الصين تنعي العاهل السعودي الملك عبد الله وتشيد بإسهاماته في تنمية العلاقات بين البلدين

شي يهنئ الملك السعودي الجديد على تولي العرش

تقرير إخباري : العاهل السعودي الملك عبدالله الراحل والصين

شي يقدم التعازي في وفاة الملك السعودي

وزارة الخارجية الصينية: العاهل السعودي الراحل كان صديقا صدوقا للشعب الصيني

بقلم هاشم وانغ

بكين 23 يناير 2015 /يقدم الجانب الصيني خالص تعازيه في وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ويعرب عن عميق مواساته للشعب السعودي، حسبما ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي عقد اليوم (الجمعة).

وأضافت المتحدثة أن "العاهل السعودي عبد الله كان صديقا حميما للشعب الصيني وأسهم في تنمية العلاقات بين البلدين" .

إن الصين تربطها علاقات وثيقة بالمملكة العربية السعودية وشهدت العلاقات الثنائية منذ تأسيسها عام 1990 تطورا سريعا. وكان الملك عبد الله يولى اهتماما كبيرا بتطوير العلاقات مع الصين حيث طرح، خلال فترة حكمه، الإستراتيجية الآسيوية لتعزيز العلاقات مع الدول في شرق آسيا، وخاصة مع الصين.

وفي يناير 2006، قام الملك عبد الله بزيارة للصين، ليصبح أول ملك سعودي يقوم بزيارة للصين على مدار التاريخ. وكان للسعودية مواقف جليلة من بينها ما قدمته من مساعدات للمناطق المتضررة من زلزال ضرب سيتشوان بجنوب غرب الصين في عام 2008 حيث قدمت مساعدات نقدية تجاوزت قيمتها 50 مليون دولار ومساعدات مادية قيمته 10 ملايين دولار. وعقب الهجوم الإرهابي الذي وقع في كونمينغ عاصمة مقاطعة يوننان الصينية في عام 2014، قدمت الحكومة السعودية التعازي للشعب الصيني وعائلات

الضحايا.

وفي مارس عام 2014، قام الملك سلمان، الذي كان آنذاك نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السعودي، بزيارة رسمية للصين بغية تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين, والتقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ.

وقد شهد حجم التبادل التجاري بين الصين والسعودية نموا سريعا ومستمرا في السنوات الأخيرة، إذ تعد السعودية أكبر مورد للبترول الخام بالنسبة للصين، فيما تعد الصين إحدى أهم المقاصد للواردات السعودية.

وأظهرت الأرقام الإحصائية الصادرة عن الجمارك الصينية أن حجم التجارة بين الصين والسعودية بلغ 77.2 مليار دولار أمريكي في عام 2013، حيث باتت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط للسنة الـ12على التوالي.

ونظرا لكون السعودية من كبرى دول العالم المنتجة للنفط، فقد شهدت أسعار النفط في السوق العالمية ارتفاعا فور صدور نبأ وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله حيث وصلت نسبة الارتفاع إلى 3.1 % في بورصة نيويورك و2.22 % في المعاملات الآسيوية لتبلغ 47.34 دولار للبرميل. ويأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه أسعار النفط في السوق العالمية انخفاضا حاديا مؤخرا.

ويرى المحللون الصينيون أن الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود سيواصل بعد مبايعته تنفيذ السياسات النفطية التي كان ينتهجها الملك الراحل عبد الله وتتمثل في حفاظ السعودية على حصتها في سوق النفط عن طريق الإبقاء على الإنتاج النفطي كما هو والأسعار عند مستوى منخفض.

إن السعودية دولة هامة ومؤثرة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وتلعب دورا كبيرا في قضايا المنطقة مثل الأزمة السورية، والعلاقات مع إيران، ومكافحة الإرهاب. ويعرب المحللون عن اعتقادهم بأن السياسات الخارجية للسعودية لن تشهد على الأرجح تغييرا كبيرا مستقبلا .