23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تعليق: ليس "قرنا صينيا" وإنما عالم أقل ميلا للغرب

    2015:01:02.11:01    حجم الخط:    اطبع

    بكين أول يناير 2015 / في الوقت الذي يستهل فيه العالم عام 2015، يتكهن المشهد العالمي بعام آخر مما يشير إليه خبراء التاريخ بأنه "باكس أمريكانا"، أي (السلام الأمريكي). ولم يبدأ "قرن صيني" تنبأ به العالم جوزيف ستجليتز الحائز على جائزة نوبل وكثيرون آخرون.

    حتى ولو -- وهي "لو" كبيرة جدا لنظرا لعدم الدقة المعروفة للتقديرات الاقتصادية -- تفوقت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم، فلا ضرورة للمغالاة في التفسير -- سواء بالتمجيد أو بالإرتياب . ولن يكون هذا التحول المزعوم ، الذي ربما يبدو مثيرا، سوى نتيجة طبيعية لعدة حقائق متشابكة.

    يكمن أولها في حقيقة أن الصين دولة شاسعة تنعم بعدد كبير من السكان المجتهدين في العمل والمحبين للسلام والمبدعين والعاقدين العزم على تحقيق استخدام تام وحكيم لمواردها وإمكانتها الهائلة سعيا لحياة أفضل ليس لها فحسب وإنما للعالم أجمع.

    كما يتمثل الأمر ذو الأهمية المحورية في وجود اتجاه محدد ولا رجعة فيه لهذا العصر، وهو النهوض الجماعي الذي تجسده الصين للمعسكر النامي الذي يطلق أعضاؤه العنان لطاقاتهم وتوقهم الشديد للتنمية الاجتماعية الاقتصادية بعدما ظلوا غير قادرين على تحقيق ذلك لفترة طويلة من الزمن.

    إن معظم الصينيين يتسمون حقا بالهدوء. فرغم أنهم يقدرون رأي خبراء اقتصاد بارزين مثل ستجليتز، إلا أن التاج الذي منحه للصين لم يشوش أذهانهم. فقد أوضح استطلاع للرأي أجراه مؤخرا التطبيق الإلكتروني (شينخوا إنترناشونال) وموقع التواصل الاجتماعي الصيني العملاق (تنسنت) أن 53 في المائة من المستطلعة آراؤهم وعددهم حوالي 65 ألف لا يعتقدون أن عام 2015 يمثل باكورة لـ "قرن صيني".

    فنظرا لكون إجمالي الناتج المحلي للفرد في الصين لا يزال يعادل فقط ثلث نظيره لأوروبا الغربية وربع نظيره لأمريكا، ونظرا لكون مشكلات بارزة مثل الخلل والتفاوت لا تزال بعيدة عن الحل ، فإن الأولوية القصوى للصين تكمن في تعميق الإصلاح بشكل شامل وضمان تنمية اقتصادية صحية مستدامة، والحفاظ على الاستقرار والتناغم الاجتماعيين . وفي الاستطلاع الذي أجرته (شينخوا إنترناشونال/ وتنسنت)، يقول 63 في المائة إنه يتعين على الصين مواصلة التركيز على تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين رفاه الشعب.

    أنه المنطق السليم يقول إنه فقط من خلال ترتيب بيتها من الداخل والحفاظ على قوة عمل محرك اقتصادها ، يمكن أن تواصل الصين الاضطلاع بدور دولة كبرى مسؤولة على الساحة العالمية من خلال مساعدتها في تحقيق التنمية العالمية والحفاظ على السلم العالمي.

    غير أن نمو الصين لتصبح عمودا فقريا أقوى ليس سوى الجانب الجيد للازدواجية التي يتبعها الكثير في الغرب تجاه الثقل والتأثير المتزايدين للعملاقة الآسيوية . ويأكلهم غيظ، يحمل إلى حد ما جانب عدائي، من أن يحدث صعود الصين، باعتبارها دولة في الشرق، خللا أو يقلب النظام العالمي الحالي الذي يمنح مزايا للغرب، أو حتى يقود إلى حرب مع القوى التقليدية.

    وتبدو حالة القلق هذه ذات الصلة. فأن النظام العالمي يشهد حقا تغيرات عميقة حيث تسهم الدول النامية حاليا بنصيب متزايد الحجم في الاقتصاد العالمي وبات لها صوت أعلى في الشؤون الدولية، الأمر الذي يبدو وكأنه يضع الغرب في الطرف الخاسر.

    وصحيح أيضا أن التاريخ محفوف بصراعات ينفطر لها القلب بين الإمبراطوريات الناشئة والتقليدية. حيث تضرب نظرية الواقعية الهجومية للباحث الأمريكي جون مرشمير، التي شرحها في كتابه "مأساة سياسات القوى العظمي"، على وتر حساس في هذا الصدد.

    لكن ما يبدو ذي صلة ليس بالضرورة أمرا صحيحا. فرغم النوبات المتكررة للتراجع الغربي، إلا أن الهيمنة الغربية والتفوق الأمريكي لا يزالان مترسخان بعمق وخاصة في مجالي السياسة والأمن. ولاتزال معظم المؤسسات العالمية تميل لصالح الغرب فيما تقزم الميزانية العسكرية للولايات المتحدةميزانيات الدول العشر الكبرى التالية لها في مجال الإنفاق الدفاعي مجتمعة.

    ومن ناحية أخرى، فإن إعادة التشكيل الحالية للنظام العالمي تهدف من الناحية الجذرية إلى الإصلاح والتحسين وليس إلى إحداث خلل في النظام أو قلبه. فالمسألة ليست أن الغرب يتراجع وإنما أن سائر العالم يلحق بالركب ويأخذ ما يستحقه واستعصى عليه طويلا.

    والأمر الأكثر أهمية يكمن في أن عالما أقل ميلا للغرب وأكثر إنصافا يفيد في الواقع الغرب بقدر ما يفيد سائر العالم. وربما لا يروق ذلك للشوفينيين الغربيين، ولكن فقط على ساحة عالمية ترتكز على الإنصاف والتعاون -- وليس على الهيمنة والاستغلال -- سيحقق العالم سلاما دائما وستستكشف جميع الأمم إمكاناتها التنموية.

    وبالنسبة للتنافس الصيني - الأمريكي المحكوم عليه بالفشل، لا يعد التاريخ بأى حال من الأحوال بلورة سحرية. ولا ينبغي على الدولتين اللتين تتمتعان بثقل عالمي أن تجعلا من أنفسهما سجنتين لحكمة عفا عليها الزمن، وإنما ينبغى عليهما التعاون لصنع التاريخ من خلال رسم طريق جديد يقوم على الكسب المتكافئ بين الدول الكبرى بحيث تستفيد الصين من ولايات متحدة هادئة ورصينة مثلما تخدم صينا مزدهرة وقوية مصالح الولايات المتحدة

    وما تحتاجه الدولتان بشكل ملح هو تدعيم الفهم المتبادل وتعزيز الثقة. فالاتصالات المتكررة والمثمرة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك أوباما أرست أساسا سلبا لبناء نمط جديد من العلاقات بين البلدان الكبرى ويتعين على الجانبين اغتنام قوة الدفع هذه وإحراز تقدم جديد.

    وفي الوقت الذي يتوقف فيه العالم ويتأمل الأحداث بشكل عاطفي مع التحول إلى عام جديد، فإن تطور الهيكل العالمي يتشكل على نحو غير عاطفي. ومن ثم ينبغي على المجتمع الدولي، ولا سيما الأعضاء الكبار منه، السعي إلى تحقيق مكاسب أسمى وليس مكاسب ضيقة الأفق قصيرة المدي وأن يعمل معا ليرعى عملية الانتقال إلى نظام عالمي يعود بالفائدة على جميع الدول على المدى الطويل.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم