غزة/رام الله 12 يناير 2015 / تابع الفلسطينيون بفخر شديد عزف نشيدهم الوطني خلال لقاء منتخبهم الأول لكرة القدم أمام اليابان في أول مشاركة رسمية له في نهائيات أمم آسيا 2015 المقامة في استراليا رغم هزيمته برباعية نظيفة.
وحظيت المباراة التي جرت اليوم (الاثنين) بمتابعة واسعة من الفلسطينيين الذين شجعوا منتخبهم بحماس وشغف كبيرين انعكس في التجمع في ساحات وميادين عامة رغم أن اللقاء أقيم في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي لفلسطين.
وفاز منتخب اليابان على نظيره الفلسطيني بأربعة أهداف نظيفة سجلها كل من ياسوهيتو إيندو، وشنجي أوكازاكي، وكيسوكي هوندا، في الدقائق 8 و25 و44 من الشوط الأول، ومايا يوشيدا في الدقيقة 50 من الشوط الثاني.
وظهر خلال اللقاء تفوق خبرات لاعبي "الساموراي" تماما على حماس لاعبي "الفدائي" وهو اللقب الشهير للمنتخب الفلسطيني.
ويلعب المنتخب الفلسطيني في المجموعة الرابعة لنهائيات أمم آسيا إلى جانب كل من اليابان والعراق التي تفوقت اليوم بهدف نظيف على منتخب الأردن في اللقاء الثاني في إطار المجموعة.
وتجمع عشرات الشبان في ساحة (السرايا) الرئيسية وسط مدينة غزة لمتابعة مباراة المنتخب الفلسطيني أمام اليابان منذ ساعات الصباح.
وتابع هؤلاء مجريات المباراة عبر شاشة عرض كبيرة أقيمت بهذا الخصوص وهم يهتفون لمنتخبهم ويرفعون صور لاعبيه والأعلام الفلسطينية.
وأبدي الشاب فارس الجبري (20 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، سعادة كبيرة بمشاركة المنتخب الفلسطيني وما قدمه من مجهود أمام المنتخب الياباني القوي.
وقال الجبري تعقيبا على مجريات اللقاء الأول للمنتخب الفلسطيني "مشاركة مشرفة لكل شعبنا كونها أول مرة نشارك في بطولة كبرى وهو ما يمثل دعما ونصرا للقضية الفلسطينية".
ووجه الشاب محمد المدهون الذي ظل يلوح بالعلم الفلسطيني طوال دقائق المباراة الشكر للاعبي المنتخب الفلسطيني على مجهودهم، مبديا فخره بمساندة المنتخب الفلسطيني في أول مشاركة قارية له.
واعتبر المدهون لـ ((شينخوا))، أن المشاركة الفلسطينية في نهائيات أمام آسيا تمثل "إنجازا عظيما لنا رغم الحصار والإمكانيات الصعبة والمضايقات الإسرائيلية على الرياضة الفلسطينية".
وحرصت مؤسسات محلية على تخصيص شاشات عرض كبيرة لعرض المباراة في مناطق متفرقة من قطاع غزة لمؤازرة المنتخب الوطني والتغلب على أزمة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في القطاع.
كما شهدت المقاهي في مدن ومخيمات غزة إقبالا لافتا من الشبان لمتابعة المباراة.
وتكرر هذا المشهد في مدن الضفة الغربية التي تجمع في مناطق مختلفة منها مئات الشبان لمتابعة المنتخب الفلسطيني وتشجيع لاعبيه.
وقال الشاب علي عبيدات من رام الله ل((شينخوا))، إن خسارة المنتخب أمام اليابان متوقعة نظرا للفوارق الكبيرة بينهما لكن الأهم بالنسبة لنا كفلسطينيين هو شرف هذه المشاركة الأولى والتواجد في المحفل الآسيوي.
وأشار عبيدات إلى خسارة منتخبات عربية كبيرة وذات صيت في القارة الصفراء مبارياتها الأولى في البطولة مثل السعودية التي انهزمت أمام الصين بهدف، والكويت التي خسرت أمام استراليا بأربعة أهداف لهدف.
من جهتها ، أبرزت الشابة ميسون عبد من نابلس ل((شينخوا))، توحد الفلسطينيين خلف منتخبهم الذي يمثل الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الفلسطيني دفاعا عن ألوان بلادهم في ظل انقسامهم الداخلي.
كما ربطت ميسون بين إقامة نهائيات أمم آسيا في استراليا وما شهدته من ظهور أول للمنتخب الفلسطيني في البطولة وتصويت سيدني نهاية الشهر الماضي ضد مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي لتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ورأت ميسون، أن المشاركة الفلسطينية في البطولة الآسيوية "دليل على أن الشعب الفلسطيني يستحق دولة مستقلة له وهو كغيره من الشعوب يحب الحياة ويبدع في كافة المجالات وقادر على تحقيق الإنجازات".
ويشارك المنتخب الفلسطيني في نهائيات كأس أمم آسيا بصفته حامل لقب بطولة كأس التحدي الأسيوية في نسختها الأخيرة التي أقيمت في مايو 2014 بعد فوزه على منتخب الفلبين في المباراة النهائية بهدف نظيف.
وأبدى نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إبراهيم أبو سليم في تصريحات ل((شينخوا))، رضاه عن أداء لاعبي المنتخب الفلسطيني وجهازه الفني رغم الخسارة القاسية أمام منتخب اليابان.
وشدد أبو سليم، على أن مجرد مشاركة المنتخب الفلسطيني في نهائيات أمم أسيا يعد الحدث التاريخي الأبرز على صعيد الرياضة الفلسطينية وإنجازا وطنيا سيكون له ما بعده.
وأعرب أبو سليم، عن تفاؤله بقدرة المنتخب الفلسطيني على تحقيق نتائج أكثر إيجابية في مباراتيه المتبقيتين أمام كل من العراق والأردن.
ويلعب المنتخب الفلسطيني مباراته الثانية يوم الجمعة القادم أمام نظيره الأردني ويبحث كلاهما عن أول نتيجة إيجابية لهما في البطولة، على أن يختتم آخر مبارياته في الدور الأول يوم الثلاثاء بعد المقبل أمام العراق.
واعتبر الناقد الرياضي الفلسطيني خالد أبو زاهر في تصريحات لـ ((شينخوا)) ، أن حظوظ المنتخب الفلسطيني ما تزال قائمة في إمكانية التأهل للدور الثاني من نهائيات أمم آسيا حال حصوله على المركز الثاني في مجموعته.
ورأى أبو زاهر أن مباراتي المنتخب الفلسطيني القادمتين أمام كل العراق والأردن تعدان أسهل نسبيا مقارنة بمواجهة اليابان حامل اللقب والمرشح الأبرز لنيل لقب البطولة.
واعتبر أن المنتخب الفلسطيني يكون مختلفا تماما في مواجهة المنتخبات العربية خصوصا العراق والأردن كونهما أكثر منتخبات واجههما في تاريخه ودائما ما كان مستواه متقارب منهما.
وشدد أبو زاهر ، على أن مشاركة المنتخب الفلسطيني في البطولة بغض النظر عن نتائجها "تعد إنجازا بكل المقاييس كونها المرة الأولى التي يشارك فيها في بطولة إقليمية وهي مشاركة وطنية وسياسية إلى جانب أنها رياضية لما تتضمنه من رفع العلم الفلسطيني في أكبر محفل آسيوي".
وتقام بطولة كأس أمم آسيا في نسختها السادسة عشر في أستراليا في الفترة من 9 إلى 31 من الشهر الحالي.
ويحظى المنتخب الفلسطيني بالتعاطف نظرا للظروف الصعبة التي يواجهها دائما بسبب عدم تمتع بلاده بالاستقرار أو بوجود بطولات رياضية منتظمة في ظل "العقبات" الإسرائيلية التي طالما اشتكى منها الفلسطينيون، إضافة للمشاكل التي يعانيها الفريق من أجل التجمع والتدريب قبل مبارياته الدولية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn