تعليق: اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسويسرا تضع نموذجا للتعاون بين الصين والاتحاد الاوروبي

بكين 23 يناير 2015 / حققت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسويسرا منافع ملموسة لكلا البلدين ووضعت نموذجا يحتذى به في التعاون بين الصين والاتحاد الاوروبي.

وخلال لقائه برئيس الاتحاد السويسري سيمونيتا سوماروجا في منتجع دافوس للتزلج بسويسرا يوم الأربعاء الماضي, قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إنه يتعين على كلا الجانبين تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة وتوسيع اطار الاستثمارات الثنائية وتعميق التعاون في الصناعات المتطورة وتحديث الزراعة من اجل منفعة البلدين.

وقد أصبحت سويسرا اول شريك للتجارة الحرة مع الصين في الاقتصادات الرائدة العشرين بالعالم. ووفقا لاتفاقية التجارة الحرة, يتم اعفاء كل الصادرات الصينية تقريبا للدولة الاوروبية من الرسوم الجمركية بينما يتم اعفاء نحو 85 بالمائة من الصادرات السويسرية للصين من الرسوم.

ولا شك ان اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حققت انجازات مثمرة. وبموجب اطار عمل الاتفاقية، فسويسرا وصناعاتها التنافسية, ومنها الدواء والمعدات وصناعة الساعات والسياحة, تستفيد من السوق الصينية الكبيرة.

وفي الوقت ذاته, تستورد الصين التكنولوجيا المتطورة من سويسرا وهو ما ساعدها في تسريع وتيرة التحول والارتقاء الصناعي في الوقت الذي يستمتع فيه المستهلكون الصينيون بمنتجات سويسرية اكثر بدون رسوم جمركية.

وبحسب الاحصاءات, فقد زادت التجارة الثنائية باطراد وتم تحسين الهيكل التجاري. وخلال الفترة من يناير الى نوفمبر 2014, بلغ حجم التجارة الثنائية 38.86 مليار دولار.

وتمثل اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسويسرا نموذجا للتعاون الاقتصادي بين الصين واوروبا بأسرها.

وقد دخلت الصين والاتحاد الاوروبي, وهما اقتصادان عملاقان عالميان, في سلسلة من النزاعات التجارية. الا ان بكين ملتزمة بحل الخلافات الاقتصادية والتجارية عبر الحوار والمشاورات واعربت عن رغبتها في بدء اجراء دراسة جدوى مشتركة لابرام اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين واوروبا.

والصين, التي تمر بتباطؤ اقتصادي هيكلي, والاتحاد الاوروبي الذي يكافح من اجل التعافي, كل يحتاج الى الآخر.

ومن شأن ابرام اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين والاتحاد الاوروبي, اكبر شريك تجاري للصين, تعزيز التنمية الاقتصادية لكلا الجانبين والمساعدة على نمو الاقتصاد العالمي.

ووقعت كوريا الجنوبية اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي كما ان اليابان ترغب في ذلك. ولذلك فقد حان الوقت للصين والاتحاد الاوروبي, اللذين يمثلان معا نحو 33 بالمائة تقريبا من الاقتصاد العالمي, البدء في اجراء مفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة في اقرب وقت ممكن لإفساح المجال كاملا لمزايا كل منهما. /نهاية الخبر