شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم 7 يناير الجاري مجزرة هزّت الرأي العام الاوروبي خصوصا والعالمي عموما، مجزرة طالت مجلة "تشارلي إيبدو" الفرنسية وراح ضحيتها 12 قتيلاً على الأقل، بينهم أربعة رسامي الكاريكاتير واثنين من رجال الشرطة، وقد سبق لمجلة كاريكاتير أن نشرت رسوما مسيئة لنبي الاسلام محمد، مما تعرضت لاحتجاجات المسلحين المحليين وعلى الهجوم. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هونلاد يوم 7 يناير الجاري أن إنه لا شك في أن ما حدث هجوم إرهابي، وأدان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون الهجوم بسرعة، وقال "نحن نقف مع الشعب الفرنسي في قتاله ضد الإرهاب". كما تسارعت امريكا وألمانيا وروسيا وغيرها من الدول الاخرى إلى إدانة هذا الهجوم.
هجوم"تشارلي إيبدو" اخطر هجوم تعرضت له فرنسا منذ 50 هاما، شكل اقوى صدمة للشعب والحكومه الفرنسية،والعامل الديني بارزة جدا في التحليل الإعلامي الإبتدائي. كما سيكون لهذا الهجوم تأثير كبير على سائر انحاء اوروبا، وزيادة التوترات الاجتماعية في فرنسا وغيرها من الدول الاخرى التي يعيش بها العديد من المهاجرين المسلمين. وقد كانت العلاقات بين المهاجرين من ديانات مختلفة في باريس والمدن الكبرى في الدول الاوروبية جيدة جدا، ولكن الهجوم على مجلة "تشارلي إيبدو" الفرنسية قد يصبح سما للوئام الديني في الدول الاوروبية.
يشعر الكثير من المهاجرين المسلمين في الدول الغربية بالظلم وقلة الاحترام والثقة، ويعتقد الغربيون أن سخرية وسائل الاعلام الغربية بنبي الاسلام محمد هي " حرية التعبير"، كما يدافع البعض عن هذه الحرية والقيم الغربية بالعصا. وتقع وسائل الاعلام الاوروبية كل بضع سنوات في مواجهة مماثلة. كما أن الكثير من الساسة يتخذون من الاعلام ورقة رابحة في الانتخابات ولا يرغبون الضبط على الاعلام واحيانا يدعمون وسائل الاعلام. وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان يدين فيه الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إبدو" يوم 7 يناير الجاري على أن بريطانيا تدافع عن حرية التعبير.
تسبب هجوم"تشارلي إيبدو" في إثارة الخوف والقلق في أوساط المجتمع الفرنسي من احتمال الانتعاش القوي للهجمات الدينية، مما حفز مشاعر المسلمين المحليين وغيرها من المناطق الاسلامية الاخرى. وإن سماع المهاجمين مرتكبو الهجوم يهتفون "الله أكبر" أثناء إطلاق النار، سوف يثير موجة الكراهية والعداء مرة اخرى ضد المسلمين، وضربة للنظام الاجتماعي الاوروبي.
ينبغي إدانة الإرهاب والدعوة الى الاحترام المتبادل بين الحضارات. وضعف مشاركة المهاجرين المسلمين في معظم المناطق في المجتمعات الغربية في العمل وجوانب اجتماعية اخرى يثير الحساسية. وجعل هؤلاء يشعرون بالاحترام مهمة مشتركة بين المجتمع الغربي ومجتمعات العديد من الاديان الاخرى.
احتكاك بين الناس من مختلف الثقافات في المجتمع التعددي لا مفر منه. ولا ينبغي تفسير هذا الاحتكاك بأنه صراع ديني وعرقي. وقد يؤدي عدم اليقظة العالية في المجتمعات الغربية الى توسيع الصراعات و ارتفاع مستوى التوتر الاجتماعي.
اصبح رد فعل الحكومة الفرنسية وسائد المجتمع الفرنسي على المحك الآن، فهل يمكن فصل الهجوم الارهابي عن العامل الديني، وهل سوف يؤثر على اتجاه مناخ السياسة الفرنسية وفي النهاية يؤثر على سائر أوروبا؟ .
لقد خلق المهاجمون على مجلة "تشارلي إيبدو" الفرنسية ضجة كبيرة، ويخشى أن يؤدي نجاحهم في تنفيذ العملية والهروب الى تشجيع ارهابيين في اماكن اخرى في العالم، ما يطلب من جميع الدول الحذر من مخاطر الارهاب.
تعزز الدول الغربية الوقاية من الإرهاب باستمرار، ومع ذلك دائما ما يحدث هجوما خارج التوقع. ويمكن التصوير بان فرنسا في وضع صعب في هذه الايام، وكم من مدن اوروبية كبرى سوف تعاني من ما اصاب باريس.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn