكبر للاقتصادات الصاعدة في الكيانات العالمية التي تسيطر عليها الاقتصادات المتقدمة منذ تأسيسها.
ويمكن للجارتين ايضا دعم كل منهما الاخر فى الساحة السياسية العالمية حيث انه بينهما مصالح مشتركة وبينهما تطابق فى الرأى فى العديد من القضايا الكبرى.
ومن اجل ذلك كله, فربما تكون زيارة اوباما الحالية للهند قد نجحت في دفع العلاقة الامريكية الهندية قدما. الا انه من الصعب ان تغير الواقع الذي يقول ان الهند تحتاج للصين ايضا كشريك هام للتعاون.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn