(تقرير سنوي) (الأزمة الأوكرانية): موقف الصين تجاه الأزمة الأوكرانية

بكين 19 ديسمبر 2014 / إندلعت اشتباكات مسلحة بين متمردين موالين لروسيا والقوات الأوكرانية منذ منتصف أبريل في منطقتين شرقي أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 4707 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 10322 آخرين، على الرغم من وقف هش لإطلاق النار توصل إليه الجانبان في سبتمبر الماضى.

وفيما يلى موقف الصين تجاه هذه الأزمة:

-- حل فى إطار القانون والنظام

وفي تناولها للعلاقات الخارجية، تلتزم الصين بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتحترم على الدوام سيادة البلدان الأخرى وسلامة أراضيها مع عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وانعكست هذه المبادئ في موقف الصين تجاه الأزمة الأوكرانية.

وردا على الاستفتائين اللذين أجريا في منطقتين شرقي أوكرانيا حول وضعهما المستقبلي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في 12 مايو إنه ينبغي التعامل مع هذه القضية داخل إطار القانون والنظام. وأكدت هوا أن الصين تنتهج دائما سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان أخرى، قائلة إن الصين تحترم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

وأضافت هوا أن "الصين ترى أن تسوية الأزمة الأوكرانية ينبغي أن تأخذ المخاوف والمصالح المعقولة لكل جانب في الاعتبار ، وينبغي حل النزاعات في إطار القانون والنظام".

-- حل سياسي عبر الحوار والمفاوضات

ومنذ فبراير، ظلت الأزمة الأوكرانية تتخمر والصراعات المسلحة تتواصل. ودعا الجانب الصيني جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس من أجل حل النزاعات عبر الحوار والمفاوضات وتفادى تدهور الوضع.

وفي 14 أبريل، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا الأطراف المعنية في أوكرانيا إلى الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس عندما طلب منها التعليق على صراع دائر في مدينة سلافيانسك شرقي أوكرانيا.

وذكرت هوا أن الصين حثت جميع الأطراف في أوكرانيا على استكشاف سبل لحل الأزمة عبر الحوار السياسي ارتكازا على أخذ الحقوق والمصالح والمخاوف المشروعة لجميع المناطق والمجتمعات العرقية في الاعتبار التام والتوفيق بينها، وعلى تعزيز الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية لأوكرانيا.

-- الحيادية والتوازن

ترجع الأزمة إلى تعديل أوكرانيا لعلاقاتها مع البلدان الكبرى والتغييرات التي طرأت على مشهديها الاقتصادي والسياسي. وذكرت الصين في مناسبات عدة أن التاريخ والعوامل المعقدة تقف وراء هذه الأزمة ، وأنها تتضمن مصالح ومخاوف أطراف مختلفة. ومن ثم، فإن حل القضية يتطلب نهجا متوازنا.

وفي 8 مارس، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تتبنى موقفا عادلا وموضوعيا بشأن القضية الأوكرانية.

وذكر وانغ أنه "من المؤسف أن الوضع في أوكرانيا وصل إلى ما هو عليه اليوم، ولكن بلوغ الوضع هذه النقطة لم يكن من قبيل الصدفة"، مضيفا أن هناك تاريخا معقدا وراء ذلك وكذا صراعات على المصالح.

وقال الوزير إن "الصين على اتصال مع مختلف الأطراف وسوف نلعب دورا بناء في التوصل إلى تسوية سياسية للقضية الأوكرانية ".

وفي 24 مارس، ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين تتخذ دائما "موقفا عادلا وموضوعيا " تجاه الأزمة الأوكرانية.

صرح بذلك شي خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي.

وأكد شي مجددا موقف الصين تجاه القضية الأوكرانية ، قائلا إن "تعزيز التوصل إلى حل سياسي للأزمة يخدم مصالح جميع الأطراف ".

وذكر شي أن "الصين تدعم الجهود البناءة التي يبذلها المجتمع الدولي لتهدئة التوتر، وتتخذ موقفا مفتوحا تجاه جميع الخطط التي تساعد في تعزيز التوصل إلى حل سياسي".

-- آلية تنسيق دولية

وباعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي وقوة عالمية مسؤولة، حثت الصين المجتمع الدولي على الاضطلاع بدور إيجابي في القضايا العالمية الساخنة. وبشأن الأزمة الأوكرانية ، دعت الصين إلى إقامة آلية تنسيق دولية فعالة.

وفي 16 مارس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ إن الصين ستواصل تعزيز محادثات السلام وستلعب دورا بناء من أجل التسوية السياسية للقضية الأوكرانية .

وذكر "لقد قدمنا مقترحاتنا الخاصة التي تركز على القيام في أسرع وقت ممكن بإقامة آلية تنسيق دولية تنضم إليها جميع الأطراف لاستكشاف نهج سياسي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية."

وفي 17 أبريل، أشادت الصين بالاتفاق الذي توصلت إليه المحادثات الرباعية في جنيف حول نزع فتيل التوتر في أوكرانيا، داعية إلى بذل جهود مشتركة لتعزيز التوصل إلى تسوية سياسية نهائية.

وصرحت هوا في مؤتمر صحفي بأن "التوصل إلى تسوية مناسبة للقضية الأوكرانية يتطلب مناخا داخليا مواتيا".

وفي معرض إشارتها إلى أن الصين تدعو إلى إقامة منصة متعددة الأطراف للحوار قريبا، ذكرت هوا "نحن نرحب بإطلاق روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا للمحادثات".